مجموعة من المواهب الشابة الواعدة توّجت، أول من أمس، في النسخة الثانية من «مهرجان دبي لموسيقى الشباب»، الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة).

جمع الحفل الذي أقيم في «مكتبة محمد بن راشد» 90 موهبة متميزة في العزف والغناء، فضلاً عن تقديم رقصات العيالة واليولة من فرقة نادي أصحاب الهمم، ما يؤكد التزام الهيئة بدعم المواهب ورفد القطاع الموسيقي بطاقات شابة جديدة. وتم تكريم الموسيقار إبراهيم جمعة، بلقب «شخصية العام» الموسيقية، تقديراً لمسيرته الفنية، وإسهاماته في إثراء المشهد الفني المحلي.

دمج أصحاب الهمم

وقالت مديرة إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي، فاطمة الجلاف، لـ«الإمارات اليوم»: «يمكن القول إن النسخة الثانية من المهرجان تبرز نضوج المهرجان، أولاً لجهة اختيار لجنة التحكيم للفائزين وتحديد الفئات المشاركة، وكذلك دمج أصحاب الهمم في المهرجان بناءً على توجيهات حكومة دبي، ليشكلوا جزءاً من البرنامج الغني الذي وضع للحفل الختامي». ولفتت الجلاف إلى أن «المهرجان كرّم إبراهيم جمعة، (شخصية العام) الموسيقية، نظراً إلى مسيرته الطويلة، وكنوع من الاحتفاء بالرعيل الأول في مجال الموسيقى»، موضحة أن «عدد الجوائز في هذه النسخة وصل إلى 10، فضلاً عن جوائز عينية قدمت من (ميوزيك نيشن)، تتميز بقيمتها الفنية العالية، ومنها تسجيلات الاستوديو والدروس الأكاديمية».

وحول عدد المشاركات أشارت الجلاف إلى أنها وصلت إلى 90 مشاركة، وهم ينتمون إلى الفئات العمرية التي تراوح بين 15 و35 عاماً، وقد تميزت بالمستويات العالية، موضحة وضع استراتيجية لتطوير المهرجان، ليكون ممتداً على أيام عدة، من أجل تطوير الحركة الموسيقية في إمارة دبي.

وفي ما يتعلق بوجود أصحاب الهمم ضمن المهرجان، شددت الجلاف على وجود تنسيق وتعاون مع نادي أصحاب الهمم، ووجودهم في المهرجان يحمل إضافة للقيمة الإنسانية، كما أن دمجهم في الفعاليات ينمي اعتزازهم بالقيمة الفنية التي يحملونها، من خلال التعبير عن أنفسهم على نحو أكبر.

فكر موسيقي

وتحدث عضو في لجنة التحكيم، الدكتور محمد حمامي، عن تطور المهرجان، مشيداً بانتشار الفكر الموسيقي في كل نواحي دبي، والذي برز من ارتفاع عدد المشاركين في هذه النسخة، فضلاً عن التميز في المواهب المقدمة. وشدد حمامي على وجود توجه كبير للعزف على الآلات الموسيقية الشرقية، منها العود والقانون، وكذلك الكمان، الذي يتم عزف الأغنيات الشرقية عليه، مشيراً إلى أن ورش العمل التي نظمت في مركز الجليلة لثقافة الطفل، جذبت كثيراً من الإماراتيين، سواء من المواهب أو المحترفين، الذين سجلوا لاكتساب مهارات في آلات جديدة.

واعتبر حمامي أن ما يميز هذه المنصّة هي أنها تؤسس النواة للفنون الموسيقية، وأن دبي تستقطب غير العرب للاستمتاع على نحو أكبر بالموسيقى العربية، وهناك توجه من أشخاص غير عرب باتوا يقدمون عزفهم على العود والقانون.

