كشفت دراسة حديثة، أجرتها مؤسسة “بيتر” الخيرية في المملكة المتحدة، أن العمل من المنزل يُسهم بشكل ملحوظ في زيادة مستوى ممارسة الرياضة لدى العديد من الموظفين.
وأشار المشاركون في الدراسة إلى أن العمل الهجين، الذي يجمع بين العمل من المنزل والعمل من المكتب، كان من أبرز الأولويات لديهم عند التقدم للوظائف.
وقالت ريبيكا تومسون، الموظفة في هيئة الصحة الوطنية (NHS)، إن العمل عن بُعد منحها “فرصة أكبر لممارسة الرياضة”، حيثُ أصبحت قادرة على تجنب التنقل، مما مكنها من ممارسة الرياضة قبل بدء العمل وأثناء استراحة الغداء.
وأكدت أن نظامها الغذائي أصبح أكثر صحة، حيث أصبح بإمكانها طهي الطعام في المنزل بدلاً من الاعتماد على الوجبات السريعة مثل الفطائر ورقائق البطاطا.
أنماط صحية
وأفاد 42% من المشاركين في الدراسة، بأن العمل من المنزل أتاح لهم وقتًا إضافيًا لممارسة الرياضة، ومن بين هؤلاء، ذكر 25% أن العمل عن بُعد أدى إلى زيادة معتدلة في قدرتهم على ممارسة الرياضة.
في حين أشار 16% إلى أن العمل عن بُعد ساهم بشكل كبير في تعزيز مستوى ممارستهم للرياضة.
أوضحت المدربة الشخصية كلير هندرسون، أن العمل بأساليب مرنة يتيح للأفراد تبني أنماط حياة أكثر صحة، مشيرة إلى أن الوقت الذي يتم توفيره من خلال تجنب التنقل يمكن استغلاله في ممارسة الرياضة، حتى وإن كانت تمارين بسيطة في المنزل.
صحة عقلية
وأكدت الدراسة أيضًا التأثير الإيجابي للعمل عن بُعد على الصحة العقلية.
وقالت صوفي جونسون-ريد، مديرة تطوير الرياضة في جامعة “هال”، إن العمل الهجين يعزز “المرونة” ويزيد من “الإنتاجية”، مما يساعد الأفراد على تحقيق التوازن بين العمل والنشاط البدني، مبينة أن النشاط البدني يجب أن يظل أولوية رغم انشغال الأفراد.
ووفقًا لهيئة الصحة الوطنية، فإن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام يقل لديهم خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة مثل السكتات الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني والسرطان، إلى جانب تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب وتحسين الصحة العقلية بشكل عام.
وتوصي الهيئة بممارسة 150 دقيقة على الأقل من التمارين المتوسطة الشدة أسبوعيًا، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجات أو حتى الرقص.