في أجواء تعيدنا إلى السبعينات، ومن خلال سينوغرافيا ديناميكية تعتمد كثيراً على توظيف الإضاءة والعتمة على المسرح، قدمت المسرحية الموسيقية الشهيرة من ويست إند «غريس: ذا ميوزيكال» عروضها على خشبة أوبرا دبي. ويستعيد العرض قصة الحب المدرسية بين ساندي وداني، من خلال الأجواء التي يغلب عليها الصخب وموسيقى الروك آند رول للأغنيات الخالدة التي رافقت الأجيال، في عرض محمل بالطاقة والسحر الموسيقي الذي لا ينسى.

يبدأ العرض في أجواء موسيقية تمزج بين الهدوء والصخب، فيما تعيدنا الأغنيات والملابس منذ المشهد الأول إلى أجواء السبعينات، وتحديداً إلى روح مدرسة رايدل الثانوية، حيث تدور أحداث القصة. ومع الإيقاع الساحر للرقصات وموسيقى الروك آند رول، تنشأ قصة الحب بين الشاب الجذاب داني، والفتاة اللطيفة والبريئة ساندي، التي انتقلت إلى المدرسة حديثاً، وذلك بعد أن التقيا في صيف رومانسي، وظنا أنهما لن يلتقيا مجدداً، ولكنهما اجتمعا عقب انتقال ساندي إلى مدرسة داني.

يحمل العرض الكثير من الأجواء الرومانسية، ويلامس مشاعر الشباب، وكيف يواجهون مشاعرهم بين الإنكار والتجاهل أو التظاهر بالبرود، بعيداً عما يمكن أن تتركه هذه التصرفات من مشاعر لدى الطرف الآخر. كما أنه يلامس العديد من القضايا التي تحاكي عالم الشباب، ومنها الصداقة والوفاء، والتمرد وروح الحماسة، والبحث عن الهوية والتعبير عن الذات.

ويشكل العرض ذاكرة أجيال عدة، لاسيما قصة الحب التي صورت في فيلم سينمائي مقتبس عن المسرحية ويحمل الاسم نفسه. أما الأغنيات الأبرز التي تروي قصة الحب، فمنها «ليالي الصيف»، و«مفتونة بك تماما»، و«أنت من أريده». ولعل اللافت في الإنتاج الذي قدم على خشبة أوبرا دبي، هو أن القصص المصاحبة لقصة الحب الأساسية لم تكن أقل جذباً للمشاهد، فوجود الكثير من النجوم على الخشبة، نجح في أسر الجمهور الذي كان يصفق ويردد الأغنيات، ليثبت أنه لايزال إلى اليوم عرضاً مبهجاً بامتياز.

ظاهرة ثقافية

يلعب دور البطولة في «غريس: ذا ميوزيكال»، كريستوفر فولي بشخصية (داني)، وأميليا كولفار بدور ساندي، وآفا ماي ووترز بدور ريزو، وإيدن سمارت بدور كينيكي، ومايكل دين-ويلسون بدور روجر. وينضم إليهم مجموعة من النجوم الشباب والموهوبين من أجل إضفاء سحر على القصة الخالدة التي أسرت أجيالاً متعاقبة. كما تشارك لورا تايرر بدور (ميس لينش)، وكريغ بيري (فينس فونتين/الشرطي مايالي)، ودارسي جيمس (تين أنجل/جوني كازينو)، ليضيفوا خبرة وعمقاً إضافياً لهذا الإنتاج. وعلّق مدير أوبرا دبي، باولو بيتروتشيللي، على استضافة هذا العرض، قائلاً: «غريس ليست مجرد مسرحية موسيقية، إنها ظاهرة ثقافية، نحن سعداء بتقديم هذا الطاقم المميز الذي يعيد إحياء القصة أمام جمهور دبي بطاقة وشغف وإبداع عالمي المستوى».

شاركها.
Exit mobile version