بعد ما يقرب من 50 عاماً، يعود الفنان ستيفن نايفة إلى أبوظبي، التي أقام فيها أول معرض له في عام 1975، وكان أول معرض للفن المعاصر تشهده المدينة، ليقيم معرضه الجديد «وجدت في الترجمة: احتفال بالهندسة في فن العالم الإسلامي»، الذي افتتح مساء أول من أمس في «آرت بوث» في أبوظبي، بحضور المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، زكي نسيبة، ويستمر إلى الثامن من ديسمبر المقبل.
نايفة الذي يقيم في الولايات المتحدة الأميركية، أعرب لـ«الإمارات اليوم» عن سعادته بالعودة من جديد إلى أبوظبي، وإقامة معرضه الفني فيها، مشدداً على إعجابه الشديد بما تشهده المدينة ودولة الإمارات ككل من تطور كبير في كل المجالات، وفي مجال الفنون بشكل خاص.
واستعاد نايفة ذكرياته عن معرضه الأول، الذي أقيم في عام 1975، وذكرت الصحف في ذلك الوقت أنه أول معرض للفن المعاصر في العاصمة، وكان في وقتها حدثاً نادراً، وأقيم في فندق هيلتون، وافتتحه السفير الأميركي في ذلك الوقت، وضم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية التي عكست تأثره بالفنون والعمارة الإسلامية، وأحد هذه الأعمال كان قد نفذه في عام 1974، ومن الطريف أن هذا العمل، وبعد مرور 50 عاماً، سيتم عرضه في «فن أبوظبي» الذي سيقام في منارة السعديات في الفترة من 20 إلى 24 نوفمبر الجاري.
ذكريات لا تنسى
وأضاف نايفة: «في ذلك الوقت كان المجتمع صغيراً، وكان عدد السكان قليلاً جداً مقارنة بالوضع الحالي، لذا كان من الطبيعي أن يكون الحضور قليلاً، ومعظمهم من الأصدقاء، وزملاء والدي الذي كان يعمل في السلك الدبلوماسي في ذلك الوقت، ووالدتي التي كانت تعمل مدرسة للغة الإنجليزية في مدرسة (أم عمار)»، مشيراً أن الأعمال الفنية التي عُرضت قام بتنفيذها في مطبخ منزل الأسرة الذي كان يطل على كورنيش أبوظبي، وقد باع أربع قطع، مقابل 800 دولار للقطعة الواحدة، وهو مبلغ كبير في تلك الأيام.
ويختزن ستيفن في ذاكرته العديد من القصص والذكريات عن أبوظبي في أوائل سبعينات القرن الماضي، حيث قضى جزءاً كبيراً من حياته، والعلاقات الطيبة التي كانت تربط العائلة بمجتمع الإمارات، معرباً عن سعادته بزيارة الإمارات كلما سنحت له الفرصة، وقد سبق وعاد لزيارة أبوظبي منذ 10 سنوات في عام 2014 مع والدته التي حرصت على الالتقاء بطالباتها اللاتي أصبحن جدات حالياً.
وعن الفرق بين أبوظبي منذ 50 عاماً والآن، أشار أن الفرق مبهر، ومن أبرز الأشياء المدهشة في الإمارات الحراك الثقافي الضخم الذي تشهده، وما يتضمنه من تشييد مؤسسات ثقافية ومتاحف عالمية، وفعاليات كبرى، لافتاً أن له أعمالاً فنية ومنحوتات معروضة في مناطق ومؤسسات مختلفة في دبي وأبوظبي.
12 عملاً
يضم معرض «وجدت في الترجمة: احتفال بالهندسة في فن العالم الإسلامي»، 12 عملاً فنياً تعكس أسلوب ستيفن نايفة الفني، الذي يقوم على استلهام العمارة والفنون الإسلامية، وصياغتها في قالب خاص يقوم فيه بنقل الصور ثنائية الأبعاد إلى منحوتات جدارية ثلاثية الأبعاد، وهو ما يبرز شخصيته التي تجمع بين الشرق والغرب، حيث تنحدر عائلته من أصل عربي، ويرتبط فنه ارتباطاً وثيقاً بإقامة عائلته وتجربته في الإمارات، والتنقل في شبابه في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، واستكشف واستوعب العالم من حوله، بما في ذلك العديد من الثقافات الفنية الساحرة. ثم عاد نايفة إلى الولايات المتحدة لمتابعة تاريخ الفن في كل من برينستون وهارفارد، ولذلك تعكس أعمال نايفة، خصوصاً كبيرة الحجم، تأثرها بهذا التراث الشرق أوسطي، بينما تدمج ببراعة التقليد العظيم للتجريد الهندسي في الولايات المتحدة وأوروبا من كازيمير ماليفيتش إلى سول ليويت، ونقل الصور ثنائية الأبعاد إلى منحوتات جدارية ثلاثية الأبعاد.
أسماء
تحمل أعمال نايفة الفنية عناوين تعكس تأثره بالمشهد الثقافي في أبوظبي، مثل ثلاث لوحات تحمل اسم «السعديات» 1و2و3، وهي مستوحاة من مدينة أبوظبي، حيث خطرت له فكرة إنشاء متحف للفن المعاصر في جزيرة السعديات من قبل، كذلك اعتاد نايفة أن يطلق على أعماله أسماء أشخاص وأماكن من ماضيه، أسماء لها معنى شخصي بالنسبة له، مثل «سعيدة»، وكان اسم جدته لأبيه، وكذلك لوحة حملت اسم عمته الكبرى «وديعة»، التي كانت في الـ92 من عمرها عندما التقى بها في عام 1979.
ستيفن نايفة:
• الفرق مبهر بعد 50 عاماً، ومن أبرز الأشياء المدهشة في الإمارات الحراك الثقافي الضخم.
• في معرضه الأول باع 4 قطع مقابل 800 دولار للقطعة الواحدة.