نعت الأوساط الفنية والثقافية في الإمارات والخليج، الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش، التي توفيت أمس، عن عمر ناهز الـ71 عاماً. وسيطرت حالة من الحزن العميق على مواقع التواصل الاجتماعي التي تسابق روادها للتعبير عن حزنهم لرحيل هذه القامة الفنية، مؤكدين أنها استطاعت بصدقها وعفويتها أن تدخل كل بيت إماراتي، وأن ما تركته من أعمال سيظل باقياً يرسم البسمة على وجوه محبيها وعشاق فنها الراقي.
ونعت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، الراحلة رزيقة الطارش. وقالت سموها: «أتقدم بخالص التعازي والمواساة في وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة الطارش.. برحيلها نفتقد صوتاً أصيلاً، وعلامة فارقة في ذاكرة الفن الإماراتي، رحمها الله، وأسكنها فسيح جناته».
كما نعى الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، الفنانة الراحلة قائلاً: «غابت رزيقة الطارش، لكن صوتها باقٍ في ذاكرة الوطن.. 40 عاماً من العطاء، ومسيرة فنية وُشحت بوسام الإمارات للثقافة والإبداع.. رحم الله من مثّلت الوطن بفنها وإنسانيتها.. (إنا لله وإنا إليه راجعون)».
ونعى رئيس المكتب الوطني للإعلام رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، الفقيدة عبر حسابه على منصة «إكس»، قائلاً: «ببالغ الحزن ننعى الفنانة الإماراتية الكبيرة رزيقة الطارش، التي غادرتنا بعد مسيرة فنية طويلة جسدت فيها قضايا المجتمع، وتفاصيل الحياة اليومية، وصدق الانتماء لأرض الوطن.. (أم سيف) أحد الوجوه الرائدة التي طبعت ذاكرة الدراما بحضورها الصادق وأدائها المؤثر الذي ترك بصمة عميقة في وجدان أجيال متعاقبة في دول الخليج.. نسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يلهم أهلها ومحبيها الصبر والسلوان.. (إنا لله وإنا إليه راجعون)».
ونعى الفنان والمنتج أحمد الجسمي الفقيدة أيضاً عبر حسابه على «إنستغرام»، داعياً لها بالرحمة، كما نعاها الفنان الدكتور حبيب غلوم، وقال: «الزميلة الفنانة القديرة رزيقة الطارش في ذمة الله، الله يرحمك يا (أم سيف) وغفر لك.. تعازينا القلبية لأسرتها الكريمة وللأسرة الفنية في الإمارات».
وشارك الكاتب الصحافي محمد يوسف في نعي الفقيدة، مغرداً عبر حسابه على «إكس»: «مبدعة تغيب عن دنيانا. نذكرها في بداياتها، ونذكرها في أعمالها الأخيرة. هي تاريخ يوثق التاريخ ويرسخه. عليها رحمة الله، أختنا الفاضلة والفنانة القديرة رزيقة الطارش».
وغرّدت الكاتبة مريم الكعبي: «رزيقة الطارش لم تكن فنانة فحسب، كانت أمّاً للجميع، صورتها وشخصيتها وحضورها ماثلة في كل منزل، عرفناها قبل أن نعرف معنى الدراما، حملت دفء الزمن الجميل، وبقيت صورتها تجسد هذا الزمن، كانت جزءاً من كل بيت وكأنها فرد من أفراد أي أسرة إماراتية. رحلت رزيقة الطارش، لكنها باقية صوتاً في الإذاعة، ضحكة في مسلسل، اسماً فنياً رائداً لن يموت».
ومن الكويت، نعى الفنان طارق العلي (أم سيف) مغرّداً: «انتقلت إلى رحمة الله تعالى الغالية النجمة الكبيرة رزيقة الطارش (أم سيف)، تعازينا إلى أسرتها وإلى الأسرة الفنية الكرام بدولة الإمارات العربية المتحدة، سائلاً المولى أن يرحمها ويغفر لها، ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها وذويها ومحبيها الصبر والسلوان».
واستذكر المؤلف محمد حسن أحمد تعاونه مع الفنانة الراحلة، في فيلم «سبيل» في عام 2010، الذي عرض في مهرجان لوكارنو ومهرجان برلين السينمائي، وكيف تقبلت المشاركة في الفيلم، رغم أن الدور صامت، وأدته بحضور استثنائي، لافتاً إلى أنها دخلت «البيت الإماراتي» في دور الأم والجدة، وتم تكريمها ومنحت الحب والحفاوة طوال مسيرتها.
ورَثت الفنان أحلام الراحلة عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي قائلة: «انتقلت إلى رحمة الله تعالى الغالية النجمة الكبيرة الإماراتية رزيقة الطارش (أم سيف)، فتعازينا إلى أسرتها وإلى الأسرة الفنية الخليجية، سائلين المولى، عزّ وجلّ، أن يرحمها ويغفر لها، ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها وذويها ومحبيها الصبر والسلوان. (إنا لله وإنا إليه راجعون)».
وغرّد الفنان حسين الجسمي: «رحلت (أم سيف)، وتركَت خلفها دفء الشاشة، وصدق المشهد.. صوتها، حضورها، إنسانيتها.. كانت تشبهنا وتشبه الوطن.. رحمك الله يا رزيقة الطارش، وطيب ثراك، وجعل مثواك الجنة. (إنا لله وإنا إليه راجعون)».
