تتصدر المرأة المشهد الثقافي والتراثي في دولة الإمارات كقائدة وملهمة وصانعة للهوية الوطنية المتجددة، عبر أدوار عدة، من أبرزها الإسهام في الحفاظ على الموروث الشعبي، وتحويله إلى محتوى معاصر يواكب الحداثة، من دون أن يقطع الصلة بالجذور.
وقالت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، إن «المرأة الإماراتية اضطلعت بدور جوهري في صون الموروث الثقافي، ليس بصفتها ناقلة له فحسب، بل كأمينة على القيم والعادات التي تُشكّل الشخصية الإماراتية الأصيلة».
فيما أكدت مديرة سوق القطارة التراثي، منى بن شيبان المهيري، أن المرأة الإماراتية شكّلت عبر التاريخ محوراً أساسياً في حفظ الهوية الثقافية، من خلال أدوارها المتعددة في المجتمع.
وأوضحت أن دعم المرأة في مجال التراث لم يعد خياراً، بل ضرورة وطنية، تتطلب توفير المساحات والمنصات التي تمكّنها من التعبير عن هذا المخزون الغني بأساليب معاصرة.
من ناحيتها، قالت الناشطة النسائية، فاطمة أحمد عبيد المغني، إن المرأة الإماراتية لم تكتفِ بالحفاظ على التراث، بل أصبحت فاعلة في صياغة مستقبله، مدفوعة بتوجيهات القيادة التي وفّرت لها أدوات التمكين الحقيقي.
وأضافت أن حارسات التراث في الإمارات لا يُمثّلن مجرد حافظات للماضي، بل يقمن بدور محوري في صون الهوية، وإلهام الحاضر، وصناعة مستقبل متجذّر في الأصالة.
من جهتها، أشارت الاختصاصية النفسية والباحثة في علم الأنثروبولوجيا، الدكتورة أمل حميد بالهول، إلى أن الإمارات أدركت مبكراً أن تمكين المرأة في مجال صون التراث لا يندرج فقط ضمن سياقات الإنصاف النوعي، بل يُمثّل ركيزة استراتيجية لضمان استدامة الهوية، وهو ما تُرجم إلى مبادرات حكومية متخصصة جعلت من المرأة ناقلة أصيلة للمعرفة الشعبية، وسفيرة لقيم المجتمع وتقاليده.