قررت الشرطة سجن ديفيد هامبسون للمرة الحادية عشرة بعد قيامه بإيقاف حركة المرور العامة في أحد شوارع  سوانسي (المملكة المتحدة) في تكرار لاحتجاجات صامتة وغريبة اشتهر الرجل بها.

ويقوم هامبسون، البالغ من العمر 53 عامًا، والملقب بـ “الرجل الصامت”، باحتجاجاته الفردية من خلال الوقوف بعناد في وسط الطرق المزدحمة، دون أن يتحرك وفمه مغلق بإحكام.

وحير صمت هامبسون الأطباء لأنه يرفض شرح موقفه للشرطة أو القضاة أو الأطباء النفسيين، ويرفض حتى التحدث لتأكيد اسمه في المحكمة.

وفي هذه الإدانة الأخيرة، استمعت محكمة سوانزي كراون إلى أنه عاود الكرة  في ساعة الذروة في ديسمبر مما أدى إلى إغلاق شارع دي لا بيش على بعد أمتار قليلة من مركز شرطة سوانسي المركزي. وسبق أن حُكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف في عام 2021 بعد أن وجدت هيئة المحلفين أنه “أخرس من الحقد” وليس “أخرس بسبب خلقي“.

وقال القاضي بول توماس إن صمته كان بمثابة “غطرسة ووقاحة تحبس الأنفاس” عندما أصدر الحكم.

ولكن بعد إطلاق سراحه، عاد إلى الطريق خارج مركز الشرطة وأوقف حركة المرور في ثلاث مناسبات، وقد أُعيد الآن إلى السجن.

وتم القبض عليه مرة أخرى في 17 أكتوبر بعد استدعاء الشرطة لبلاغات عن قيام رجل بإيقاف حركة المرور في جروف بليس خارج مركز شرطة سوانسي المركزي.

وقالت لوسي مانسفيلد، المدعية العامة، إن هامبسون تم أخذه جانباً والتحدث إليه لكنه “لم يتعامل مع الضباط“. وقالت: “نصحته الشرطة بمغادرة المنطقة لكنه عاد مباشرة إلى الطريق وتم القبض عليه وبعدها مثل هامبسون أمام القضاة في الأيام التالية بتهمة عرقلة الطريق السريع لكنه رفض التحدث.

وتم إطلاق سراحه بكفالة في انتظار المحاكمة وغادر مبنى المحكمة وعاد للوقوف في الطريق. فتم القبض عليه مرة أخرى ووجهت إليه التهم ووضع في الحجز على ذمة المحاكمة.

ورفض هامبسون، الذي ليس له عنوان ثابت، التحدث مرة أخرى عندما مثل في قفص الاتهام لمحاكمته هذا الأسبوع، ولم يطعن في قضية الادعاء أو يقدم أي دفاع، وأدين بتهمتين تتعلقان بعرقلة السير على الطريق السريع. وحُكم عليه بالسجن ستة أشهر،  سيقضي منها نصفها قبل إطلاق سراحه بترخيص لخدمة الباقي في المجتمع.

وذكرت صحيفة “ديلي ميل” أن أول إدانات له كانت في عام 2014، ثم أخرى في 2016 و2017 و2018 بإجمالي عشرة. ورغم أنه يتحدث إلى ضباط السجن لكنه يرفض الحديث مع الشرطة والمحكمة والأطباء.

وحين أمر القاضي بإعداد تقرير نفسي حول سلوك هامبسون الغريب، رفض الأخير التحدث إلى الأطباء. وخلص الطبيب إلى أنه على الرغم من أن صمت هامبسون كان “انتقائيًا ومتعمدًا” فقد تكون هناك “ضغوط” اجتماعية أو مالية ساهمت في قراره بعدم التحدث.

لكن الطبيب قال إنه غير قادر على تشخيص أي حالة نفسية أو أي حالة أخرى، ولا يحتاج إلى نقله إلى المستشفى.

 

 

شاركها.