يحفل سجل الجراح الإماراتي، الدكتور عبدالسلام البلوشي، بالعديد من الإنجازات المهنية والأكاديمية البارزة، وذلك بعد نجاحه في إجراء أكثر من 5000 عملية في مجال جراحة الأعصاب والعمود الفقري، وحيازته لقب أول طبيب إماراتي حاصل على «البورد» الأميركي في هذا التخصص الدقيق، ونجاحه في أن ينقش اسمه في مجال جراحات شديدة التعقيد.
ويُسجل للدكتور عبدالسلام البلوشي أنه أول طبيب في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا يجري عملية جراحية في العمود الفقري باستخدام الروبوت، فضلاً عن تفرده بالعديد من براءات الاختراع والابتكار في مجال الرعاية الصحية المسجلة في الولايات المتحدة، إلى جانب زمالته في الجمعية الأميركية لجراحي الأعصاب، وكلية الجراحين الأميركية، وغيرهما من المنظمات والجمعيات الطبية والصحية المعتمدة.
مشوار البدايات
وفي بداية حواره مع «الإمارات اليوم»، توقف الدكتور عبدالسلام – المقيم حالياً في الولايات المتحدة – عند تفاصيل مشواره الدراسي والأكاديمي الطويل، الذي لم يخلُ من التحديات، مضيفاً: «لم تكن رحلتي الدراسية سهلة، كما يعتقد البعض، خصوصاً أن دراسة الطب في الولايات المتحدة من أصعب المجالات الأكاديمية، سواء من ناحية التحصيل العلمي وضرورة تحصيل درجات عالية، أو تقديم أبحاث علمية متفردة، إلا أن إصراري على التميز دفعني باستمرار إلى متابعة المشوار، والنجاح والتفوق في مجالي، والحصول على شهادة الطب من جامعة رايت ستيت بأوهايو».
ووقتها كان الدكتور عبدالسلام الخريج الوحيد الذي اختار التخصص في جراحة الأعصاب، المجال الأكثر صعوبة والأكثر تطلباً لفترات زمنية طويلة من الإعداد والتدريب، على حد تعبيره.
مسيرة نجاحات
شغف الجراح الإماراتي وإصراره على التفوق العلمي، نجحا مباشرة في تأهيله للانضمام إلى منظمة شرفية هي «ألفا أوميغا ألفا» الأميركية، المخصصة فقط لطلاب كلية الطب المتفوقين، والتي تعمل على تحسين الرعاية للجميع من خلال الاعتراف بالإنجاز التعليمي العالي، وتكريم الموهوبين، وكذلك تشجيع تنمية القادة في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية، وذلك قبل أن يستكمل فترة التدريب في جامعة «لويزفيل»، وينال الزمالة في جراحة العمود الفقري من جامعة «جونز هوبكنز» المرموقة عالمياً في هذا المجال. وقال: «تعتبر هذه الجامعة أقوى جامعة على المستوى العالمي في مجال جراحة الأعصاب، لأمضي في المحصلة 16 عاماً كاملة في دراسة الطب».
وأكمل: «بعد هذه المرحلة من الدراسة والتخصص في جراحة الأعصاب، انتقلت فعلياً إلى مرحلة العمل الميداني لأتولّى مهام الاستشاري ورئيس القسم في مستشفيات مرموقة عدة في الولايات المتحدة، وأتمكن بالتالي، من إجراء ما بين 450 و500 جراحة سنوياً، مقارنة بضعف العمليات التي يجريها زملائي في جراحة الأعصاب».
محطات إنسانية
محطات فارقة عاشها الدكتور عبدالسلام على امتداد مسيرته الطويلة في المجال، مبدياً جاهزيته الدائمة للتعامل مع كل حالة يواجهها، ومسؤوليته، ليست فقط المهنية بل أيضاً الإنسانية والأخلاقية، هي ما تدفعه باستمرار إلى أن يكون شديد الحرص على التعامل مع جميع المرضى باعتبارهم أفراداً من الأهل والأقرباء، وتقديم أقصى درجات الاهتمام والرعاية لمن يحتاج إليها.
