قوة الخيال من أعظم القوى والطرق في العالم، إن هذه الملكة مفيدة للعقل ولها قدرة على حث ملكة التفكير والإبداع، الخيال مفيد لعقل الأطفال ويساعدهم على الانطلاق في التفكير يقول العالم الشهير البرت إنشتاين: «الخيال أهم من المعرفة» وهو يقول هذه الكلمات لأنه يدرك أن كثيراً من المنجزات والمبتكرات الإنسانية ما جاءت إلا بوساطة الخيال، ثم تحولت لواقع، ولذا من الأهمية أن نتخيل ولكن من دون انفصال عن الواقع وعن حياتنا وما تتطلبه من سعي لقد تطور التفكير بداية من أول رحلة طيران للإنسان إلى تطور التكنولوجيا والسفر عبر الطائرات، كل تلك الأفكار كانت لا تتعدى مجرد فكرة خيال في شخص ما قبل أن تصبح حقيقة واقعة، لقد كتب ليوناردو دافينشي حينما وضع الرسم التخطيطي لأول مركبة طائرة «سوف تنمو للبشر أجنحة»، لقد استطاع أن يحقق حلمه في الطيران ولو مسافات قصيرة.

إن الخيال هو الذي يقودنا للتغلب على مشكلات العالم وقهرها، فالفكرة التي تشغل بالك وخيالك سواء كانت سلبية أو إيجابية سوف تجلب ما هو نوعها، قال الفلاسفة: كما تزرع تحصد، لقد استطاع مخترع محلج القطن إيلي ويتني أن يستخدم خياله الإبداعي بينما كان يجلس في منزله ذات مساء، شاهد قطته تحاول جذب عصفور الكناري عبر قضبان قفصه ولأن القضبان كانت تحمي العصفور لن تظفر القطة إلا بقبضة من الريش، هذا جعله يتخيل مخلباً حديدياً ينتزع القطن من أشجاره، لقد أسهم هذا الخيال الإبداعي في تغيير اقتصاد جنوبي الولايات المتحدة الأمريكية وأسهم في تحويلها إلى بلد منتج، لقد كان الخيال، رفيق الإنسان الأزلي، وهو رفيق مفيد أضاف للعقل البشري مساحة واسعة من الإمكانات، جعل هناك ما يشبه القدرات الإضافية التي يمكن أن تستغل ويمكن توظيفها، وتجد هذا الخيال مرافقاً للإنسان في كل عمل إبداعي مهما كان نوع هذا العمل أو طبيعته أو مجاله، ستجده في الأدب على مختلف أنواعه وأجناسه، وستجده في الهندسة على مختلف تخصصاتها ومجالاتها وستجده في العلوم على مختلف حقولها ومدارسها وستجده في الحياة على تنوعها وتعددها.. الخيال ماثل معنا يومياً رافقنا منذ الصغر وحتى نهرم ونبدأ رحلتنا الأخيرة، قال جين ويستر: «إن الخيال أهم صفة يمكن للمرء أن يتسم بها، فهو يجعل الناس قادرين على وضع أنفسهم في مواضع أشخاص آخرين، ويجعلهم لطيفين وعطوفين ومتفهمين».

شاركها.