البعض مفتون بنفسه لدرجة الغرور، فإذا ارتكب خطأ فإنه لا يعترف به، بل يصر عليه، ويعاند وربما يعادي الكثيرين بسبب الإصرار على أفكاره ومعتقداته، يقول المؤرخ علي وردي: «الخطأ طريق الصواب فإذا كنت لا تتحمل ظهور الخطأ والنقص في عملك كان عليك أن لا تنتظر ظهور الصواب والكمال فيه!».

فليس هناك إنسان محصن من الأخطاء، الجميع يرتكب الأخطاء ولكن المشكلة في التمسك به وتكراره وعدم السعي نحو الاستفادة منه، لذلك فإن الذي لا يتعلم من أخطائه ولا يستفيد من تجارب الآخرين، يضيع على نفسه فرصة للتعلم ويخسر ثقته بذاته وثقة الآخرين، لذلك يجب أن نتعلم من الأخطاء وعدم الإصرار والتكبر والتعالي والنظر للعالم بعنصرية بناء على مكانته الشخص الاجتماعية وعائلته وربما ملابسه وماركاته وغيرها من التبريرات الفاشلة وغير المقنعة.

إن الأخطاء جزء من الطبيعة البشرية، لا نستطيع نكرانها بل نحن معرضون لارتكابها في مختلف مراحل الحياة، فقد تكون نتيجة لقلة الخبرة، أو نقص المعرفة وغيرها حيث يمكننا أن نتعلم من الخطأ ونكتسب المعرفة والخبرة اللازمة لتحسين أنفسنا واتخاذ قرارات أفضل في المستقبل، لذلك عندما نتقبل أخطاءنا، نكون أكثر واقعية، ونرى أنفسنا بشكل أفضل، المهم لابد أن نفهم أننا لسنا مثاليين، بل إننا نحتاج إلى التعلم والمعرفة والخبرة، وهذا يمكن أن يقودنا إلى السعي لتحقيق التحسين المستمر والتطور في مختلف جوانب حياتنا.

هناك جانب آخر، البعض لا يعترف بالخطأ بل يصر على إنكاره فيمنع نفسه من فرصة التعلم، والمؤسف أنه يقع في نفس الأخطاء مراراً وتكراراً دون أن يستفيد منها.

لذلك نحتاج أيضا التفكير النقدي، ولنتذكر أن الخطأ الفادح، وغير المبرر، والإصرار عليه لن يؤدي إلى نتيجة واضحة، لذلك لنكن صادقين مع أنفسنا، ولنتعلم من أخطائنا، فالقدرة على الاعتراف بالخطأ ومواجهته هي علامة على النضوج العاطفي والروحي، وأيضاً الاستعداد للتعلم والتطور.
إنها دعوة لفتح قنوات التواصل والحوار بكل رقي على مختلف جوانب حياتنا، لنتعلم من أخطائنا وأخطاء الآخرين يقول دوستويفسكي: «الخطأ شيء رائع… لأنه يؤدي إلى الحقيقة».

شاركها.
Exit mobile version