في تحدٍ رياضي غير مسبوق محلياً، انطلق المغامر الإماراتي خليفة المزروعي، أول من أمس، برحلة ستمتد إلى مسافة 550 كيلومتراً، يقطع خلالها جميع إمارات الدولة جرياً، حيث بدأ الرحلة من الفجيرة ورأس الخيمة لينتهي في العاصمة أبوظبي. وتُشكل هذه المغامرة مسيرة شكر وامتنان يتوجه بها المزروعي إلى الإمارات، ويعبّر عن ولائه للوطن في كل خطوة يقطعها طوال الرحلة التي ستمتد إلى خمسة أيام، فهي كما وصفها «ليست مجرد رحلة ومغامرة رياضية، بل حكاية ولاء وانتماء للوطن، عنوانها الإصرار والقوة والعزيمة، وتحمل رسالة ملهمة للشباب الإماراتي بأنّ حب الوطن يتجسد في العمل والتحدي والعطاء».
المشي حول العاصمة
وحول تبلور الفكرة، تحدث خليفة المزروعي، لـ«الإمارات اليوم»، وقال: «بدأت الفكرة من كوني أكره الركض، ففي العام الماضي تلقيت اتصالاً من بطل العالم في الجوجيستو فيصل الكتبي، أطلعني فيها على مبادرة خاصة بالمشي حول العاصمة أبوظبي وبمسافة 1000 كيلومتر، وترددت في خوض هذه المغامرة، لأن المغامرات التي أقوم بها تتطلب المشي ليومين أو ثلاثة أيام، وكنت لا أحب رياضة المشي، ولكني قبلت التحدي بهدف إيصال رسالة للمجتمع بأنه حين نمارس رياضات نكرهها قد نحبها». وأضاف المزروعي: «دخلت مغامرة المشي في الأماكن الصحراوية والجبلية، وشعرت بالمغامرة وكذلك بكوني أمارس الرياضة في الوقت عينه، وقد تمكنا من السير 1000 كيلومتر حول أبوظبي، وبعدها شاركت في ماراثون جبلي برأس الخيمة، وشعرت بأنه يمكنني الجري على امتداد الإمارات، إذ سأركض على نحو متواصل لمسافة تراوح بين 450 و550 كيلومتراً، مروراً بالإمارات السبع».
الاستعداد البدني
وسيقوم المزروعي بالجري والمشي خلال الرحلة، حيث ستكون رحلته بنسبة 80% جرياً، و20% مشياً، وقد انطلق من الفجيرة، وسيمر بجميع سواري الأعلام الموجودة في مختلف إمارات الدولة، حتى يصل إلى أبوظبي. واستعد المزروعي بدنياً لهذه الرحلة، مشيراً إلى أن الاستعداد البدني استغرق سنة كاملة، خضع فيها للتدريبات مع فريق من «أكتيف أبوظبي»، وقد شمل التدريب ثلاثة عوامل هي الجسدية والنفسية والصحية، موضحاً أن هذه العوامل مجتمعة هي التي تقود إلى تحقيق الإنجاز.
وحول التدريبات البدنية، لفت المزروعي إلى أن التدريبات التي خضع لها، تمحورت حول تقوية عضلات الرجلين من أجل الحفاظ على المفاصل والركبة، وعلى قوة التحمل لمسافات طويلة، والتدريب على الركض لمسافات قصيرة وطويلة. وأكّد أن التدريبات كان هدفها تجنب الإصابات في القدم، كالتمزق الذي يصيب العضلات، أو فقاعات الماء، ولهذا مارس رياضة المشي بشكل شبه يومي ولمسافات طويلة، كي تعتاد القدم على تحمل الركض دون التعرض لإصابات.
التفكير الإيجابي
أمّا العامل الصحي، فقد استعد له المزروعي من خلال التغذية الجيدة، وكذلك الحصول على الفيتامينات اللازمة، فضلاً عن دراسة مفصلة لطبيعة جسده وما يحتاج من أملاح ومياه وسعرات حرارية، فيما العامل النفسي والمتمثل في الصبر والإصرار وقوة التحمل، فنوّه بأنه تدرب عليه بالتفكير الإيجابي والنهاية والإنجاز وطرد الأفكار المرتبطة بالاستسلام أو التوقف، وعدم التفكير في الجسد.
