شهدت النسخة الثامنة من «جائزة محمد بن راشد للغة العربية»، التي تنظمها مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، ارتفاعاً منقطع النظير في المشاركات، فيما أجمع فائزون بالجائزة على أن صون وحماية اللغة العربية مسؤولية كل منا. وتحدث الأمين العام للمجلس الدولي للغة العربية، الدكتور علي عبدالله موسى، لـ«الإمارات اليوم»، عن هذه الدورة، قائلاً: «تلامس الجائزة في دورتها الثامنة السقف العالمي، حيث شهدت مشاركات من معاهد عالمية، وأحدثت حراكاً دولياً مهماً، سواء في السياسات أو دعم الدول في هذا الجانب، ويُعلق على الجائزة الكثير من الآمال للاستمرار ضمن هذا المستوى». وأضاف موسى: «اللغة العربية مسؤولية الجميع، المجتمع والفرد والدولة، ومازلنا بحاجة إلى المزيد من المبادرات، فاللغة العربية ترتبط بالسياسة والاقتصاد والتعليم وكذلك بالهوية ووجودنا في المستقبل، وكلما كثرت المبادرات انتعشت الجهات التي تحتاج دور اللغة العربية».
من جهتها، تحدثت الأمين العام لمؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان، مريم حمد الشامسي، عن المبادرة الفائزة، وهي «الباحثون عن المعرفة لا توقفهم الأزمات»، مشيرة إلى أنها انطلقت خلال جائحة كورونا، وهي تؤكد على أهمية المعرفة، على الرغم من الأزمات. ونوهت الشامسي إلى أن الفوز أتى نتيجة جهد بُذل في العديد من المبادرات، ومنها القراءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتواصل مع الكتّاب، وإيصال الكتب للمحجورين، والقراءة من أجل الحرية لنزلاء السجون، وغيرها.
أما رئيس مجموعة تطوير اللغة العربية في مؤسسة الدار للتعليم، هنادي مصطفى، فتحدثت عن المبادرة الفائزة عن فئة التعليم المدرسي، وهي «أكاديميات الدار لتعزيز اللغة العربية بفروعها اللغوية جميعها من خلال نهج القرائية المتوازنة»، ولفتت إلى أنهم أعدوا دراسة بناء على أحدث الأبحاث التربوية، واعتمدوا من خلالها نهج القرائية المتوازنة، الذي يحقق التوازن في التجارب اللغوية من خلال غمر الطلاب بأجناس أدبية مختلفة، وانخراطهم بأنواع القراءة والكتابة المتنوعة، مؤكدة أن المبادرة تتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة في حماية اللغة العربية.
بينما قدم المدير التنفيذي من «فسيلة للتعليم المتكامل»، خالد عبدالقادر، التطبيق الذي حاز جائزة أفضل تطبيق ذكي لتعليم اللغة العربية، مشيراً إلى أن التطبيق يعمل على تقديم مزايا متنوعة في التعليم والتدريب العملي، فضلاً عن وجود نظام النقاط لتحفيز الطالب على عدم الخطأ، وقد بني فيه نظام ألعاب مرتبط بالتعليم الترفيهي للوصول إلى نتائج مضمونة في التعلم. ونوه بأن التطبيق لديه بيانات كبيرة تخدم اللغة العربية في مجال الصور والصوتيات وتحسين المناهج التعليمية، كما أنه يرسم منهجاً تعليمياً خاصاً بكل مستخدم، ويتيح إتقان المستخدم للقراءة خلال شهرين ونصف الشهر فقط.
وقال الأميركي بيتر هولمان، الفائز بجائزة الشخصية العالمية المتميزة في مجال اللغة العربية، إن حصوله على الجائزة يعود إلى بحثه المتواصل في اللغة العربية، ورأى هولمان أن حصوله على هذه الجائزة سيشجعه على متابعة أبحاثه من أجل تعزيز وجود اللغة العربية في العلوم. وأكد الأميركي المختص بعلوم الدلالة، أن اللغة العربية تتفرد بخصائص نحوية غير موجودة بلغات أخرى، معتبراً أن أهمية الجائزة تكمن في التشجيع على الجهود المبذولة في لغة الضاد، وهي جهود ليست سهلة، خصوصاً حين تكون منفردة.