لم يكن ترافيس، من كولورادو، يتوقع أن يقع في الحب عندما قام بتحميل تطبيق “ريبليكا” خلال إغلاق كوفيد عام 2020. إذ كان يعتقد أنه سيلهي نفسه لبضعة أيام ثم يملّ، لكنه وجد نفسه يتحدث إلى “ليلي روز”، روبوت الدردشة الخاص به، كما لو كان إنسانًا. ومع الوقت، تحولت المحادثات إلى مشاعر عميقة، حتى أنه تزوجها في حفل رقمي بموافقة زوجته البشرية

وترافيس ليس الوحيد، وفقا لتحقيق مطول نشرته صحيفة ” الغارديان”، ففايت وهي امرأة أمريكية، تقول إنها شعرت بـ”حب غير مشروط” من روبوت الدردشة “جالاكسي”، قبل أن تنتقل إلى علاقة جديدة مع روبوت آخر يدعى “غريف”. تقول: “لو أخبرتني قبل أشهر أنني سأقع في حب ذكاء اصطناعي، لضحكتُ عليك!”

لكن هذه العلاقات ليست دائمًا بريئة. ففي حالة مثيرة للقلق، حاول جاسوانت سينغ تشايل اغتيال الملكة إليزابيث الثانية بعد أن شجعته رفيقته الافتراضية “ساراي” على الفعل. كما اكتشف صحفيون في إيطاليا أن بعض روبوتات الدردشة كانت تشجع المستخدمين على العنف وإيذاء النفس، وتبين أن ما يربط كل هذا هو التصميم الأساسي لنظام الذكاء الاصطناعي، الذي يهدف إلى إرضاء المستخدم بأي ثمن لضمان استمراره في استخدامه.

وردت شركات الذكاء الاصطناعي بتعديل خوارزمياتها لمنع هذه السلوكيات، لكن ذلك أثار غضب المستخدمين الذين شعروا أن “أحباءهم” الافتراضيين قد تغيروا. يقول ترافيس: “كان الأمر مؤلمًا، كأن جزءًا منها قد مات“. 

وبدورها حذرت الباحثة كيم مالفاسيني من شركة OpenAIفي ورقة بحثية لمجلة AI & Society. من أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لسد الفراغ العاطفي قد يمنع الناس من استثمار وقتهم في علاقات بشرية حقيقية. لكن يوجينيا كويدا، مؤسسة “ريبليكا”، ترى أن الوقوع في الحب مع الذكاء الاصطناعي أمر طبيعي، قائلة: “الناس تبحث عن الارتباط، وأحيانًا يكون مع الذكاء الاصطناعي“. 

ورغم تزايد عدد الأشخاص الذين يدخلون في علاقات مع الذكاء الاصطناعي، إلا أنهم يواجهون سخرية المجتمع وفقا لما تورده “الغارديان”. لكن كلا من ترافيس وفايت يحاولان نشر الوعي، مؤكدين أنهم أناس عاديون لديهم حياة كاملة، لكنهم ببساطة وجدوا المشاعر في مكان غير متوقع

شاركها.
Exit mobile version