كما تطلبت مغامرة المزروعي استعدادات لوجستية، حيث أكد أنه يحمل معه مؤونة من الطعام والشراب تكفيه لمسافة 10 كيلومترات، وفي كل نقطة سيكون هناك أشخاص من الفريق اللوجستي، يقومون بتبديل المياه وتقديم وجبة بسيطة له كي يتمكن من الاستمرار في الرحلة. وشدّد على أن الوجبات الغذائية الخاصة به، تتسم بكونها عالية السعرات الحرارية، ولكنها خفيفة على المعدة، كما أنها تحتوي على نسب محسوبة من الأملاح والبروتين، والتي تعتبر كافية لقطع مسافة معينة، وكذلك لتناسب درجة حرارة الجو.
الراحة والنوم
ويتوقّع المزروعي أن ينجز المغامرة في مدة خمسة أيام، مشيراً إلى أنه لم يضع جدولاً خاصاً بالمسافة اليومية التي يجب أن يقطعها، إذ سيتبع حالة جسمه، وسيمنحه الراحة في حال شعر بأنه قد يتعرض لأي إصابة. وفي ما يخص الراحة والنوم، فنوّه المزروعي بأنه سيحصل على فترة نوم تمده بالطاقة، وستكون ممتدة من ساعتين إلى أربع ساعات فقط عندما يتطلب جسمه الراحة، مبيناً أن النوم لفترة قصيرة سيؤمن للجسم فرصة الاستشفاء السريع، لاسيما أنه سيحرص في هذه الفترة على أخذ المكملات الغذائية التي يحتاج إليها الجسم، وتناول الوجبات الغذائية الضرورية، وكذلك القيام بالتدليك اللازم للاستشفاء العضلي السريع.
كما تتطلب هذه المغامرة لباساً من نوع خاص، وأشار المزروعي إلى أنه يرتدي ملابس رياضية خاصة بالجري، وحذاء خاصاً بالجري لمسافات طويلة، فضلاً عن وجود ملابس إضافية في الحقيبة التي يحملها، ومنها سترة خاصة بالرياح تحافظ على درجة حرارة الجسم عندما تزداد قوة الرياح كيلا يتعرض لنزلات البرد.
إلهام للشباب
وهذه المغامرة ليست الأولى التي يقوم بها المزروعي، ولكنها بالنسبة له تمثل رسالة شكر وامتنان للإمارات والقيادة الرشيدة، وتحمل رسالة ملهمة للشباب بأنّ حب الوطن يتجسد في العمل والتحدي والعطاء، موضحاً أنه حصل على الكثير من الدعم من القيادة الرشيدة، خلال العام الماضي، ولهذا قرّر القيام بهذه المغامرة.
واعتبر أن الانتهاء من المغامرة سيمنحه الشعور العارم بالإنجاز الكبير، ووجه رسالة إلى الشباب الإماراتي، حيث دعاهم إلى استكشاف الموهبة والمهارة والشغف، وتسخير الموهبة في خدمة المجتمع وتقديم الإنجازات التي ترفع اسم دولة الإمارات.
تجهيزات طبية
أكّد خليفة المزروعي أنه لم يقم بأي استعدادات طبية أو العمل على وجود فريق طبي معه طوال الرحلة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تتسم بخدماتها الطبية العالية والقادرة على التواجد في أي مكان في دولة الإمارات في فترة وجيزة. وشدّد على أنه لم يحمل أي معدات طبية معه، لأنه شديد الثقة بالقطاع الصحي في الإمارات، ولا يعتبر أن هذا الجانب يُشكل أي نوع من التحدي في هذه المغامرة.
خليفة المزروعي:
. التحدي رسالة شكر للإمارات.. ورسالة ملهمة للشباب بأنّ حب الوطن يتجسد في العمل والتحدي والعطاء.
. الاستعداد البدني استغرق سنة كاملة، خضع فيها للتدريب الجسدي والنفسي والصحي.
. يحمل معه مؤونة طعام وشراب تكفي لـ10 كيلومترات، وفي كل نقطة سيكون هناك فريق دعم لتزويده بالأكل والماء.
. سيحصل على فترة نوم تمتد من ساعتين إلى 4 ساعات فقط، عندما يتطلب جسمه الراحة.
. 5 أيام سيحتاج إليها لينهي الرحلة التي بدأها من الفجيرة إلى العاصمة أبوظبي مروراً بالإمارات السبع.