ضمن فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، أقيمت جلسة حوارية مميزة بعنوان «التجربة المسرحية النسائية في الإمارات» ضمن برنامج «حوار مع رائدة من رائدات المسرح الإماراتي»، استضافت الفنانة سميرة أحمد التي تحدثت عن مسيرتها الممتدة بين المسرح والدراما التلفزيونية، وأدارت الجلسة الشاعرة شيخة الجابري بمشاركة الكاتبة صالحة غابش في التقديم.
استهلت غابش اللقاء بالتأكيد على أن الجلسة تأتي استكمالاً لمشروع توثيقي أطلقه المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، تمثل في إصدار كتاب «رائدات المسرح الإماراتي» للكاتب ظافر جلود، الذي يوثق مسيرة نساءٍ أسسن، إلى جانب زملائهن، لمرحلة مفصلية في تاريخ المسرح المحلي. وأشارت إلى أن استضافة الفنانة سميرة أحمد تأتي لتسليط الضوء على تجربة ثرية جمعت بين الالتزام الفني والرؤية الإنسانية والمجتمعية.
وخلال الحوار، استرجعت الفنانة سميرة أحمد بداياتها الأولى، متحدثة عن التحديات التي واجهتها المرأة الإماراتية في دخول عالم المسرح، مؤكدة أن الطريق لم يكن سهلاً، وأن الاستمرار فيه تطلب إيماناً عميقاً برسالة الفن ودعماً مؤسسياً حقيقياً. وأشادت بالدور الريادي لإمارة الشارقة ومسرحها الوطني في احتضان المواهب وتطوير قدراتها، مؤكدة أن رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كانت حجر الأساس في ترسيخ حضور المسرح الإماراتي وازدهاره.
كما تطرقت إلى محطات مختلفة من مسيرتها، متذكرة فترات الانقطاع والعودة إلى خشبة المسرح، مشيرة إلى أن الفن بالنسبة لها «مسؤولية لا مجرد حضور»، وأن التوازن بين العمل الفني والحياة الأسرية شكّل ركيزة أساسية في تجربتها، بفضل الدعم الذي تلقته من أسرتها ومحيطها الفني.
وتناولت سميرة أحمد أبرز التحديات التي تواجه المنتجين والممثلين والكتّاب، مشددة على أهمية تعزيز الهوية المحلية في النصوص الفنية لتبقى الدراما الإماراتية متميزة في مضمونها وشكلها. كما رأت أن المنصات الرقمية ومواسم العرض القصيرة تتيح فرصاً جديدة، لكنها تحتاج إلى رؤية واضحة واستراتيجية تطويرية لضمان استدامة الحضور الإماراتي على الشاشة.
وعبّرت الفنانة عن أملها في أن يواصل الجيل الجديد من الكاتبات والمخرجات مسيرة الريادة المسرحية النسائية في الدولة، وأن يقدّم أعمالاً تعبّر عن تنوّع المجتمع الإماراتي وقيمه الأصيلة.
وأثنت الشاعرة شيخة الجابري على إسهامات الفنانات الإماراتيات في ترسيخ التجربة المسرحية الوطنية، مؤكدة أن حضورهن أصبح جزءاً من الذاكرة الثقافية للدولة، وأن دعم الريادة النسائية في المسرح يرسّخ النهج الثقافي الذي تتبناه الشارقة في بناء الإنسان وتعزيز الإبداع.
