اجتمع مئات المبتكرين الشباب من حول العالم في دبي، لعرض ابتكاراتهم وتوظيفها لخدمة البشرية، والدول الفقيرة في معرض «ابتكارات للبشرية»، الذي شهد افتتاحه، أخيراً، سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي.

في نسخته هذا العام يشهد المعرض تفاعلاً واهتماماً كبيرين من الجمهور، الذي جاء ليتعرف إلى ابتكارات وحلول لقضايا وتحديات يواجهها العالم، وسلطت المشاركات الضوء على حل المشكلات التي تواجه البشرية بطرق تتماشى مع المحاور التي يعمل عليها مؤتمر الأطراف «كوب 28»، الذي انطلق أمس في دبي، ما يجعلها نسخة مميزة من الابتكارات التي تقدم حلولاً واقعية للتحديات المناخية التي يواجهها العالم، إضافة إلى حضور لافت لابتكارات قدمها شباب موهوبون من الإمارات.

«المناطق النائية»

شاركت مجموعة من الطلاب بمشروعاتهم المختلفة، التي سلطت الضوء على تقديم حلول منخفضة الكلفة بطرق مبتكرة، تتناسب مع المجتمعات والدول النائية والفقيرة، منها مشروع قامت بتقديمه طالبة دكتوراة في مجال إنتاج الهيدروجين بجامعة كيرتن – أستراليا، الدكتورة فاطمة عبدالغفار، التي أشارت لـ«الإمارات اليوم»، إلى أهمية إنتاج الهيدروجين الأخضر الناتج عن التحليل الكهربائي للمياه لتحقيق مستقبل خال من الانبعاثات، مشيرة إلى وجود بعض التحديات التي تواجهها بعض الدول، المتمثلة في استخدام مياه معالجة تماماً، لاسيما مع عدم توافرها في بعض الدول وارتفاع كلفتها ما يشكل تحدياً.

وقالت عن مشاركتها: «استطاعت مجموعة بروفسيور شاو ShaoProf من إنتاج الهيدروجين باستخدام بخار الماء، الذي يعالج أوجه القصور في تقنيات التحليل الكهربائي الحالية، ويعمل هذا النظام المبتكر باستخدام مجموعة من مصادر المياه غير المعالجة، بما في ذلك مياه البحر ومصادر مياه الصنبور. فهو يجمع بين التبخير المعزز بالفقاعات وأغشية تبادل البروتين، ما يعيد استخدام الأكسجين المتولد لتعزيز البخار». وأضافت فاطمة: «تم تصميم المشروع خصيصاً للمناطق التي تعاني ندرة المياه العذبة، ويستخدم محفز (الروثينيوم) بأسعار معقولة، مع الاستفادة من البيئة المعتدلة للتحليل الكهربائي للبخار، وتتم إعادة استخدام الحرارة الناتجة أثناء التحليل الكهربائي للمياه، ما يخلق حلاً متوازناً للطاقة للمساعدة في تحقيق الأهداف العالمية لتحييد الكربون».

«إضاءة جراحية مبتكرة»

من جانب آخر، تم عرض مشروع لمصباح جراحي غير قابل للانقطاع خصيصاً للبلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، إذ يوفر إضاءة للعمليات الجراحية بكلفة معقولة أقل من 20% من حلول الإضاءة الجراحية التقليدية، حيث يعمل على مصدر طاقة قابل للتكيف باستخدام أي بطارية سيارة بطاقة (12 فولت) ليتغلب بذلك على مشكلة الكهرباء في المناطق النائية، كما يضمن التصميم القابلية للإصلاح وتقليل التكاليف. حيث يقوم نظام «الميكروكنترولر» المتطور بضبط الشحن ومراقبة صحة البطارية والسلامة، ما يمثل قفزة هائلة في ابتكارات الأجهزة الطبية ذات الكلفة المنخفضة.

