تعد صناعة الألعاب الرقمية من أسرع الصناعات تطوراً في العالم، في ظل انتشار هذه الألعاب بين مختلف الأعمار، والتطور التكنولوجي المستمر في هذا القطاع، ونمو ألعاب الواقع الافتراضي والواقع المعزز، إضافة إلى ألعاب الهواتف المحمولة والألعاب عبر الإنترنت.

وتولي الإمارات اهتماماً كبيراً لدعم هذه الصناعة، وهو ما أسهم في إيجاد جيل من أبناء الإمارات الذين لم يكتفوا فقط بتطوير الألعاب، بل سعوا إلى تسخيرها لتعزيز حضور الهوية الإماراتية، وتقديمها للعالم للتعريف بها بوسائل حديثة تخاطب الأجيال الجديدة. ومن هؤلاء الشاب الإماراتي حمد خوري، الذي لم يكتف فقط بتطوير الألعاب الرقمية، بل عمل على إضفاء صبغة إماراتية عليها.

الحداثة والموروث

خوري أوضح لـ«الإمارات اليوم» أنه درس مجال الألعاب وتطويرها، وبعد الانتهاء من دراسته اتجه للعمل في هذا المجال، فأسس شركته «بداويس»، ومن خلالها قام بتطوير لعبة «نجوم اليولة»، مستغلاً شغفه الكبير بالألعاب الرقمية من ناحية، واهتمامه بتراث الإمارات واعتزازه به من ناحية أخرى.

وأضاف: «منذ البداية كان لدي شغف كبير بالألعاب الرقمية، لذا اخترت التخصص في هذا المجال، وبعد التخرج قررت عدم الاكتفاء بالعمل على تطوير هذا النوع من الألعاب فقط، بل سعيت لتوظيفها لتصبح وسيلة للتعريف بتراث الإمارات وعاداتها وتقاليدها، فعملت على لعبة (نجوم اليولة) التي تجمع بين الحداثة من ناحية، والموروث المحلي من ناحية أخرى، بحيث تصبح اللعبة وسيلة لتشجيع اللاعبين على تعلم اليولة، وفي الوقت نفسه تعرّف اللاعبين من ثقافات مختلفة بهذا الفن الإماراتي، بما يشجعهم على البحث للتعرف أكثر إلى تراث الإمارات وثقافتها الشعبية». ولفت خوري إلى أن التطور لا يعني الانفصال عن الجذور الأصيلة والهوية الوطنية، بل التمسك بها هو وسيلة مهمة للنجاح والتميز، ولذلك حرص على الدمج بين التطور والأصالة، خصوصاً أن الثقافة الشعبية الإماراتية والعربية غنية بالمفردات والعناصر التي تستحق أن تكون مصدر إلهام لأفكار مبتكرة في مختلف المجالات، ولذلك اختار اسم «بداويس» لمشروعه، وهو اسم مشتق من البدو، ويعكس اعتزازه بهم وبتاريخهم وتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم.

منحة الثقافة والإبداع

وأشار خوري إلى أن مشروعه تم اختياره من قبل وزارة الثقافة في عام 2024 للحصول على منحة الدورة الثانية من البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع، وقد أتاح له البرنامج الحصول على دعم مادي ومعنوي عبر تشجيعه للمشاركة في فعاليات ومعارض كبرى، مثل معرض «اصنع في الإمارات» الذي أقيم في يونيو الماضي بمركز أدنيك للمعارض في أبوظبي.

واعتبر خوري أن الذكاء الاصطناعي بالنسبة لمطور الألعاب، مثل كثير من المجالات الأخرى، سلاح ذو حدين، حيث يمكن أن يسهم في الإسراع بخطوات التطوير، وفي الوقت نفسه يمكن أن يتيح أفكار الألعاب للجميع، مشيراً إلى أن المشروع لم يخل من تحديات، أبرزها أن تسويق لعبة والتعريف بها أمر يحتاج لمجهود كبير.

وأعرب صاحب «بداويس» عن أمله في أن يزداد انتشار «نجوم اليولة»، وأن تحصد نجاحاً أكبر، وأن يقدم ألعاباً وأفكاراً أخرى تحتفي بالتراث الإماراتي، وتستلهم الثقافة المحلية لتعريف العالم بها.

«نجوم اليولة»

أوضح حمد خوري أن «نجوم اليولة» متاحة على «غوغل بلاي» و«أب ستور»، وهي لعبة فيديو بتقنية 2D Pixel Art، للهواتف الذكية، تستخدم فن اليولة كعنصر ممتع وجذاب، وفيها يستخدم اللاعب سلاحه لرميه على الطائرات بدون طيار «الدرون» من خلال استخدام شخصيات مختلفة، واللعب عبر مراحل متنوعة في مواقع شاسعة، ويمكن للاعبين استكشاف العديد من جوانب تقاليد وثقافة دولة الإمارات.

حمد خوري:

• اخترت «بداويس» اسماً لمشروعي اعتزازاً بـ«البدو» وتاريخهم وتراثهم وتقاليدهم.

شاركها.
Exit mobile version