بعد 30 يوماً من الفعاليات التي توّجتها مشاعر الفخر والانتماء، اختتمت فعاليات «الشهر الوطني»، الذي انطلق بتوجيهات سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، في الثالث من نوفمبر الماضي، وللعام الثاني على التوالي، وبتنظيم «براند دبي»، الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وبالتعاون مع أكثر من 250 جهة حكومية وشبه حكومية وخاصة، متضمناً العديد من المظاهر الاحتفالية بمناسبات وطنية غالية، بدأت بـ«يوم العَلَم»، وصولاً إلى الاحتفال بعيد الاتحاد الـ54.
وكانت حملة «زايد وراشد» بمثابة المظلة التي ضمت العديد من الفعاليات والمبادرات على امتداد الشهر كاملاً، استحضاراً للإرث الوطني الكبير للمغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، وعرفاناً بالجميل لما قدماه للوطن من عطاء، وما أرسياه من أسس قام عليها صرح اتحاد دولة الإمارات، وشكلت القاعدة الراسخة التي انطلقت منها الدولة في مسيرة تنمية وتطوير شاملة. وأظهرت إحصاءات الرصد الإعلامي أن نطاق انتشار الحملة يُقدَّر بنحو 2.9 مليار تفاعل، فيما تجاوز عدد مشاهدات مقاطع الفيديو المتعلقة بالحملة 75 مليون مشاهدة.
تجربة مُلهِمة
وأعربت نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي، منى غانم المرّي، عن بالغ الشكر والتقدير لجميع الشركاء الاستراتيجيين الذين كان لهم دور محوري في إنجاح أهداف شهر كامل من الفعاليات، هدفت إلى ترسيخ القيم الرفيعة التي تشكّل السياج الذي يحمي مستقبل الوطن من ولاء وانتماء وارتباط بالهوية، مؤكدة أن تكامل العمل المؤسسي هو أحد أهم مقومات نجاح الفعاليات الكبرى في دبي.
وقالت: «نعتز بدورنا في تنسيق تجربة مُلهِمة تبارت فيها الجهود لإبراز مدى الاعتزاز بالهوية الإماراتية، وعمق الانتماء للوطن، والحرص على الاحتفاء بمناسبات مهمة تشكل نقاطاً مضيئة في رحلة تنمية وسباق مع الزمن، انطلقت في عام 1971 نحو مستقبل ملؤه الطموح والإصرار على النجاح».
وأكدت أن حجم المشاركة المجتمعية والتفاعل واسع النطاق من مختلف فئات المجتمع من مواطنين ومقيمين، وكذلك من خارج الدولة، كانا الجائزة التي كللت جهوداً تواصلت على مدار شهر كامل، وذلك بفضل تكامل الأدوار واستلهام القيم التي انطلقت منها مسيرة الإمارات التي وصلت من خلالها اليوم إلى مكانة أهّلتها لأن تكون جديرة بالمشاركة في صُنع مستقبل العالم.
وقالت إن تكامل فعاليات الشهر الوطني يعكس رؤية قيادتنا الرشيدة، وحرصها على استنهاض طاقات المجتمع، وتمكين الشباب ليكونوا شركاء فاعلين في صياغة مستقبل الإمارات، وسيظل تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ القيم الإماراتية الأصيلة أحد أهم المحاور الأساسية في عملنا.
منصات تُلهِم المجتمع
أكدت مدير «براند دبي»، شيماء السويدي، أن التعاون الكبير من قبل الجهات الحكومية وشبه الحكومية في دبي كان من أهم أسباب نجاح المبادرة، تأكيداً لنهج دبي الثابت في العمل بروح الفريق الواحد، معربة عن الاعتزاز بـ«الشهر الوطني» كمبادرة تسهم في تحويل المناسبات الوطنية إلى منصات تُلهِم المجتمع، وتعزز قيمه، وتعمّق ارتباطه بهويته، مشيرة إلى أن «الشهر الوطني» نجح في جمع كل فئات المجتمع حول رسالة واحدة، مفادها أن الجميع شريك في مسيرة الإمارات نحو المستقبل.
وأضافت أن المناسبات الوطنية تمثل فرصة لاستحضار إرث جيل أجزل العطاء وتفانى في خدمة الوطن، ليكون حافزاً لمواصلة المسيرة بثقة وثبات نحو المستقبل عبر مبادرات تفاعلية تعزز روح المشاركة، وتحتفي بقيم رفيعة ترسّخت في وجدان أبناء الإمارات.
