من خلال برنامج يتضمن أكثر من 45 جلسة تناقش الابتكار والتكنولوجيا، والمشهد العالمي للنشر والترجمة، والنشر الهادف وفن الكتابة وغيرها، تنطلق اليوم الدورة الثانية من قمة دبي الدولية للمكتبات والنشر تحت شعار «صناعة مستقبل النشر»، بتنظيم مكتبة محمد بن راشد.

وتستضيف الدورة الثانية أكثر من 80 متحدّثاً من القطاعات الثقافية والأدبية، من 14 دولة، وممثلين عن الناشرين ودور النشر الجامعية، والوكلاء الأدبيين، والمنظمات المعنية بالجوائز الأدبية، والمكتبات التجارية، وممثلين من مجتمع النشر المحلي في دولة الإمارات، وممثلي ثلاث من أكبر خمس دور نشر تجارية عالمية.

وقال رئيس اللجنة العليا لقمة دبي الدولية للمكتبات والنشر 2025، إبراهيم الهاشمي، لـ«الإمارات اليوم»: «تحمل القمة شعار صناعة مستقبل النشر التي أصبحت علماً بحد ذاته، وبالتالي تشكل محطة استراتيجية لمناقشة مستقبل هذه الصناعة في المنطقة العربية والخليجية والعالم، وتسلط الضوء على أبرز التحديات والفرص التي تواجه قطاع النشر، فضلاً عن تعزيز التعاون بين الناشرين والكتاب والمبدعين لتطوير الحلول العملية للتحديات المستقبلية والإسهام في مسيرة التحول الرقمي، بما يواكب تطلعات الأجيال المقبلة».

وأضاف: «تشهد القمة مشاركة نخبة من كبريات المؤسسات ودور النشر العالمية التي ستقدّم تجاربها، إلى جانب مؤسسات عربية رائدة في مجال النشر، أسهمت في تشكيل هذه الصناعة بشكل علمي أكبر، ومنها جمعية الناشرين الإماراتيين، وبعض الجامعات والمكتبات والمنظمات الثقافية الدولية التي تُعزّز مكانة دبي مركزاً عالمياً للحوار الثقافي ومستقبل صناعة النشر».

ورش متخصصة

ورأى الهاشمي أن ما يميز القمة هو تركيزها على الجانب التطبيقي، من خلال ورش العمل المتخصصة التي تجمع بين الإبداع والمهارة في مجالات عدة، منها الترجمة وعملية التحرير، فضلاً عن كتب الأطفال وفنون الطباعة، مشيراً إلى أن الورش تُشكّل فرصة قيمة للمؤسسات والكتاب والمحررين ودور النشر الطموحة لاكتساب أدوات جديدة من أجل الوصول إلى القارئ، ودخول الصناعة المتسارعة على نحو كبير في العالم.

وأكد أن مكتبة محمد بن راشد منحت نموذجاً كبيراً ومختلفاً للمكتبات، فباتت مركز إشعاع فكري، وتنطوي على الكثير من ورش العمل والموسيقى والندوات والمحاضرات والفعاليات، وخرجت من رداء المكتبة التقليدية، وهذا ما يجب أن تتوجه إليه المكتبات.

عنصر جذب

من جهته، قال عضو اللجنة العليا للقمة، جمال الشحي، إن أهمية القمة تكمن في كونها تجمع ما بين المكتبات وصناعة النشر في الوقت عينه، لاسيما أن الأخيرة تمر بكثير من التحديات وكذلك الفرص والآفاق المستقبلية، موضحاً أن مكتبة محمد بن راشد ارتأت وضع هذا الشعار، لمنح المؤتمر الزخم، لاسيما أن المحتوى هو عصب المكتبات.

وأكد أن دبي رائدة في المكتبات الحديثة، فعلى الرغم من التوجّه الاقتصادي للإمارة فإنها تحمل تجربة مهمة في المجالات الثقافية، وعندما افتتحت مكتبة محمد بن راشد، اتبعت المعايير العالمية، فالمكتبات ليست حاضنة للكتب فقط، بل هناك حراك ثقافي وتطور تكنولوجي، وإنتاج أدبي وفعاليات مصاحبة، وقد أدركت مكتبة محمد بن راشد ذلك مبكراً. وأشاد بقدرة المكتبة على جذب فئة الشباب، من خلال برامجها، إذ تُقدّم الكثير من الخدمات لطلاب المدارس والجامعات، والعنصر الشبابي يكون غالباً على الحضور في الفعاليات.

ووصف الشحي التطور التكنولوجي بأنه عصب الحياة الثقافية، ودبي قطعت شوطاً كبيراً في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي في المكتبات، لافتاً إلى أن المكتبات العربية تحتاج إلى بذل مزيد من الجهد في المجال التكنولوجي، وكذلك في مجال الذخائر والبرامج التي تُقدّمها للمجتمع كي لا تكون في حالة عزلة عن أفراده. ورأى أن التوجّه إلى الرقمنة في عالم المكتبات لا يُلغي الكتب الورقية التي تعدّ المصدر الأول للمعرفة، لكن في الوقت عينه لا يمكن غض البصر عن التطور التقني الحاصل، ولابد من الموازنة بين الاثنين.


محاور

يحمل برنامج قمة دبي الدولية للمكتبات والنشر، الكثير من الجلسات النقاشية التي ستركز على صناعة النشر، وكذلك الذكاء الاصطناعي، وتناقش محاور رئيسة عدة، منها الابتكار والتكنولوجيا والمشهد العالمي للنشر، والترجمة والنشر الهادف، وفن الكتابة، وتُولي اهتماماً خاصاً بالجانب التطبيقي، من خلال ورش عمل متخصصة، تجمع بين الإبداع والمهارة العملية.

وتُسلّط فعاليات المكتبة الضوء على التحول الرقمي الكبير الذي شهده قطاع النشر عالمياً، وكيفية دمج التجربة المتعددة الوسائط، لتلبية احتياجات الجيل الجديد من القراء، فضلاً عن مناقشة الجوانب التجارية لصناعة النشر، مثل حقوق الملكية الفكرية، والتسويق والتوزيع الدولي، وغيرها الكثير.

إبراهيم الهاشمي:

القمة تستضيف نخبة من كبريات المؤسسات ودور النشر العالمية التي ستُقدّم تجاربها، إلى جانب مؤسسات عربية رائدة في النشر.

جمال الشحي:

دبي قطعت شوطاً كبيراً في مجال الذكاء الاصطناعي في المكتبات، والتوجه إلى الرقمنة لا يلغي الكتب الورقية.

. 80 متحدثاً من 14 دولة، يشاركون في القمة التي تحتضنها مكتبة محمد بن راشد.

شاركها.
Exit mobile version