تلعب الصداقة دوراً كبيراً في تطوير شخصية الأطفال، وتؤثر إيجاباً على نموه على الصعيد العاطفي والاجتماعي والمعرفي.

وتوفر الصداقات – حسب الخبيرة ومديرة إحدى الحضانات في دبي، تانيا نيكوليتش – منصّة للأطفال لتعلّم وتطوير المهارات الاجتماعية الأساسية. ومن خلال التفاعل مع أقرانهم، يمكن للصغار أن يفهموا بشكل أفضل ديناميات التواصل والتعاطف والتعاون.

وبينما يشاركون في تجارب مشتركة، ويحلون النزاعات، ويشاركون في اللعب الخيالي، يمكن للأطفال بشكل طبيعي أن يتعلموا كيفية احترام آراء الآخرين، والتوصل إلى نسج علاقات الود وبناء الثقة.

وأكدت تانيا نيكوليتش أن «وجود أصدقاء داعمين في حياة الأطفال هو ثروة قيّمة لزيادة تقديرهم لأنفسهم، إذ تعزز الصداقات شعور الانتماء والقبول، وهما من الأمور الأساسية لرفاهية الطفل على الصعيدين العاطفي والنفسي. وعندما يشعر الأطفال بأنهم محبوبون ومقبولون، فإنهم يطوّرون صورة إيجابية عن أنفسهم، وتشكّل هذه الثقة أساساً يمتد إلى جوانب أخرى من حياتهم».

وأضافت: «من خلال الصداقات، يتعلم الأطفال كيفية تحديد مشاعرهم والتعبير عنها بفاعلية، إذ يطوّرون الذكاء العاطفي ويفهمون مشاعرهم ومشاعر أصدقائهم. ويساعدهم هذا الوعي العاطفي على التفاعل في المواقف الاجتماعية، من خلال التعبير عن مشاعرهم وفهم مشاعر أصدقائهم، ما يعزز بناء علاقات صحية ومتناغمة».

وأوضحت نيكوليتش أن «الصداقات تشمل مشاركة التجارب والأفكار، ما يمكن أن يحفز بشكل كبير التطوّر المعرفي للطفل. وعندما يشتركون في اللعب الخيالي وسرد الحكايات ويعملون على حل المشكلات مع أصدقائهم، يتم تعزيز إبداعهم وتطوير مهاراتهم اللغوية وتفكيرهم النقدي».

كما توفر الصداقات مساحة آمنة للأطفال لتجربة الصعوبات والتحديات. وعندما يواجهون نزاعات أو اختلافات، فإنهم يتعلمون كيفية التعامل مع المشاعر وحل المشكلات. فهذه المرونة هي مهارة حياتية حاسمة تساعد الأطفال على التنقل في تقلبات الحياة بثقة.

وغالباً ما تشمل الصداقات اللعب النشط والأنشطة في الهواء الطلق، ما يشجع على نشاط الأطفال بدنياً. ومشاركة الألعاب مع الأصدقاء تعمل على تعزيز نمط حياة صحي، وتسهم في تطوير المهارات الحركية الكبرى.

وأظهرت الدراسات – حسب تانيا نيكوليتش – أن الصداقات الإيجابية تسهم في تحقيق نتائج أفضل للصحة العقلية للأطفال. ووجود أصدقاء لمشاركة الفرح والمخاوف معهم يمكن أن يقلل من مشاعر الوحدة والقلق، ويضمن وسيلة للتخفيف من التوتر.


تانيا نيكوليتش:

• من خلال التفاعل مع أقرانهم، يمكن للصغار أن يفهموا بشكل أفضل ديناميات التواصل والتعاطف والتعاون.


روابط متينة مدى الحياة

قالت تانيا نيكوليتش: «إن الصداقات، التي تتكون خلال سنوات الطفولة، يمكن أن تشكل أساساً لروابط متينة مدى الحياة. وتخلق هذه الصداقات الطفولية ذكريات عزيزة، ونظام دعم يمكن أن يستمر حتى البلوغ».

شاركها.