كلنا نتعرض للتحديات والمعوقات بشكل يومي في مجالات حياتنا اليومية، والتحديات هذه مختلفة متعددة؛ الفشل والإحباط والخسارة المادية والمعنوية، البعض يستسلم من أول لحظة للظروف، لذلك من الأهمية التخطيط ووضع الأهداف قبل البدء بأي عمل، فالالتزام معرفة وتخطيط واستعداد لتحديات الحياة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلّ».
هنا في هذا الحديث الشريف يحثنا رسولنا الكريم على الاستمرارية في العمل والالتزام بأهدافنا وأعمالنا والتفاؤل بالخير والبعد عن التطير والتشاؤم. إن البيئة التي تنشأ بها تساعدك كثيراً على الإبداع والإنتاج، فإذا كنت في قلق وخوف واستسلام لن تستطيع المواصلة في الإنتاج وقد يعتريك الكثير من الخوف.
لهذا لا يمكن العمل ولا الإبداع أو التميز وأنت محاصر بمخاوف تهدد وجودك وحياتك، هذا الجانب يعد من البديهيات ولا يختلف عليه اثنان، فالشعور بالأمن مهم جداً وهو المظلة التي بواسطتها وتحتها تنتشر جميع القيم الإنسانية، وإذاً فقد تنحصر الحاجة في البحث عن هذا الشعور لأن فقدانه يعني الدمار والتراجع والهبوط التام وربما الانهيار، وهذا الجانب لا يحتاج لدراسات أو اكتشافات علمية لتثبته، لأن الإنسان الذي يشعر بالأمن وقادر على مواجهة خوفه من المستقبل وظروف الحياة يستطيع الإبداع والإنجاز والابتكار.
هناك مقولة للكاتب الأمريكي، جون ستاينبيك، وهو من أشهر أدباء القرن العشرين واشتهر بمؤلفاته القصصية التي تدور أحداثها عن الحرب العالمية الثانية، حيث يقول: «نقضي وقتنا في البحث عن الأمن ثم نمقته إذا ما حصلنا عليه».
ولعل هذه الكلمات تلخص كثيراً من الكلمات التي يمكن أن تقال في هذا السياق، لهذا فإن القلق واحد من العوامل التي تساعد على زيادة الضغط والأمراض المزمنة وقرحة المعدة، وضعف المناعة وأمراض السرطان القاتلة، لهذا لا تغرق نفسك في روح القلق والضياع، الجميع يتعرض للألم اليومي، استسلامك للظروف النفسية والقلق اليومي والضغوط يعني خسارتك، لهذا سيطر على نفسك ولا تسمح للقلق بأن يدمر صحتك.. الفيلسوف عالم الرياضيات فيثاغورث يقول: «من المفترض أن يدفعنا القلق إلى العمل وليس إلى الاكتئاب، فليس حراً من لا يستطيع السيطرة على نفسه».