للضغوط المرتبطة بالعمل تأثير عميق وبعيد المدى على الصحة النفسية، مما يؤثر على الأفراد في جميع أنحاء العالم. وتسلط الإحصاءات الدولية الضوء على خطورة هذه القضية. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية يساهم الإجهاد المرتبط بالعمل في جزء كبير من اضطرابات الصحة النفسية، مع كون القلق والاكتئاب الأكثر انتشاراً. وفي الولايات المتحدة، وجد المعهد الأمريكي للإجهاد أن ضغوط العمل كانت السبب الرئيسي للإجهاد لدى البالغين الأمريكيين. وتشير التقديرات إلى أن الإجهاد المرتبط بالعمل يكلف الشركات الأمريكية 300 مليار دولار سنوياً بسبب التغيب عن العمل وانخفاض الإنتاجية. أصبحت العلاجات المبنية على الأدلة للضغوط المرتبطة بالعمل ضرورية لمعالجة تأثيرها السلبي على الصحة النفسية.

يبرز العلاج السلوكي المعرفي باعتباره نهجاً بارزاً، حيث تدعم الأبحاث المكثفة فعاليته. ويساعد العلاج السلوكي المعرفي الأفراد على تحديد وتعديل أنماط التفكير والسلوكيات التي تساهم في التوتر، وتزويدهم باستراتيجيات التكيف. وأظهرت الدراسات باستمرار أن العلاج السلوكي المعرفي يقلل من أعراض القلق والاكتئاب المرتبطة بالتوتر المرتبط بالعمل.

كما اكتسبت التدخلات القائمة على اليقظة، مثل الحد من التوتر القائم على اليقظة والعلاج المعرفي القائم على اليقظة الاعتراف أيضاً. وتعمل هذه الممارسات على تعزيز الوعي الذاتي، والحد من التوتر، والتنظيم العاطفي، وتمكين الأفراد من إدارة الضغوط المرتبطة بالعمل بشكل أفضل. وتظهر الأبحاث أن التدخلات الذهنية يمكن أن تعزز الصحة النفسية والمرونة ضد التوتر.

علاوة على ذلك، تلعب التدخلات التنظيمية مثل برامج مساعدة الموظفين، ومبادرات إدارة الإجهاد في مكان العمل دوراً حيوياً. وتهدف هذه البرامج القائمة على الأدلة إلى توفير بيئة عمل أكثر صحة، وتقليل الضغوطات، وتوفير آليات الدعم. وتكشف الدراسات أن أماكن العمل التي تستثمر في مثل هذه البرامج تشهد تحسناً في الصحة النفسية للموظفين، وانخفاض معدل التغيب عن العمل، وزيادة الإنتاجية.

في الختام، فإن العلاجات القائمة على الأدلة للضغوط المرتبطة بالعمل لها تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية. ومن خلال الجمع بين العلاجات الفردية مثل العلاج السلوكي المعرفي والتدخلات القائمة على الوعي والاستراتيجيات التنظيمية، يمكننا التخفيف بشكل فعال من الآثار الضارة للإجهاد المرتبط بالعمل، وتعزيز الصحة النفسية للأفراد وتحسين الإنتاجية في مكان العمل.

شاركها.