وشارك في النعي الفنان بلال عبدالله، والفنانة فاطمة جاسم، والفنان إبراهيم أستادي، والفنانة شذى سبت، والكاتب عبدالله النعيمي الذي أشار إلى أن الطارش وجيلها من رواد الدراما الإماراتية أمثال سلطان الشاعر ومحمد الجناحي وضاعن جمعة، جعلوا الفن الإماراتي في حال أفضل.
الفنانة الراحلة رزيقة الطارش، التي تم تكريمها في عام 2024 بمنحها وسام الإمارات للثقافة والإبداع عن طبقة الرائد، ولدت في السادس من مارس عام 1954 ، ولم تلبث أن أكملت عامها التاسع حتى بدأت حياتها الفنية، من خلال برنامج الأطفال «أبوسعد وأم سعد»، الذي قدمت منه حسب بعض المصادر 90 حلقة، وفي عام 1964 مثلت رزيقة الطفلة ذات الـ10 سنوات في برنامج «المرأة» من خلال سيناريوهات قصيرة، إلى جانب مشاركتها في البرنامج التمثيلي «صواب أم صواب» الذي كان يتناول قصة زوجين يبحثان في قضاياهما ومشكلاتهما اليومية، ثم التحقت بالعمل الرسمي في إذاعة أبوظبي عام 1969، قبل أن تنتقل إلى التمثيل، فشاركت في بطولة خمس مسرحيات بين الأعوام 1969 و1979، منها «الله يالدنيا»، و«الصبر زين»، و«تب الأول تحول»، وفي الأثناء اتجهت رزيقة إلى عالم التمثيل في الدراما التلفزيونية عام 1976، فشاركت في ثلاثة مسلسلات كانت بمثابة الانطلاقة الحقيقية لها، هي: «الشقيقان»، و«أشحفان»، و«الغوص». وخلال مسيرتها الفنية الطويلة التي تمتد لنحو 60 عاماً، عُرفت الفنانة الراحلة بتلقائيتها وعفويتها في تجسيد الشخصيات، واحترافها في الأداء، فلعبت دور الأخت والأم والجدة في العديد من المسلسلات الاجتماعية والكوميدية، ودائماً ما كانت شخصياتها محوراً رئيساً في الأحداث. كانت بدايتها التلفزيونية مع مسلسل «طول عمر وأشبع طماشة» عام 1976، لتشارك من بعده في عدد من الأعمال البارزة، منها «أشحفان» الذي ظهرت فيه بدور «ميثا»، «حظ يا نصيب»، «سعيد الحظ»، «عجيب غريب»، «حنة ورنة»، «دروب المطايا»، «حبة رمل». وشكلت الطارش ثنائياً كوميدياً مع الممثل جابر نغموش في عدد من المسلسلات، وتميزت المشاهد التي تجمعهما بالانسجام الواضح، ومنها «حاير طاير» و«طماشة» و«بحر الليل» و«مفتاح القفل».
وقدمت الفنانة المخضرمة أدواراً تراثية واجتماعية وكوميدية، ففي رصيدها الفني ثلاثة أفلام سينمائية، هي «عقاب»، و«الخطبة» و«ظل»، وأكثر من 40 مسلسلاً، عُرض معظمها في مواسم رمضانية، منها «حريم بوهلال»، «مناقصة زواج»، «سوالف»، «سعيد الحظ»، «شبيه الريح» و«القياضة»، وغيرها كثير. وفي أحد المواسم الرمضانية (2020) شاركت رزيقة في ثلاثة مسلسلات، هي «مفتاح القفل»، «بنت صوغان»، «كنا أمس». كما شاركت رزيقة الدراما التلفزيونية بإبداعاتها في عالم الكتابة، فكان أول عمل كتبته المسلسل الكوميدي «ناعمة ونعيمة»، ولعب بطولته سميرة أحمد وأحمد الأنصاري، لتتجه من بعده إلى عالم التأليف، وتواصل كتابة عدد من المسلسلات المتميزة، منها: «عذاب الضمير» و«عتيجة وعتيج».
سالم القاسمي:
غابت رزيقة الطارش، لكن صوتها باقٍ في ذاكرة الوطن، 40 عاماً من العطاء، ومسيرة فنية وُشحت بوسام الإمارات للثقافة والإبداع.
عبدالله آل حامد:
(أم سيف) أحد الوجوه الرائدة التي طبعت ذاكرة الدراما بحضورها الصادق وأدائها المؤثر الذي ترك بصمة عميقة في وجدان أجيال متعاقبة في دول الخليج.
محمد يوسف:
مبدعة تغيب عن دنيانا.. نذكرها في بداياتها، ونذكرها في أعمالها الأخيرة.. هي تاريخ يوثق التاريخ ويرسخه.
حسين الجسمي:
رحلت (أم سيف)، وتركت خلفها دفء الشاشة وصدق المشهد.. صوتها، حضورها، إنسانيتها.. كانت تشبهنا وتشبه الوطن.. رحمك الله يا رزيقة الطارش.
حبيب غلوم:
الزميلة الفنانة القديرة رزيقة الطارش في ذمة الله.. الله يرحمك يا (أم سيف)، وغفر لك.. تعازينا القلبية لأسرتها الكريمة وللأسرة الفنية في الإمارات.
محمد حسن أحمد:
دخلت البيت الإماراتي في دور الأم والجدة، وتم تكريمها ومنحت الحب والحفاوة طوال مسيرتها.
مريم الكعبي:
لم تكن فنانة فحسب، كانت أمّاً للجميع.. صورتها وشخصيتها وحضورها ماثلة في كل منزل.. عرفناها قبل أن نعرف معنى الدراما.