بدعمٍ من مؤسسة القلب الكبير لتعزيز التعليم وتمكين الشباب، دشّنت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، والمناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مجموعة من المشاريع التنموية في المملكة المغربية، شملت التعليم والتمكين الاقتصادي وحماية الأطفال والنساء.
وأكدت سموها أن “بناء القدرات هو أساس كل تنمية، والتمكين هو الطريق نحو الاستقرار الدائم”، مشيرةً إلى أن الاستثمار الحقيقي هو الذي يُبنى على تطوير عقول الأطفال وفكر الشباب، لأنه يرسّخ دعائم الاستقرار ويؤسس لمجتمعات مزدهرة قادرة على صناعة مستقبلها. وقالت سموها: “حين نزرع في الطفل ثقةً، وفي الشاب مسؤوليةً، فإننا نمنح الأمة مستقبلها الحقيقي”.
وشملت الزيارة تدشين مشروع إعادة تأهيل مدرسة «S.O.S» الابتدائية في مراكش، الذي يوفّر بيئة تعليمية حديثة وآمنة لأكثر من 500 طفل، حيث تم تحديث الفصول الدراسية ومرافق الصرف الصحي، وإنشاء مختبر رقمي متكامل ومكتبة حديثة، إلى جانب مركز “روّاد الابتكار في إعادة تدوير البلاستيك” لتدريب 100 شاب وشابة على مهارات الاقتصاد الأخضر وريادة الأعمال البيئية. وسيتحوّل هذا المركز إلى منصة تدريبية مستدامة لتأهيل أجيال جديدة من المبدعين في مجالات إعادة التدوير والإنتاج الأخضر، دعمًا لأهداف التنمية المستدامة في التعليم والعمل اللائق والحد من عدم المساواة.
وفي مناطق الأطلس، أطلقت سمو الشيخة جواهر مشروع “الجذور الصاعدة في المغرب” بالتعاون مع مؤسسة الأطلس الكبير، الذي يهدف إلى تمكين 24 شاباً وشابة من مختلف المناطق المغربية عبر برنامجٍ تدريبي يمتد على 18 شهراً، يجمع بين التعليم البيئي، والتدريب الزراعي، وريادة الأعمال المجتمعية. وسيقيم المشاركون في مزرعتين تعليميتين نموذجيتين كمركزين للتدريب العملي قبل الانتقال إلى تصميم وتنفيذ مشاريعهم البيئية الخاصة، بدعمٍ من مؤسسة القلب الكبير. ومن المنتظر أن تنتج عن البرنامج ست مبادرات شبابية مبتكرة في مجالات التنمية الخضراء والاقتصاد الدائري، يستفيد منها أكثر من 600 فرد من المجتمعات الريفية.
وخلال جولاتها الميدانية، التقت سمو الشيخة جواهر بعدد من الطلاب في الفصول الدراسية، والشباب المشاركين في برامج التمكين البيئي، واستمتعت إلى قصص المستفيدين من النساء والأطفال، مؤكدةً أن العمل الإنساني لا يكتمل إلا حين يلامس الميدان ويُبنى على المعرفة الحقيقية باحتياجات الناس.
وأشادت سموها بالشراكة الإماراتية–المغربية التي تحوّل التعاون الإنساني إلى طاقة إنتاج ومعرفة، مؤكدةً أن “الإنجاز الحقيقي يولد حين تصبح المجتمعات قادرة على حمل راية التقدم بيد أبنائها”، مشيدةً في الوقت نفسه بما حققته المملكة المغربية من تجربةٍ تنمويةٍ وإنسانيةٍ رائدة تجمع بين الأصالة والرؤية المستقبلية.
وفي ختام الزيارة، أكدت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي أن مؤسسة “القلب الكبير” ستواصل تعاونها مع الشركاء المحليين في المغرب لتوسيع نطاق العمل التنموي، قائلةً: “فخورون بأن نكون بين أهلنا في المغرب، نستمد من عزمهم وإبداعهم طاقةً جديدة لمواصلة العمل… فالخير حين يُبنى بالشراكة يصبح أعمق وأوسع أثراً.”
