التحسين المستمر هو فلسفة وعملية مستمرة تهدف إلى تحسين أداء وجودة المنتجات أو الخدمات على مدى الوقت. يتم تحقيق التحسين المستمر من خلال تطبيق مجموعة من المفاهيم والأساليب، ومن بين هذه المفاهيم تأتي الجودة ومنهجية 6 سيجما.
مفهوم التحسين المستمر:
التحسين المستمر هو فلسفة وعملية تستهدف تحسين أداء العمليات والأنشطة على مدى الزمن بشكل دوري ومستمر. يهدف التحسين المستمر إلى تحقيق تحسين تدريجي ومستمر في جميع جوانب الأعمال، بما في ذلك الجودة والكفاءة والكفاءة التكلفوية ورضا العملاء.
ويشمل ذلك تحديد الأهداف:بوضوح وبشكل قابل للقياس لضمان التركيز على التحسين الذي يساهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمنظمة. وقياس الأداء وجمع البيانات لتقييم الأداء الحالي وتحديد المجالات التي يمكن تحسينها. وتحليل العمليات وفهم كيفية تنفيذ الأنشطة وتحديد المشكلات والفرص لتحسين الأداء.
ويشمل التحسين المستمر كذلك تطبيق التحسينات المستمرة بناءً على نتائج تحليل العمليات، ويمكن أن تشمل هذه التغييرات إجراءات جديدة أو تقنيات أو تكنولوجيا محسنة. ومتابعة ورصد تنفيذ التحسينات للتحقق من فعاليتها وضمان استمرارية التحسين. وأن يكون لدى مدير المشروع فريق عمل مختص وملتزم يعمل على تحقيق التحسين في جميع مستويات المنظمة.
يُعتبر التحسين المستمر جزءًا أساسيًا من ثقافة العمل الفعّالة ويسهم في تعزيز الابتكار ورفع مستوى الجودة وزيادة الكفاءة في المنظمة.
أهمية التحسين المستمر:
التحسين المستمر يمتلك أهمية كبيرة في سياق الأعمال والمؤسسات، حيث يساهم بشكل فعّال في تعزيز أداء المنظمة وتحسين جودة منتجاتها أو خدماتها. إليك بعض الجوانب الرئيسية لأهمية التحسين المستمر:
1- رفع مستوى الجودة:
يساهم التحسين المستمر في تحسين جودة المنتجات أو الخدمات، مما يؤدي إلى رفع مستوى رضا العملاء وزيادة تنافسية المؤسسة في السوق.
2- تحسين الكفاءة والفاعلية:
يتيح التحسين المستمر تحسين العمليات الداخلية وزيادة الكفاءة التشغيلية، مما يقلل من الفاقد ويزيد من إنتاجية الموارد.
3- زيادة رضا العملاء:
من خلال تحسين جودة المنتجات أو الخدمات وتلبية توقعات العملاء، يمكن تحقيق رفعة في مستوى رضا العملاء، وهو عامل مهم في الولاء والتفاعل المستمر.
4- توفير التكاليف:
يمكن أن يساهم التحسين المستمر في تقليل التكاليف التشغيلية عن طريق تحسين كفاءة العمليات والاستفادة الأمثل من الموارد المتاحة.
5- تعزيز الابتكار:
يعزز التركيز على التحسين المستمر الثقافة التنظيمية للابتكار، حيث يشجع على التجديد والبحث عن حلول جديدة وفعّالة.
6- تحسين الرؤية الإدارية:
يساعد التحسين المستمر في تحسين رؤية الإدارة حيال العمليات والتحديات، مما يسهم في اتخاذ قرارات أكثر فهمًا وتأثيرًا.
7- تحقيق التميز التنظيمي:
يمكن أن يكون التحسين المستمر أداة لتحقيق التميز التنظيمي، حيث يساعد في تحقيق ميزة تنافسية للمؤسسة في سوقها.
8- التكيف مع التغيرات:
يمكن للتحسين المستمر أن يجعل المؤسسة أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التغيرات في البيئة الداخلية والخارجية.
9- تعزيز ثقافة الفريق:
يساعد التحسين المستمر في بناء ثقافة الفريق وتعزيز مشاركة الموظفين في عمليات تطوير العمليات.
يمكن أن يكون التحسين المستمر عاملاً رئيسياً في تحسين أداء المنظمة وتعزيز استدامتها ونجاحها على المدى الطويل.
العلاقة بين التحسين المستمر والجودة:
1- تحديد الأهداف:
في إطار التحسين المستمر، يتم تحديد الأهداف الخاصة بتحسين أداء المنتج أو الخدمة. ترتبط هذه الأهداف بتحسين جودة المنتج أو الخدمة بشكل عام.
رصد الأداء:
يشمل التحسين المستمر مراقبة ورصد الأداء بشكل دوري. يُجرى تحليل للبيانات لفهم العمليات والتحديات التي تؤثر على الجودة. وذلك عبر الامتثال إلى ما تقوله دورات الجودة المعتمدة.
تحليل الفروق:
عندما يتم رصد انحرافات في الأداء عن المعايير المحددة، يتم تحليل هذه الفروق لفهم أسبابها وتحديدها.
اتخاذ الإجراءات التصحيحية:
يتم اتخاذ إجراءات لتصحيح الأوضاع وتحسين العمليات بناءً على التحليل السابق، وذلك بهدف تحسين الجودة.
العلاقة بين التحسين المستمر ومنهجية 6 سيجما:
منهجية 6 سيجما هي نهج إداري وإحصائي يستخدم لتحسين العمليات وتحسين الجودة، وتتألف من مراحل معينة:
1- تحديد (Define):
تحديد الهدف المحدد للتحسين وتحديد المشكلة أو التحدي التي يجب حلها.
قياس (Measure):
تعتمد شهادة ستة سيجما على قياس الأداء الحالي للعملية وتحليل البيانات لتحديد نقاط القوة والضعف.
تحليل (Analyze):
تحليل البيانات لفهم العلاقات السببية وتحديد الأسباب الجذرية للمشكلة.
تحسين (Improve):
تطبيق التغييرات المستندة إلى التحليل السابق وتحسين العملية.
التحكم (Control):
تطوير وتنفيذ إجراءات التحكم للحفاظ على جودة العملية بعد التحسين.
منهجية كايزن والتحسين المستمر:
منهجية كايزن هي نهج ياباني يركز على التحسين المستمر في جميع جوانب الحياة اليومية، بما في ذلك العمل والمنزل. كلمة “كايزن” تعني “التحسين المستمر” باللغة اليابانية، وهي أسلوب ثقافي يشمل تحسين العمليات والتطوير الشخصي.
فوائد تطبيق التحسين المستمر:
تحسين الكفاءة:
يتيح التحسين المستمر ومنهجية 6 سيجما زيادة كفاءة العمليات، مما يؤدي إلى تقليل الفاقد وتحسين الإنتاجية.
تحسين الجودة:
يساهم التحسين المستمر و6 سيجما في تحسين جودة المنتجات أو الخدمات، مما يزيد من رضا العملاء.
تحسين الكفاءة التكلفوية:
تساهم التحسينات في تحسين الكفاءة التكلفوية، مما يؤدي إلى تحسين الربحية.
بشكل عام، يمكن أن يكون التحسين المستمر ومنهجية 6 سيجما جزءًا أساسيًا من استراتيجيات تحسين الجودة وتحسين الأداء في العمليات والمنظمات.