كل إنسان لديه مكامن قوة تميزه عن الآخرين، ولكن أحياناً المشكلة تكمن في عدم فهمنا ومعرفتنا وربما جهلنا بقدراتنا الذاتية وإمكاناتنا الهائلة، هذه الإمكانات التي سوف تقودنا إلى التميز والنجاح والإبداع، إذاً لماذا لا نحاول التعرف إلى شخصيتنا والجوانب المشرقة والجميلة والمتميزة في قدراتنا ذلك أننا نمتلك قدرات غير محدودة، وكل شخص إذا استخدمها في الطريق الصحيح حتماً سوف يحقق أهدافه ويعيش حياته مرتاح البال، ذلك أن السعادة لن تأتي من دون التركيز والرغبة في تحقيق الأهداف.

وفي بعض الأحيان قد يعتريك الكثير من الصعاب، ولكن قوتك الداخلية وإيمانك بقدراتك سوف يسهمان في مواجهة التحديات، قال تعالى: «وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ».

كثير منا لا يعرفون قدراتهم ولا يسعون نحو اكتشافها، فيضيع أحدهم حياته ووقته وقدرته اللامحدودة، سأسرد لكم قصة يمكن أن توضح ذلك، منذ أكثر من ألفي عام، قرر بعض الصينيين أن ينحتوا تمثالاً من الذهب وزنه أكثر من خمسة أطنان وكان الهدف من بنائه أن يكون هذا التمثال من ضمن أهم الآثار الصينية التي سوف يذكرها التاريخ؛ وبالفعل صمموا ذلك التمثال ولكن بعد فترة هجم عليهم جيش يدعى «برمود»، وكان هؤلاء معروفين إذا دخلوا قرية أو بلداً فإنهم يهدمون ويخربون كل شيء، فما كان من كهنة الصين خوفاً على التمثال إلا أن قاموا بتغطيته بالطين، فحينما هجم جيش برمود على المكان حطموا كل شيء ولكن التمثال الضخم لم يكن ذا أهمية وقيمة بالنسبة لهم، فتركوه وشأنه.

فمرت الأيام والتمثال في مكانه، ومنذ نحو مائة وخمسين سنة قررت السلطات الصينية نقل التمثال إلى بكين (عاصمة الصين) من دون علمها بما بداخله، ولكنه أصيب عند حمله بشرخ وهنا انتاب أحد الكهنة الفضول فأحضر مصباحاً وركز أشعته على ذلك الشرخ وانعكس ضوء المصباح فمن المعلوم أن الطين لا يستطيع أن يعطي انعكاساً ضوئياً وطلب المساعدة من باقي الكهنة الذين أخذوا جميعاً تكسير الطين وبعد ساعات وجدوا أمامهم تمثالاً من الذهب الخالص، كانت قيمته غير محدودة ولم يروا في مثل روعته ولا جماله في عصره، لقد أصبح هذا التمثال مزاراً للسياح والزائرين وهو مكتوب عليه حكمة صينية «بداخل الطين كنز».

 في كل منا كنز بداخله، ربما نحن بحاجة لإزالة ذلك الطين المترسب من حولنا حتى نستطيع اكتشافه واكتشاف حقيقتنا، أتوقع حان الوقت للابتعاد عن اللوم ووضع الأعذار والتذمر والابتعاد عن التسويف، دعونا نعاهد أنفسنا بأننا سوف نحاول اكتشاف قدراتنا، والتعرف إلى ذواتنا وقدراتنا الحقيقية.

شاركها.
Exit mobile version