من نشأتها بالقرب من خور دبي في منطقة الشندغة، انطلقت الدكتورة عائشة بالخير في رحلتها نحو القراءة والمعرفة والبحث، حيث اختزنت ذاكرتها مشاهد للخور في مراحله المختلفة، والعبرات والبوم بمختلف أنواعه، ومنطقة الشندغة، والغبيبة، والغرفة التي كانت تمثّل مكاناً لرسو السفن، ومنها كان سكان المنطقة يرون العالم من خلال السفن التي كانت تتوافد إليها، بما تحمله هذه السفن من بضائع من مختلف الدول، خصوصاً الصحف والمجلات التي كانت تصل مثل «الأهرام» و«العربي» و«المصور» و«آخر ساعة» و«النهار» و«الموعد»، وغيرها من مداد الحبر الذي يحمل نتاج عقول أهل ذلك الزمان، بدأت عائشة رحلتها في عالم الثقافة والمعرفة، بعد أن تعلمت القراءة في واحدة من مدارس القرآن التي كانت منتشرة في الستينات، ثم التحقت بالمدرسة لاستكمال تعليمها النظامي.
وتُعدّ عائشة بالخير، المستشارة البحثية في الأرشيف والمكتبة الوطنية، من أبرز الباحثات الإماراتيات، ولها إسهامات كبيرة في مجال التوثيق الشفاهي عبر إجراء مقابلات مع كبار السن وتدوين ذكرياتهم التي تمثّل ذاكرة الوطن، والوسيلة الأهم لحفظ التراث وتوثيقه، وهي خبيرة معتمدة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، لتنظيم ورش عمل تخص تطبيق اتفاقية صون التراث الثقافي المعنوي لدول العالم، كما تترأس لجنة «جائزة المؤرخ الشاب» التي ينظمها الأرشيف والمكتبة الوطنية.
وحصلت بالخير على الدكتوراه في دراسات الخليج العربي من جامعة إكزيتر بالمملكة المتحدة، ودرجة الماجستير في الدراسات العِـرقيّة من جامعة سان فرانسيسكو ستيت في الولايات المتحدة الأميركية، كما حصلت على زمالة خريجي الدكتوراه من «منحة فولبرايت»، وعملت محاضِراً وباحثاً زائراً في جامعة هارفارد بقسم مركز دراسات الشرق الأوسط عام 2005-2006، واختيرت لعضوية جهات عدة، منها مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون عام 2008، ولجنة حماية التراث الثقافي غير المادي في «اليونيسكو»، وجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون الخليجي، وحصلت د.بالخير على عدد من الجوائز، منها جائزة راشد للتفوق والبحث العلمي 2005، وتم تكريمها بمنحها وسام الإمارات للثقافة والإبداع عن طبقة العطاء عام 2024، ولها إصدارات عدة، منها «التأثير الإفريقي على الموسيقى والتراث في دبي».
للإطلاع على الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.