أكد الشيخ سلطان سعود القاسمي، الكاتب ومؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الفنون في تقديم صورة إيجابية عن العالم العربي أمام العالم، موضحاً أن الفنان الإماراتي تمكن من الوصول إلى العالمية بسبب جودة الأعمال التي يقدمها، وبفضل الدعم الكبير من الدولة له.
وأوضح القاسمي لـ«الإمارات اليوم»، أن معرض كوكبة، الذي تشارك فيه مؤسسة بارجيل للفنون في معرض الفن الحديث والمعاصر في لندن، يمثل محاولة من قبل المؤسسة ودار مزاد كريستيز، لإلقاء الضوء على جماليات الفن العربي، وإتاحة الفرصة للجمهور البريطاني من مقيمين وزوار، في الفترة من 20 يوليو إلى 23 أغسطس 2023، للاطلاع على الأعمال الفنية الحديثة المعروضة، والتعرف إلى العالم العربي من خلال هذه الفنون الجميلة.
100 عمل من 15 دولة
وأشار القاسمي إلى أن «كوكبة» يضم 100 عمل فني، وتولى اختيار هذه الأعمال القيّم على المعرض الدكتور رضا مومني، نائب رئيس دار كريستيز لمنطقة الشرق الأوسط، وهي تعكس ثمانية عقود من الفن الحديث والمعاصر من مجموعة المؤسسة من 15 دولة في المنطقة، وبحسب معايير المؤسسة سيتم عرض عدد متوازن من أعمال الفنانين والفنانات من الذكور والإناث، ما يتيح للزوار تقدير الدور الذي لعبته الفنانات المعاصرات في إنشاء حركة فنية حديثة مزدهرة في المنطقة، لافتاً إلى أهمية معرض الفن الحديث والمعاصر، مضيفاً: «يعدّ هذا المعرض فرصة نادرة لمشاهدة أعمال فنية مختارة لعدد من أبرز فناني غرب آسيا وشمال إفريقيا، التي تم جمعها على مدار 20 عاماً، وفي الحقيقة فإن الغالبية العظمى من الأعمال الفنية في هذا المعرض لم يشاهدها أحدٌ في المملكة المتحدة من قبل».
الفنان الإماراتي والعالمية
وحول تخصيص جزء من المعرض لأعمال الفنان حسن شريف، قال القاسمي: «حسن شريف يعتبر من ركائز الفن المعاصر في المنطقة العربية، وخاصة في دولة الإمارات، وهو من مؤسسي الفن المفاهيمي والتركيبي أيضاً، وترك أثراً إيجابياً في جيل كامل من الفنانين والفنانات الإماراتيين وغيرهم، وتم اقتناء أعماله من قبل أكبر المؤسسات والمتاحف العريقة في شتى أنحاء العالم».
وأكد أن الفنان الإماراتي تمكن من الوصول إلى العالمية بسبب جودة الأعمال التي يتم تقديمها قبل كل شيء، بالإضافة إلى الدعم الذي يحصل عليه من قبل مؤسسات الدولة ووزارة الثقافة خصيصاً، مبيناً أنه يوجد حالياً أكثر من معرض للفن الإماراتي حول العالم، ومن بينها معرض في متحف غايغر في مدينة بازل في سويسرا.
وأعرب الشيخ سلطان سعود القاسمي عن أمله في أن يلعب الفن دوراً فعالاً في تعريف العالم بجماليات المنطقة العربية، وتقديم محتوى إعلامي عن العالم العربي مغاير للسائد، مضيفاً: «للأسف تشكل النزاعات التي تحدث في العالم العربي جانباً كبيراً من المحتوى الذي تتم تغطيته وتقديمه عبر شبكات الأخبار العالمية على مدار الساعة، ونتمنى أن يتيح الفن فرصة للعالم للتعرف إلى جماليات المنطقة العربية، وليس إلى النزاعات التي تحدث فيها فحسب».
اقتناء الأعمال الفنية
وتطرق إلى تأثير التقلبات الاقتصادية التي يشهدها العالم في الفترة الأخيرة، إلى جانب ظهور الأعمال الرقمية والرموز غير القابلة للاستبدال NFTs، في توجهات مقتني الأعمال الفنية، وفي سوق الاقتناء بشكل عام، موضحاً: «في الحقيقة ازدادت قيمة الأعمال الفنية في السنوات الأخيرة، بسبب زيادة اهتمام المقتنين والمؤسسات المحلية والعالمية، خاصة الأعمال ذات الجودة العالية، كما يعتبر ظهور الأعمال الرقمية والرموز غير القابلة للاستبدال إضافة إلى الفن، وليست بديلة عن اقتناء الأعمال الفنية المنتجة من بشر، وأتمنى أن تكون إضافة إيجابية».
• حسن شريف من ركائز الفن المعاصر في المنطقة العربية والإمارات، وترك أثراً إيجابياً في جيل كامل من الفنانين.
• يوجد حالياً أكثر من معرض للفن الإماراتي حول العالم، من بينها معرض في متحف غايغر في سويسرا.
المعرض الأكبر على الإطلاق
يمثل المعرض الذي تستضيفه «كريستيز»، ضمن مقرها في لندن هذا الصيف، أكبر معرض على الإطلاق يقام لأعمال الفن العربي في العاصمة البريطانية، ويتكون من قسمين رئيسين هما: «كوكبة.. مختارات من مؤسسة بارجيل للفنون»، و«فن إماراتي مُعاد تصوره.. حسن شريف والأصوات المعاصرة»، وهي المرة الأولى التي يتم فيها عرض عدد كبير ومتنوع من الأعمال الفنية العربية في لندن، عبر شراكة مع وزارة الثقافة والشباب ومؤسسة بارجيل للفنون، ويدير المعرض نائب رئيس مكتب كريستيز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الدكتور رضا المومني.
رحلة ثقافية عبر 100 عمل فني
يضم معرض «كوكبة» 100 عمل فني، تمت استعارتها من مؤسسة بارجيل للفنون، التي أنشأها سلطان سعود القاسمي في عام 2010، وهي أعمال فنية تم جمعها من كل أنحاء المنطقة، ليحتفي بالتنوع الفني الغني الذي يعكس ثراء الوطن العربي ومرونته وإبداعه اللامحدود عبر بلاد الشام وشمال إفريقيا ودول الخليج. ويجسد المعرض في مضمونه النسيج النابض للفن العربي الحديث، مع أعمال نخبة من الفنانين المتمرسين والواعدين على حد سواء، ما يقدم للزوار رحلة فنية وثقافية في رحاب العالم العربي.