رصدت كاميرات مزودة بحساسات للحركة مشهداً بيئياً نادراً لظهور الثعلب الأحمر العربي في وادي الوريعة، أول محمية جبلية في دولة الإمارات، وذلك ضمن برنامج لحماية الحياة البرية، بالتعاون مع جمعية الإمارات للطبيعة.

ويُعدّ هذا التوثيق إضافة نوعية لجهود الرصد البيئي، إذ يُظهر كائناً قادراً على التكيّف مع الظروف الصحراوية القاسية، إذ تساعده أذناه الكبيرتان على تبريد جسمه والتقاط حركة فرائسه، فيما يجعله نظامه الغذائي المتنوع، الذي يشمل الحشرات والقوارض والفواكه، عنصراً أساسياً في الحفاظ على التوازن البيئي.

وأكّدت هيئة الفجيرة للبيئة أن ظهور الثعلب الأحمر العربي في المحمية يعكس ثراء التنوع البيولوجي في جبال الحجر، ويُمثّل دافعاً لمواصلة العمل على تطوير خطط صون الحياة الفطرية، مشيرة إلى أن كل رصد جديد يعزز قاعدة البيانات العلمية، ويدعم الجهود الرامية إلى حماية الأنواع المهددة والحد من التحديات البيئية.

وأفاد مدير محمية وادي الوريعة الوطنية، الدكتور علي حسن الحمودي، بأن جبال المحمية تُشكّل جاذبية فريدة للحياة البرية النادرة، مضيفاً أن المحمية شهدت في الفترة الأخيرة رصد الثعلب الأحمر العربي، وهو من الكائنات المُتكيّفة مع البيئات الصحراوية القاسية، ويُعدّ ظهوره في محمية وادي الوريعة حدثاً استثنائياً يعكس قيمة المنطقة كموئل طبيعي غني بالتنوع البيئي.

وأوضح أن هذا النوع يؤدي دوراً بيئياً محورياً من خلال تنوع نظامه الغذائي، الذي يشمل الحشرات والقوارض والفواكه، ما يساعد على ضبط أعداد الحيوانات الصغيرة، والتغذي على الكائنات النافقة، والإسهام في نشر البذور، مؤكداً أن الحفاظ على هذه الكائنات يُعدّ ضرورة لتعزيز التوازن الطبيعي.

ولفت إلى أن المحمية تطبق نظام مراقبة متكاملاً يستهدف حماية الكائنات النادرة من الصيد غير المشروع والرعي الجائر، إذ تنتشر في أرجاء المحمية أكثر من 90 كاميرا بيئية، إلى جانب طائرات بدون طيار مزوّدة بكاميرات حرارية ومكبرات صوت لتحذير المخالفين.

ودعت الهيئة أفراد المجتمع إلى المشاركة في الفعاليات الميدانية لبرنامج «قادة التغيير»، والتي تتضمن جولات بيئية في جبال الدولة، لتركيب وفحص كاميرات الرصد، بما يسهم في توسيع قاعدة البيانات حول الحياة الفطرية في الإمارات، وترسيخ مفهوم الشراكة المجتمعية في حماية البيئة.


ضمن جبال الحجر

تقع محمية وادي الوريعة الوطنية ضمن سلسلة جبال الحجر، الممتدة من سلطنة عُمان جنوباً وعلى طول الساحل الشرقي للفجيرة، وصولاً إلى مضيق هرمز شمالاً، وتستمد تسميتها من نبات الورع، المعروف محلياً باسم «ورع البحر»، والذي ينمو بكثافة قرب البرك ومجاري المياه الدائمة، ما يجعلها بيئة غنية بالموارد المائية والتنوع البيئي.

الدكتور علي الحمودي:

• المحمية تطبق نظام مراقبة متكاملاً يستهدف حماية الكائنات النادرة من الصيد غير المشروع والرعي الجائر.

• 90 كاميرا بيئية، تنتشر في أرجاء المحمية.

شاركها.