نواجه الكثير من المصاعب في الحياة، وتختلف باختلاف الظروف والمصائب التي يتعرض لها الإنسان ومن الطبيعي أن تسبب بالرثاء للنفس، والتفكير المستمر، والشعور بالكآبة والاكتئاب فيشعر الإنسان بأنه ضحية لظروفه فيبدأ الدخول في دوامة الاكتئاب والحزن والألم والشهر بالرثاء وجلد النفس، ورثاء النفس شعور بالشفقة على النفس من وضع معين وأمر قاسٍ بالحياة، والرثاء هو شعور ينتاب الجميع دون استثناء ولكنه يختلف في طريقة التعاطي معه، فهناك من يستمر معه فترة، وهناك البعض من يمتد معه طوال الحياة وقد يتحول لوضع سام ومرض مزمن وقاتل.
أهم أعراض رثاء الذات تتمثل في الاكتئاب والحزن والشعور بالفشل، وقد تزداد عند التعرض للطلاق أو الخسائر المادية أو حتى في الموت كلها قد تقود نحو الإفراط بالإشفاق على النفس ورثائها فيصبح مرضاً نفسياً يحتاج إلى علاج وقد يسبب انهياراً للشخصية وانحداراً بالإنتاجية بشكل ملحوظ.
يقول عالم النفس الأمريكي رولو ماي، في كتابه «بحث الإنسان عن نفسه»: «إن الرثاء للذات هو الحقد في شكل محفوظ معلب، من خلاله يستطيع الفرد أن يرعى حقده ويحتفظ بتوازنه النفسي عن طريق الإحساس بالأسى والأسف على حاله، والقول لنفسه معزيًا أنه يواجه عالمًا مرعبًا وعليه أن يعاني ولا يفعل أي شيء حيال ذلك!».
إن الإنسان المتشائم يضع نفسه بشكل دائم في صورة واحدة وعلبة مغلقة فيها الكثير من الأمور السيئة، فيها الكثير من المشاعر السلبية ولا يحاول الخروج منها ولا تجربة شيء جديد بل يضع أمامه الكثير من عقبات تقف أمامه ولا يستطيع الخروج منها.
تقول آمي مورين، صاحبة واحد من أكثر الكتب مبيعًا على مستوى العالم: «يساهم الرثاء للذات في تصور أبشع السيناريوهات الممكنة، مع يقين تام أنه لا شيء ولا أحد يمكنه المساعدة، عند تلك النقطة ستصدق حقًّا أن أي محاولة لتغيير حياتك هي فاشلة بالضرورة، لذلك لن تتخذ أي إجراء وستبقى في تلك البقعة المظلمة، ويتكرر السيناريو بشكل دائري، وكلما زاد شعورك بالسوء زادت أفكارك السيئة ومشاعرك المظلمة!».
المؤلف الأمريكي توني كيد بمبارا يقول: «أريحوا قلوبكم، وسيروا على خطى المستقبل أصحاء سليمي العقل، سيروا هكذا جميعاً».
أتوقع أننا بحاجة إلى ذكاء حياتي، وتخطيط سليم يمكننا بواسطته أن ندرك الكيفية الصحيحة للتعامل مع المؤثرات الخارجية التي تحيط بنا حتى لا نقع في فخ الرثاء وجلد الذات.