«دبي مركز للمبتكرين»

أشار المحرر والمتحدث الرسمي لدى مبادرة «ابتكارات للبشرية»، كارلو ريزو، لـ«الإمارات اليوم»، إلى الدور المهم للمؤسسات التعليمية والجامعات في خلق بيئة أفضل، كونها شريكاً أساسياً في تحقيق التوازن في العالم، منوّهاً إلى دور عرض الابتكارات المختلفة وتعزيز مفهوم الإنسانية عن طريق الابتكارات، التي من شأنها حل المشكلات المختلفة بطرق صديقة للبيئة، لاسيما مع عقد مؤتمر الأطراف «كوب 28» في دبي، الأمر الذي يعزّز مكانة دبي مركزاً لخلق حلول تجعل العالم أفضل.

وكشف ريزو: «إنه تمت مراجعة 3000 طلب هذا العام قبل اختيار المجموعة المشاركة من الابتكارات، حيث تندرج الابتكارات هذا العام تحت محورين أساسيين هما: (المناخ والمجتمع)، وشارك فيهما الطلبة بابتكارات مخصصة لمجالات مختلفة بموضوعات الهندسة المعمارية، وجودة الهواء، والتربة، والمياه، والبيانات، والمشروعات المرتبطة بالصحة البدنية والاجتماعية، إضافة إلى الرعاية الصحية.

أهداف صديقة للبيئة

أشار ريزو إلى تميز المشروعات بأهدافها الصديقة للبيئة، التي تحل تحديات عالمية مختلفة تحظى بالأولوية في أجندة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ «كوب 28»، ومنح جائزة عام 2023 لخمسة من هذه المشروعات التي ستتشارك الجائزة البالغ مجموعها 100 ألف دولار، تُمنح بهدف دعم إجراء المزيد من الأبحاث في هذه المجالات وتُقدّم للمشروعات الفائزة ضمن الفئات

الخمس التي تعكس أولويات المؤتمر، وهي: الطبيعة والغذاء وأنظمة المياه، الصحة والإغاثة والسلامة، الطاقة والكفاءة وإدارة النفايات، التعليم والمساواة والمجتمعات، وعلم البيانات والحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي وذلك على هامش مؤتمر «كوب 28»

«مشروعات إماراتية»

تضمن المعرض مشروعات وابتكارات تم العمل عليها من قِبل مبتكرين إماراتيين، منهم منار المزروعي، التي تخرجت، أخيراً، في جامعة كامبريدج، وشاركت بابتكار مميز يقوم بإنتاج مواد للبطاريات عن طريق تصنيع مفاعلات تقوم بإنتاج هذا النوع من البطاريات بطريقة سريعة، مقارنة بالمواد الموجودة في السوق التي تستغرق مدة طويلة للإنتاج، كما أنها تقوم بإخراج صفر نفايات كيميائية، وتتميز بتفوقها على الطرق التقليدية في الكفاءة والاستدامة لأنها استخدمت تصميماً جديداً مبتكراً ينتج عنه صفر نفايات كيميائية.

وأكدت المزروعي، لـ«الإمارات اليوم»: «على عكس الطرق المتوافرة حالياً، يقوم ابتكاري على تصنيع مفاعلات لا تحتوي على نفايات كيميائية، حيث تم العمل عليها بخطوة واحدة، كما أنه تم تصنيعها بمواد تعادل بكفاءتها تلك الموجودة في السوق لكن بطريقة صديقة للبيئة».

• يشهد المعرض هذا العام تفاعلاً واهتماماً كبيرين من الجمهور الذي جاء ليتعرف إلى ابتكارات وحلول لقضايا وتحديات يواجهها العالم.


رياح هادئة إلى كهرباء

قامت مجموعة من طلاب معهد دبي للابتكار والتصميم بالمشاركة في المعرض بمشروع يعمل على تحويل الرياح الهادئة إلى كهرباء باستخدام أشجار النخيل، ويحمل عنوان «Ba Tree»، حيث قالت الطالبة سعاد الفردان: «قمنا بالعمل في هذا الابتكارعلى تحويل الرياح الهادئة إلى كهرباء باستخدام أشجار النخيل، وهو ابتكار متميز يمكن تطبيقه في الدولة لوجود النخيل بكثرة، ما يؤدي إلى تقليل آثار الكربون القادمة من إضاءات الشوارع والآثار المترتبة عليها.

شاركها.
Exit mobile version