افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يقام تحت شعار «بينك وبين الكتاب»، في الفترة من الخامس إلى 16 نوفمبر الجاري، في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة أكثر من 2500 ناشر وعارض من 118 دولة.

وكان في استقبال سموه لدى وصوله، الشيخ محمد بن سعود القاسمي، رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ خالد بن عبدالله القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، والشيخ الدكتور سالم بن عبدالرحمن القاسمي، رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة شؤون الضواحي، والشيخ عبدالله بن محمد القاسمي، مدير الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالشارقة، وعدد من كبار المسؤولين والمثقفين والكتّاب ضيوف معرض الشارقة الدولي للكتاب.

وألقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كلمة خلال حفل افتتاح المعرض، رحب فيها بالحضور، وبوفد جمهورية اليونان ضيف شرف المعرض في دورته الحالية، وقال سموه: «أحمد الله العظيم، وأسأله سبحانه، أن يغفر لنا أجمعين، ويمدنا بالقوة والتأييد لنواصل العمل لإنجاز كل ما هو مفيد ونافع لأمتنا العربية والإسلامية المجيدة».

وأضاف سموه: «ونحن نتحدث عن المشاريع الثقافية التي تشهدها إمارة الشارقة، التي نذرتُ نفسي لخدمتها، وكرّست حياتي للثقافة رافعاً رايتها، وإعلاء كلمتها، ورغبةً في نشر العلوم والمعارف والآداب بين أبناء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها، نذكر البداية، التي مر عليها قرن من الزمن، منذ 100 عام حيث تأسست أول مكتبة في الشارقة عام 1925، حيث كانت الشارقة في هذه السنة تحتفل بمرور 100 عام على تأسيس أول مكتبة بها».

وأعلن صاحب السمو حاكم الشارقة الانتهاء من المرحلة الأولى من الموسوعة العربية الشاملة، قائلاً: «أزف إليكم اليوم في الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، هذه البشرى الثقافية العلمية الكبرى، وهي الانتهاء من المرحلة الأولى من الموسوعة العربية الشاملة، هذه الموسوعة التي اخترنا لها اسم «الموسوعة العربية الشاملة في العلوم والآداب والفنون والإعلام»، نهدف من ورائها إلى تعريف العلوم والآداب، وجميع الفروع العلمية المتعلقة باللغة العربية والعلوم الشرعية، والعلوم الإنسانية، وفيها عرض لتراجم وسير كل العلماء والفلاسفة، والأدباء والشعراء، واللغويين والمفسرين، والخلفاء والملوك وغيرهم، منذ نشأة تاريخ العرب، مروراً بالحضارة الإسلامية وعلمائها وفلاسفتها وأعلامها الذين أغنوا المكتبة المعرفية الإنسانية، بشتى المصنفات والكتب، في مختلف المعارف والعلوم والآداب».

وحول تفاصيل المرحلة الأولى من الموسوعة، قال سموه: «اليوم، والحمد لله، انتهينا من المرحلة الأولى من الموسوعة، حيث أنجز الفريق العامل تحت إشراف مجمع اللغة العربية بالشارقة، جميع العلوم اللغوية والشرعية، حيث بلغ عدد المجلدات 44 مجلداً، قام فيها العلماء المتخصصون بتعريف العلوم وتعريف المصطلحات الخاصة بكل علم، نحواً وصرفاً وبلاغة وعروضاً، وفي اللسانيات والمعجميات والصوتيات وغيرها، كذلك ما يتعلق بالعلوم الشرعية: في العقيدة وعلوم القرآن والفقه وأصوله ومقاصد الشريعة والجرح والتعديل في الحديث والاقتصاد الإسلامي وغيرها من الفروع العلمية الدقيقة».

ولفت سموه إلى المراحل القادمة من الموسوعة وأوقات إنجازها، قائلاً: «ونبشركم أننا في العام القادم، إن شاء الله تعالى، في مثل هذا اليوم، نعلن عن انتهاء المرحلة الثانية المتعلقة بالعلوم الإنسانية وعدد من أعلام الشعراء واللغويين والمفسرين والمحدثين في شهر نوفمبر عام 2026، وسيتوالى البحث العلمي إلى حين الانتهاء من المرحلة الثالثة في شهر نوفمبر عام 2027، أما المرحلة الرابعة، وتكتمل في شهر نوفمبر عام 2028م، بعون الله تعالى، فتكتمل أكبر موسوعة علمية ثقافية تعرّف بالعلوم والفنون والمصطلحات، وتراجم أعلام كل فن».

واختتم صاحب السمو كلمته بقوله: «إننا نعمل كل ذلك ونحرص عليه، لنربط حاضر الأمة بماضيها، ولنعرّف أبناء الجيل المعاصر بتاريخ أجدادهم وأسلافهم من العلماء والأدباء والشعراء وأهل الثقافة، ولنقدم لأهل العلم والثقافة موسوعةً علميةً موثقةً، إليها يعودون ومنها يتعلمون وينهلون».

تكريم شخصية العام

وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم الكاتب والمسرحي المصري محمد سلماوي «شخصية العام الثقافية» للدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، تقديراً لمسيرته الأدبية وإسهاماته في المسرح والرواية والعمل الثقافي العربي.

كما كرّم سموه خلال حفل افتتاح المعرض، المترجم الدكتور أوندجي برانك، الفائز بجائزة «ترجمان»، عن ترجمة كتاب «رسالة ابن فضلان» من اللغة العربية إلى اللغة التشيكية، الصادرة عن دار نشر أكاديمية – التشيك AcademiaPublishing House، وتعد الجائزة التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب، الكبرى من نوعها على مستوى العالم، بقيمة 1.4 مليون درهم، وتمنح لأفضل ترجمة لكتاب عربي أصلي إلى لغة أجنبية.

كما تفضل سموه خلال حفل الافتتاح بتوقيع نسخ من أحدث إصداراته، وهو «مجمع التواريخ لشبه الجزيرة العربية وفارس أحداث في حوليات من عام 1622 إلى 1810»، الذي يوثق بدقة لتلك المرحلة التاريخية المهمة في المنطقة من خلال حوادث في حوليات، ويأتي الإصدار في 33 مجلداً باللغة العربية، ومثلها باللغة الإنجليزية، وتحتوي على 1473 وثيقة، وتم وضعه أيضاً في إصبع ذاكرة.

اعتماد وثائق

واعتمد سموه في إصداره على وثائق اقتناها من مراكز توثيق عدة، شملت الوثائق الإنجليزية والهولندية والفرنسية والعثمانية، إضافة إلى الإشارة إلى الوثائق البرتغالية التي وضعها سموه في إصداره البرتغاليون في بحر عُمان، وقام سموه بترتيب وتصنيف الوثائق، حيث استغرق العمل من سموه قرابة 40 عاماً، كما ترجم سموه الوثائق من لغتها الأصلية إلى اللغة العربية، وتحتوي جميعها على الأحداث التي جرت في شبه الجزيرة العربية وفارس من مصادر مختلفة، كما يوفر الإصدار لكل مجلد دليلاً للبحث عن المعلومات المطلوبة في آخر كل مجلد، إضافة إلى الهوامش لتلك الوثائق.

وتجول صاحب السمو حاكم الشارقة، عقب حفل الافتتاح في أروقة المعرض، متعرفاً سموه من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، إلى عدد الأجنحة والمؤسسات والهيئات ودور النشر المشاركة، وما يقدمه المعرض في دورته الحالية التي تستمر على مدار 12 يوماً.

شاركها.