ظل السوق الشعبي بمهرجان السلع البحري على امتداد دوراته السابقة، من العناصر المهمة التي تعزز البُعد التراثي والاجتماعي للمهرجان، وذلك بخلق بيئة تفاعلية تجمع بين الماضي والحاضر، وتعيد إحياء الدور التاريخي للأسواق التي ظلت تشكل مركزاً للتواصل الاجتماعي في الإمارات، إضافة إلى الجمع بين متعة التسوق وجماليات العروض الأدائية.
ومن خلال محاله التي يبلغ عددها 50 محلاً، يعمل السوق الشعبي يومياً من الرابعة عصراً وإلى 10 مساء، لتحقيق عدد من الأهداف خلال الدورة الخامسة للمهرجان التي تقام على الواجهة البحرية لمدينة السلع في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، خلال أيام الجمعة والسبت والأحد من كل أسبوع، بتنظيم من هيئة أبوظبي للتراث، ونادي أبوظبي للرياضات البحرية، وبشراكة استراتيجية مع مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، وتستمر حتى 16 نوفمبر الجاري.
ومن بين هذه الأهداف يبرز الدور الاقتصادي للسوق عبر دعم الحرفيين وأصحاب المهن التقليدية، وخلق منافذ تجارية لهم لتسويق منتجاتهم، ما يسهم في زيادة وتنويع مصادر الدخل للأفراد، ودعم مشاريعهم الناشئة، والحفاظ على الحرف والمهن، لاسيما التراثية، والمساهمة في استمرارها وحمايتها من الاندثار، كما يشجع السوق ريادة الأعمال التراثية، ويسهم في تجسير المسافة بين المنتج والمستهلك لتحويل المهن التقليدية إلى مشاريع اقتصادية مستدامة.
وهناك دور آخر يتمثل في دعم وتحفيز السوق المحلي عن طريق تنشيط السياحة التراثية باستقطاب الزوار والسياح، حيث تمثل الأسواق التراثية أحد عناصر الجذب المعروفة بما توفره من أجواء أصيلة وتجارب حية متميزة تسهم في التعريف بالتراث الإماراتي، عبر ما تتيحه أمام أعين الزوار من منتجات وعروض أدائية شعبية تبرز الأصالة الإماراتية وتميزها.
كما يمثل السوق منصة تعليمية للأجيال الجديدة، توفر لهم فرصة التعرف عملياً إلى مهن الأجداد وصناعاتهم التقليدية، مثل صناعة السفن، وتجارة اللؤلؤ، وسف الخوص، وغيرها من الأنشطة التي تحيي الموروث الشعبي، وتعيد إلى الأذهان شكل الحياة الاقتصادية والاجتماعية قديماً في الإمارات.
. 50 محلاً على الواجهة البحرية في منطقة الظفرة تعزز البُعد التراثي والاجتماعي للمهرجان.
