بين الصور التي تجسد مكانة الصقور لدى الأجداد، والاستعراضات التي يقدمها صقارة من الصغار والكبار مع طيورهم، يأتي معرض «انطلق الصيد: تاريخ وتراث الصقارة»، الذي افتتح أول من أمس في قصر الحصن بأبوظبي، ليؤكد أن الصقارة هي جزء أصيل من تراث الإمارات يمتد عبر الزمن وتتوارث فنونها من جيل إلى جيل.

ويحتفي المعرض الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، ويستمر حتى مارس 2024، بالصقارة باعتبارها إرثاً تاريخياً وثقافياً مهماً لدى حكومة الإمارات وشعبها، وجزءاً من الهوية الوطنية، والحفاظ عليها هو حفاظ على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فيحمل المعرض الزوّار في رحلة لاستكشاف تاريخ الصقارة وأهميتها الثقافية في دولة الإمارات كرمز يرتبط بالقيم العربية الأصيلة كالصبر والفراسة والفطنة والقناعة، وذلك عبر ما يزيد على 40 صورة معظمها أرشيفية من فترات زمنية مختلفة، كلها تتمحور حول الصقور ومكانتها لدى حكام أبوظبي ولدى الشعب الإماراتي أيضاً، وفق ما أوضحت عضو فريق القيمين على المعرض عائشة خانصاحب لـ«الإمارات اليوم»، خلال الجولة الإعلامية.

أرشيف صور حافل

وأضافت عائشة خانصاحب: «استلهمنا فكرة المعرض مما لدينا من أرشيف كبير للصور والفيديوهات حول الصقارة والصقور، وهو أرشيف مرتبط بقصر الحصن وحكام أبوظبي، بهدف تعريف الجمهور من خلال هذا الرصيد الكبير من الصور بأهمية الصقارة لدى حكام الإمارات وللشعب الإماراتي، وما ارتبط بها من قيم يعتز بها الكبار والصغار، ولذلك يتمحور المعرض حول تاريخ الصقارة، وممارسة هذه الرياضة قديماً وحديثاً، وأهمية الصقر كرمز ومصدر إلهام للمبدعين والشعراء». لافتة إلى أن العديد من الصور لها قيمة تاريخية بارزة من بينها صورة للمغفور له الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وهو يتوسط عدداً من الشيوخ والشخصيات العامة في مجلس قصر الحصن ويحملون الصقور على أيديهم، وهي صورة التقطها المصور رالف كريم لصالح مجلة «لايف»، كما التقط صورة أخرى للشيخ شخبوط وهو يقف أمام مجسم لحقل نفط ويحمل الصقر على يده ويظهر خلفه قصر الحصن، وذلك عام 1963، ويرجع اختيار الصقر في الصورة لما يرمز إليه من قوة وفخر واعتزاز ويعكس الجذور الثقافية الراسخة والتطلعات نحو التطور والحداثة.

وأوضحت أن المعرض يضم أكثر من 40 صورة وثلاثة مقاطع فيديو الأول مقطع أرشيفي قديم، والثاني يتضمن مقابلات تم إجراؤها مع صقارين إماراتيين، والثالث يتناول تربية الصقر وكيفية تدريبه، كما يضم المعرض قطعاً فنية لمصممات إماراتيات وهي مرتبطة بالصقور والصقارة أيضاً، على أن يتم عرض أعمال أخرى مع افتتاح مهرجان قصر الحصن، كما سيقدم المعرض برنامجاً حافلاً بالفعاليات بالتزامن مع المهرجان الذي يُقام في الفترة من 19 إلى 28 يناير 2024، وسيتضمن برنامجاً عن القنص بعنوان «مقناص»، بما يجعل زيارة معرض «انطلق الصيد» بمثابة تجربة كاملة للزوار للتعرف إلى الصقارة واكتساب بعض المهارات المرتبطة بها.

أول مؤتمر دولي

ويسلط المعرض الضوء على علاقة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بصقوره واعتزازه بها وكيف كان يعتز برياضة الصقارة وهو ما أدى إلى تعزيز مكانتها كواحدة من أبرز الرياضات التراثية في الإمارات، وكان حبه للصقور وحرصه على نشر الوعي البيئي حافزاً لتنظيم أول مؤتمر دولي للصقارة والبيئة في أبوظبي عام 1976، كما أُطلق برنامج لإطلاق الصقور بهدف زيادة عدد الصقور في عام 1995، ونجح هذا البرنامج في إعادة 1600 صقر إلى بيئتها الأصلية للحفاظ على البيئة. ويكشف المعرض أهمية الصقر كرمز حيث أمر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ أكثر من خمسة عقود بتصميم شعار حكومة أبوظبي يتوسطه الصقر ليعكس هوية الإمارة وتاريخها الحافل بقيم العزة والفخر والكرامة، كما يظهر الصقر على العملات الإماراتية وطوابع بريدية عدة.


«الوكر» و«المخلاة»

يتضمن المعرض معلومات عن الصيد بالصقور ومواسمه، وكيفية تدريب الصقور والأدوات المستخدمة في التدريب والصيد والقنص. ومن الأعمال الفنية المعروضة عمل بعنوان «الوكر» للفنانة هاجر الطنيجي مستلهم من المنصة التي اعتاد الصقر الوقوف عليها ومن الكثبان الرملية التي تُعد من أبرز ملامح البيئة الصحراوية، وعمل آخر للفنانة كلثم بنت محمد بعنوان «المخلاة»، وهو تصميم حقيبة «المخلاة» التي تعتبر من أساسيات رياضة الصيد بالصقور واحتياجات الصقار.

. الشيخ زايد اعتز برياضة الصقارة، ما أدى إلى تعزيز مكانتها كواحدة من أبرز الرياضات التراثية في الإمارات.

. برنامج إطلاق الصقور نجح في إعادة 1600 صقر إلى بيئتها الأصلية للحفاظ على البيئة.

شاركها.
Exit mobile version