يُعد الغضب أحد أكثر المشاعر تعقيداً التي يواجهها الأطفال. وقد يكون من الصعب تعامل الوالد مع طفل مُحبط أو غاضب. سواء كان طفلاً صغيراً أو طالباً في صفوفه الأولى أو مراهقاً. ويمكن أن تؤدي استجابة الوالد في تلك اللحظات المتوترة إلى تصعيد الصراع أو جلب الهدوء.
ووفقاً لما نشره موقع «سيكولوجي توداي» المعنيّ بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية، فإن الخبر الجيد هو أن هناك عبارة بسيطة «تصنع المعجزات» لنزع فتيل غضب الطفل في أي عمر كان.
«أرى أنك منزعج الآن… وأنا هنا من أجلك»
قد تبدو هذه العبارة بسيطة، لكنها تحمل تأثيراً نفسياً عميقاً. إنها تقوم بثلاثة أشياء في وقت واحد: تعترف بمشاعر الأطفال، وتطمئنهم بأنهم ليسوا بمفردهم، وتخلق مساحة للتهدئة دون شعور الأطفال بالحُكم عليهم أو التحكم بهم.
لماذا تحمل هذه العبارة تأثيراً كبيراً؟
تعترف بصحة المشاعر
عندما يكون الطفل، سواء كان عمره 5 أو 25 عاماً، غاضباً، فإنه غالباً ما يشعر بأنه يُساء فهمه أو يتم تجاهله. إن قول «أرى أنك منزعج» يوضح لهم أن مشاعرهم مهمة. وغالباً ما يقوم الأطفال (والكبار) بتصعيد مشاعرهم عندما يشعرون بأن لا أحد يستمع إليهم. والاعتراف بصحة مشاعرهم يمنع ذلك.
توفر الطمأنينة
بدلاً من القفز إلى وضع التصحيح، بقول أشياء مثل «اهدأ» أو «توقف عن المبالغة في رد الفعل»، هذه العبارة «أرى أنك منزعج الآن… وأنا هنا من أجلك» تؤكد للأطفال أنك موجود من أجلهم وتمنحهم الطمأنينة.
تدعو إلى التواصل بدلاً من التحكم
يقاوم الناس السيطرة، خصوصاً عندما يكونون مُثقلين بالهموم أو الغضب. ويعد إخبارهم بما يجب عليهم فعله في لحظاتهم الأكثر غضباً قد لا يكون التصرف الأنسب. ومن خلال تقديم حضورك ودعمك ببساطة، فإنك تحول الديناميكية من صراع على السلطة إلى فرصة للتواصل الفعال.
نصائح لاستخدام هذه العبارة بشكل فعال:
حافظ على هدوء نفسك: نبرة صوتك مهمة. قلها بحرارة، وليس بإحباط.
استخدم لغة الجسد اللطيفة تعبر عن التودد والقبول وليس الاستنكار والرفض.
امنح الأطفال الوقت: قد لا يستجيبون لك على الفور، لكن كلماتك ستسجل في ذاكرتهم.
المتابعة مع الأطفال عندما يصبحون جاهزين: ساعدهم على إيجاد الحلول بعد أن يهدأوا.
وفي النهاية، لن تمحو هذه العبارة كل مسببات الغضب بطريقة سحرية، لكنها تخلق الأساس للثقة والتواصل. وبمرور الوقت، سيتعلم طفلك أنك «مكان آمن» حتى في أسوأ لحظاته، وهذا يُمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً.