تشهد القرية التراثية على كاسر الأمواج في أبوظبي، فعاليات وأنشطة تراثية وترفيهية وثقافية متنوّعة، ينظمها نادي تراث الإمارات، بالتعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، بمناسبة عيد الاتحاد الـ52 وتستمر حتى اليوم.

وعبر فعاليات يومية، يتعرف الزوّار والسياح إلى الحِرف اليدوية التقليدية، التي تمثل عنصراً مهماً من عناصر التراث الإماراتي، وتبرز المهارات المتوارثة في الصناعات الشعبية، التي تعتمد على مواد مستمدة من البيئات المحلية، من أجل إثراء الحياة اليومية في مجتمع الإمارات قديماً بالأدوات المعيشية والمنتجات المختلفة، وذلك من الورش المتنوّعة التي تقدمها الخبيرات التراثيات، منها: (ورش السدو، والتلي، وسف الخوص، وصناعة البراقع).

كما يقام في القرية معرض تراثي يسلط الضوء على جماليات الحِرف اليدوية الإماراتية، ويحتوي على عدد من الأركان المتخصصة، منها ركن يعرّف بالطب التقليدي، وأركان تعرض المنتجات المرتبطة بالطقوس الاجتماعية، إضافة إلى العديد من المنتجات التراثية المتنوّعة.

وتحضر الثقافة الإماراتية، والتاريخ، والشعر النبطي، ضمن الفعاليات التي ينظمها النادي بالتعاون مع اللجنة، وذلك من خلال معرض الإصدارات في القرية التراثية، الذي يتيح للزوّار التعرف إلى ملامح من حضارة دولة الإمارات، وتاريخها الاجتماعي، وتراثها الغني والمتنوّع، عبر مجموعة منتقاة من الكتب والدوريات ودواوين الشعر، التي تثري الفعاليات في هذه المناسبة الوطنية في جانبها المعرفي.

كما يوثق معرض الصور المصاحب للفعاليات، جوانب من جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من أجل قيام الاتحاد.

وفي جانب الموروث البحري يتيح معرض «بيت البحر» تجربة حية للتعرف إلى الحياة البحرية للآباء والأجداد في الصيد والغوص والحِرف المرتبطة بالبحر، وذلك من خلال معروضات متنوّعة تضم نماذج للقوارب التراثية، وأدوات الصيد والغوص وفلق المحار، وتقام يومياً عروض للمحامل التراثية على امتداد كورنيش أبوظبي، وتأتي العروض استعداداً لانطلاق فعاليات «سباق عيد الاتحاد لقوارب التجديف التراثية فئة 40 قدماً»، الذي ينظمه النادي بالتعاون مع اللجنة اليوم.

وضمن الأنشطة الترفيهية ذات البُعد التعليمي المقدمة للأطفال، يقام نشاط الرسم والتلوين الذي يتعرف الأطفال من خلاله إلى أهمية المحافظة على البيئة والمخلوقات التي تعيش فيها، وذلك في إطار نشر الوعي بأهمية البيئة، وفي ظل الاهتمام الرسمي والمجتمعي بهذه القضية، وهو ما يتجلى في استضافة دولة الإمارات لقمة المناخ «COP28»، وإعلان عام 2023 عاماً للاستدامة.

كما تشمل فعاليات نادي تراث الإمارات، بالتعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، سوقاً شعبية تضم محلات للأسر المنتجة.

وقالت ليلى حميد العلوي، صاحبة مشروع للمأكولات الشعبية، إن «فعاليات عيد الاتحاد في القرية التراثية فتحت المجال أمام الأسر المنتجة لتسويق منتجاتها، بما وفره نادي تراث الإمارات والمنظمين للاحتفالات من محال في السوق الشعبية». فيما أكدت بشاير محمد، صاحبة مشروع للعود والطيب، إنها «من خلال المشاركة في احتفالات عيد الاتحاد، تمكنت من الترويج لمنتجاتها وبيعها للزوّار».

وقدمت ليلى أحمد، صاحبة مشروع مختصّ بجميع أنواع المأكولات الإماراتية، شكرها إلى المنظمين لفتح المجال للأسر المنتجة للمشاركة في هذا العرس الوطني.

من جانبه، قال أحمد علي سالمين، إن «الفعاليات التي ينظمها النادي، بالتعاون مع اللجنة في عيد الاتحاد الـ52، وضع في الحسبان مشاركة الأسر المنتجة وأصحاب المشروعات الرائدة ليسوّقوا لمنتجاتهم».

وأعربت أميرة الكثيري، صاحبة مشغل متخصص في إنتاج تصاميم مستوحاة من التراث الإماراتي، عن سعادتها بالمشاركة في هذا العرس الوطني، من خلال عرض أزياء من التراث الإماراتي.

شاركها.