الاستثمار في الإبداع
وقالت عضو اللجنة التنظيمية لفعاليات «الشهر الوطني» في دبي، سارة مرداس، إن «براند دبي» تؤمن بأن الاستثمار في الإبداع هو استثمار في الإنسان وفي مستقبل الوطن، معربة عن الفخر بنجاح الحملة في تحويل المظاهر الاحتفالية إلى سرد حيّ يعبّر عن الهوية الإماراتية، ويروي حكاية الاتحاد وازدهار الوطن، معبرة عن سعادتهم بما لمسوه من تعاون لافت من كل الجهات، ومن جانب المجتمع الذي كان السبب الأهم في إنجاح أهداف الحملة بتفاعله الإيجابي الكبير والواسع النطاق. بدأت فعاليات «الشهر الوطني» باحتفالات «يوم العَلَم»، التي انطلقت في دبي في 30 نوفمبر الماضي، وهو التاريخ الذي حدده صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لهذه المناسبة من كل عام، وقد قام سموّه برفع عَلَم الدولة في هذا اليوم أمام مبنى «البوابة» في مركز دبي المالي العالمي.
مبنى «البوابة»
وبالتعاون بين «براند دبي» ومركز دبي المالي العالمي، في إطار فعاليات «الشهر الوطني»، تم تزيين واجهة مبنى «البوابة»، الذي يشكل المعلم الرئيس لمركز دبي المالي العالمي، بعمل إبداعي ضخم بارتفاع 50 متراً، يحمل صورة المغفور لهما الشيخ زايد والشيخ راشد، طيّب الله ثراهما، بينما مزج التصميم المبدع للعمل رموز الماضي ورؤية المستقبل بعناصر تجسد إنجازات الإمارات في مجالات الفضاء والابتكار، بالتعاون مع الفنان الإماراتي أحمد بافضل.
«حديقة الأعلام»
ومع كونها من المعالم الرئيسة لاحتفالات «الشهر الوطني»، استقطبت «حديقة الأعلام»، التي نفذتها «براند دبي» في منطقة الشاطئ في أم سقيم 2، آلاف الزوار من المواطنين والمقيمين والسياح، الذين حرصوا على التقاط الصور التذكارية في الحديقة التي ضمت هذا العام 11 ألف عَلَم، رسمت مجتمعة صورة الشيخ زايد والشيخ راشد، رحمهما الله تعالى، بطول 60 متراً وعرض 90 متراً.
«مترو دبي»
وإمعاناً في التعبير عن مشاعر الانتماء الوطني، وبمبادرة تعاون في إطارها «براند دبي» وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، تم تزيين عربات «مترو دبي» على طول الخط الأحمر لمترو دبي من محطة «سنتر بوينت» وحتى محطة «إكسبو دبي»، بصور القائدين المؤسسين، المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، وأبيات من قصيدة «الشعب والقايد» من أشعار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وتزامناً مع احتفالات عيد الاتحاد الـ54، أحيَت «أوركسترا فردوس» النسائية في الثاني من ديسمبر حفلاً موسيقياً في «بيت الفن» بمدينة إكسبو دبي، بالتعاون بين «براند دبي»، ومدينة إكسبو دبي، حيث شَدَت الأوركسترا بأغنية «زايد وراشد» التي تم اختيار مقاطعها من قصيدة «الشعب والقايد».
مجسّم أرضي
نفّذت «براند دبي»، بالتعاون مع بلدية دبي، عملاً إبداعياً في الدوار المقابل لمبنى «البرواز»، أحد أهم معالم دبي الحديثة، والواقع عند تقاطع شارع الشيخ زايد، وبالقرب من حديقة زعبيل، وهو عبارة عن صورة تجمع المغفور لهما الشيخ زايد والشيخ راشد، طيّب الله ثراهما، على مجسم أرضي ضخم قطره 82 متراً، في إضافة إبداعية تحمل معاني وطنية مهمة، ضمن رؤية شاملة تحتفي بتاريخ الإمارات، وتستشرف مستقبلها المزدهر.
«مسيرة الاتحاد»

شكّلت «مسيرة الاتحاد» التي نظّمها «براند دبي» بالتعاون مع لجنة تأمين الفعاليات في دبي، وهيئة تنمية المجتمع في دبي، الحدث الختامي لحملة «الشهر الوطني»، حيث استقطبت مع تنظيمها في الثاني من ديسمبر، تزامناً مع احتفالات عيد الاتحاد، ما يزيد على 500 مركبة، في تعبير رمزي عن مدى الولاء لمسيرة الإمارات التي بدأها الآباء المؤسسون، والحرص الأكيد على مواصلتها برؤية وتوجيهات قيادتنا الرشيدة.
وتم اختيار نقطة انطلاق المسيرة من أمام «دار الاتحاد»، لما لها من مكانة تاريخية، حيث شهدت توقيع وثيقة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ورُفع فيها عَلَم الإمارات للمرة الأولى، وصولاً إلى برج العرب، وهو رمز للتقدم الذي وصلت من خلاله دولة الإمارات إلى العالمية.
منى المري:
. حجم المشاركة المجتمعية والتفاعل واسع النطاق من مواطنين ومقيمين ومن خارج الدولة، كانا الجائزة التي كللت جهوداً تواصلت على مدار شهر كامل.
شيماء السويدي:
. المناسبات الوطنية تمثل فرصة لاستحضار إرث جيل أجزل العطاء وتفانى في خدمة الوطن ليكون حافزاً لمواصلة المسيرة بثقة وثبات نحو المستقبل.
