الكثيرون يجهلون القدرات الكبيرة والواسعة، التي تملكها عقولنا، ويخفى عليهم أن هذه القدرات مهولة وشاملة، وكما يقال: «لا سقف لها أو حد»، لدرجة أنها تسبب السعادة أو البؤس، وأيضاً الخوف والتراجع، والنجاح والفشل، وبسبب عدم المعرفة بقوة العقل، ولا كيفية تعاملنا معه نقع في الكثير من الأخطاء.
كل إنسان له طريقة في التفكير، والحكم على الأمور، ولكن العقل يتحكم في طريقة التفكير، فيشعر الجسد بتأثير تلك الفكرة، ومدى تأثير قوة العقل.
أذكر قصة في هذا السياق، خلال الحرب العالمية الثانية، أراد هتلر أن يعاقب ثلاثة جنود من جنوده، لأنهم لم ينفذوا الأوامر، فطلب من المختصين أن يستخدموا معهم عقاباً نفسياً لا ينسونه، فوضعوا كل شخص بمفرده في غرفة صغيرة جداً، وتركوا المياه تتساقط قطرة قطرة ببطء شديد، وأخبروا كل واحد منهم على حدة أنه تنفس صنفاً من أصناف الغازات السامة، وأنه لن يبقى على قيد الحياة أكثر من ست ساعات، ثم أغلقوا الباب عليهم، وتركوهم بمفردهم بعد ثلاث ساعات، وكانت المفاجأة هي أن اثنين من الجنود الثلاثة ماتوا فعلاً، وأن الجندي الثالث كان في حالة خطيرة جداً، وعلى وشك الموت، وكتب المختصون في أبحاثهم أن الجنود الثلاثة أخذوا المعلومات باعتقاد تام أنهم تنفسوا فعلاً سماً، فكانت فكرة الموت لها تأثير كبير على أجسادهم، وكما قال المفكر والمحاضر العالمي الدكتور إبراهيم الفقي، في كتابه قوة التفكير: «الأفكار من صنع الإنسان، والعالم الخارجي لا يستطيع أن يؤثر في أي إنسان بدون إذنه الشخصي».
معنى ذلك أن ما تفكر فيه يركز عليه ذهنك، فيتأثر به جسمك في الحال، ولو فكرت في شيء يحبطك ستشعر بذلك في جسمك، ولو فكرت في شيء يسعدك ستشعر بذاك أيضاً في جسمك، هذا عن التفكير وتأثيره على العقل والجسم، فما أفكر فيه سوف يؤثر على جسمك وطاقتك ومدى نشاطك، هي دعوة لتغيير طريقة تعاملنا مع عقولنا، وثق بأن الذي تخاف منه سيسيطر عليك.