وتم اختيار 10 فائزين في هذه النسخة، وفاز حمدان محمد فيروز بجائزة (أفضل مغني منفرد)، وليزارا فيرناندو (أفضل مغنية)، وفرقة كورال العرب بجائزة (أفضل غناء جماعي). وفي العزف حصل يامن الأعود على جائزته عن (فئة العود)، وبسام طرابلسي عن (آلة النفخ)، وراشد المرزوقي عن (البيانو)، وفرقة حلبي عن (العزف الشرقي)، وفرقة وتريات كادينزا عن (العزف الغربي)، و(أفضل أداء مسرحي) لسعيد الغنيمي، فيما حصل جمال البدواوي على الجائزة الخاصة بأصحاب الهمم.

ثمرة جهوده

وعبّر راشد المرزوقي، الفائز بجائزة (أفضل عازف على البيانو)، عن سعادته بالفوز، مشيراً إلى أنه بدأ دراسة البيانو منذ سبع سنوات، وأن الجائزة تشكل ثمرة جهوده اليومية في التدريب، وقد حصدها بفضل عشقه للموسيقى الكلاسيكية. ولفت المرزوقي إلى أنه يطمح إلى أن يصبح موسيقاراً في المستقبل، وأن يستكمل الدراسة الموسيقية حتى مراحل متقدمة.

قيمة فنية

أكدت ليزارا فيرناندو الفائزة بجائزة (أفضل مغنية)، التي نشأت في دبي، أنها شاركت في العديد من المسابقات، ولكن هذا المهرجان يعتبر الأبرز، نظراً إلى القيمة الفنية التي يحملها، لاسيما أنه من تنظيم «دبي للثقافة». وأشارت إلى أنها تطمح إلى أن تستكمل مشوارها في عالم الفن والغناء في دبي، خصوصاً أن هذا البلد يحتضن المواهب الشابة ويقدم لها الدعم.

فيما أشار مروان إبراهيم عبيد، من فرقة نادي أصحاب الهمم، الذين قدموا الرقصات الشعبية خلال الحفل، منها اليولة والعيالة، إلى أنهم تلقوا كثيراً من التدريبات قبل حضور المهرجان، وأن الفرقة تتألف من 17 شخصاً، يجمعهم عشق الرقصات التي تقدم التراث والتقاليد الإماراتية.


فاطمة الجلاف:

• النسخة الثانية تبرز نضوج المهرجان لجهة اختيار لجنة التحكيم، وتحديد الفئات المشاركة، وكذلك دمج أصحاب الهمم.

محمد حمامي:

• ورش العمل جذبت كثيراً من الإماراتيين، سواء من المواهب أو المحترفين، الذين سجلوا لاكتساب مهارات في آلات جديدة.


إبراهيم جمعة: تسلّمت أول جائزة وأم أولادي إلى جانبي

قال الفنان إبراهيم جمعة الذي كرّم بـ«شخصية العام» الموسيقية في المهرجان لـ«الإمارات اليوم»: «إنها المرة الأولى التي أتسلّم فيها جائزة وأم أولادي بجانبي، وهذا وحده بالنسبة لي يعتبر عيداً وبهجة، كما أن الجائزة من إمارة غالية جداً على قلبي، مع الإشارة إلى أنه عادة يتم تكريم الشخصيات بعد وفاتها، ولكن اليوم حصلت على هذا التكريم في حياتي، وسعيد بما قدمته (دبي للثقافة)، التي تعمل بشكل جاد على تكريم الفنانين، لاسيما الجيل الأول».

وأضاف جمعة: «أتمنى أن يتم تأسيس معهد للموسيقى في الدولة، يعمل على تجديد دماء الفنانين، للاستمرار في تقديم أفضل مستويات الفنون، لاسيما أن المؤسسات الثقافية مقصّرة بحق الفنان، ولابد من إيلاء الجيل الجديد بكثير من الاهتمام، وتجنب الاعتماد على تدريس المواهب خارج الدولة». ولفت إلى أن «المهرجان يدعم المواهب الشابة، وكذلك فئة أصحاب الهمم، فضلاً عن دعم الإماراتيين والجنسيات الأخرى العربية والغربية، فالإمارات معروفة عن دعمها للفنانين العرب».

شاركها.
Exit mobile version