واستطرد: «لدي العديد من قصص النجاح التي أعتز بها، والتي أسهمت من خلالها في إعادة رسم الابتسامة والأمل على وجوه حزينة وفاقدة للأمل، تحضرني منها اليوم حالات الشلل النصفي والرباعي وحالات الموت الدماغي التي عاينتها وكانت مؤلمة بالنسبة لي، ما يدفعني دوماً إلى الاستعانة بالله والدعاء في كل جراحة أجريها، كما لا يفارقني، كجرّاح، شعور عميق بالمسؤولية وإيمان بواجبي تجاه مرضاي، في الوقت الذي أسعى من خلال هذا الدور إلى أن أكون ملهماً للآخرين، ومساهماً قدر المستطاع في التخفيف من آلام مرضاي وأوجاعهم، فكل ما أقوم به يصبّ في مبدأ احترام إنسانيتنا ومحبتنا للجميع دون استثناء».
بشهادة «غوغل»
وأشار الجراح الإماراتي إلى أن إقامته الحالية في الولايات المتحدة، لم تُنسه يوماً وطنه الذي هو دوماً في قلبه وعقله، معتبراً نفسه سفيراً لوطنه بهويته وانتمائه وبتفوقه وتخفيفه لآلام الآخرين. وأكمل: «أستثمر كل فرصة تتاح لي لأرفع اسم بلدي عالياً، سواء في مجالات التميز في إجراء العمليات الجراحية المعقدة في مجال الأعصاب والعمود الفقري، أو في مجال الابتكارات وبراءات الاختراع التي أهلتني لأُصنّف – حسب محرك البحث العالمي (غوغل) – ضمن أفضل جراحي الأعصاب حول العالم، وهذا بالتأكيد فضل وتوفيق من الخالق أولاً، وانعكاس مضيء للدعم الكبير من شيوخنا الكرام، حفظهم الله جميعاً».
أرض خصبة
توقف الجراح عبدالسلام البلوشي عند التطوّر الكبير الذي شهدته الإمارات في مجال الرعاية الصحية، مؤكداً أنه «مع ما حققته الدولة من تقدم في المجال، نمتلك اليوم كل المواصفات والإمكانات التي تؤهلنا للارتقاء بتجاربنا في المجال الطبي، سواء ما تعلق منها بالمعدات المتخصصة أو بجودة الأطباء أو حتى القدرة على استقطاب أبرز الكفاءات الطبية العالمية في جميع الاختصاصات، ما يؤهل دولتنا لأن تصبح من بعض أفضل الوجهات العلاجية للكثيرين حول العالم».
وكشف عن استعداده لخدمة الوطن والأهل، مشدداً على أنه مهتم بخدمة شعب الإمارات وكل المقيمين على أرضها الطيبة، وذلك بالارتكاز على ما تراكم لديه اليوم من براءات اختراع أو خبرات اكتسبها من تجربة تقلده لمهام رئيس قسم الابتكار الصحي في إحدى المنظمات المعروفة بولاية تكساس، ما يؤهله لنقل هذه التجارب والخبرات والمشاريع والعودة إلى الإمارات خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.
الشيخ زايد.. قدوتي
اعتبر الجراح الإماراتي عبدالسلام البلوشي، أن شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، استثنائية بكل المقاييس، وذلك بما تعلمه منه من دروس أخلاقية وإنسانية عظيمة في العطاء والسعي الصادق لتحسين حياة الناس، وكذلك انكبابه الدائم على خدمة الوطن وشعبه لدرجة باتت فيها صفة «أبناء زايد» علامة فارقة لأهل الإمارات.
وقال: «سيظل الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مثلي الأعلى، لأنني أينما حللت بين أرجاء الإمارات، أرى له لمسة طيبة، وأثراً فارقاً، وفضلاً مضاعفاً في الداخل والخارج، ما يلهمني باستمرار ويدفعني إلى البحث عن البصمة وصنع الفرق في حياة الناس».
عبدالسلام البلوشي:
• أستثمر كل فرصة تتاح لي لأرفع اسم بلدي عالياً، وللتميز في إجراء العمليات الجراحية المعقدة في مجالي.
• أسعى إلى أن أكون ملهماً للآخرين، ومساهماً – قدر المستطاع – في التخفيف من آلام مرضاي وأوجاعهم.
لمشاهدة فيديو عبدالسلام البلوشي، يرجى الضغط على هذا الرابط.