شارع السيف أحد أمكنة دبي شديدة الخصوصية، ولا يمكن المرور به مروراً عابراً، فهو أشبه بذاكرة مفتوحة على البحر والتاريخ في آنٍ معاً، ويمتد الشارع بمحاذاة مياه الخليج كخيط يربط بين ماضي المدينة وحاضرها، فتتعانق فيه رائحة الملح مع عبق الخشب القديم الذي يغطّي أبواب البيوت والمتاجر التراثية، هنا يمكن للزائر أن يسمع صدى خطوات البحارة الأوائل وهم يعودون من رحلات الصيد، وأن يلمح في واجهات المباني ما يشبه أرشيفاً بصرياً يحفظ تفاصيل الحياة التجارية والاجتماعية التي شكّلت ملامح المكان.

المقاهي الصغيرة والمطاعم الشعبية تتوزع على جانبي الشارع، كأنها نقاط استراحة للذاكرة، فيما تحافظ الأسواق القريبة على حيويتها، فتظل عامرة بالحركة منذ الصباح وحتى ساعة الغروب، وفي المساء ينعكس ضوء المصابيح على المياه في مشهد يجعل الشارع مرآة شاعرية للمدينة، حيث يمتزج السكون بروح المغامرة التي حملتها أمواج الخليج منذ قرون.

شاركها.