في أروقة معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، تجلّت روح الريادة والابتكار من خلال مشاركة متميزة لرائدات أعمال إماراتيات قدّمن نماذج ملهمة في عالم الفروسية والصناعات المرتبطة بها. وسط أجواء تراثية نابضة بالحياة، برزت مساهماتهن في تطوير منتجات وتقنيات محلية الصنع وعالية الجودة، وإطلاق مبادرات مبتكرة تجمع بين الأصالة والتجديد، ما يعكس الدور المتنامي للمرأة الإماراتية في تعزيز مكانة الدولة على الساحة الدولية لهذا القطاع العريق.

ابتكار عالمي

وفي تجسيدٍ لروح الابتكار الإماراتي الذي يجمع بين الأصالة والتكنولوجيا، كشفت رائدة الأعمال عفراء الظاهري، مؤسسة شركة الشراغة للصقارة، عن ابتكار عالمي يُعد نقلة نوعية في عالم الصيد بالصقور، فبعد أربع سنوات من العمل المتواصل في هذا المجال التراثي، أطلقت الظاهري تقنية فريدة تتمثل في كاميرا ذكية تُثبت على برقع الصقر، تنقل مشاهد حية بدقة عالية عبر نظارات الواقع الافتراضي أو من خلال الشاشات، لتمنح الصقار تجربة غامرة كأنه يرى العالم من خلال عيني طائره المنطلق نحو الفريسة.

وهذا الابتكار لا يُعزز فقط تجربة الصيد، بل يُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والصقر، ويُجسد كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُثري الموروث الثقافي وتمنحه أبعاداً جديدة تتجاوز حدود الزمان والمكان.

وأوضحت الظاهري التي تشارك للمرة الرابعة في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، أن هذه التقنية تتيح للصقار متابعة لحظة الانطلاق وحتى الوصول إلى الهدف، في بث مباشر يغمره بالإثارة والدقة، مشيرة إلى أن الكاميرا تغطي مدى يصل إلى 10 كيلومترات، وتعمل ببطاريات خفيفة الوزن تكفي لمدة 20 دقيقة، فيما لا يتجاوز الوزن الإجمالي للكاميرا والبطارية 38 غراماً، ما يجعلها مثالية للاستخدام دون التأثير على أداء الصقر.

لكن هذا الابتكار لا يقتصر على الجانب الترفيهي، حسب الظاهري، بل يحمل في طياته رسالة تعليمية وثقافية، تهدف إلى تمكين الصقارين من فهم أدق تفاصيل هذه الرياضة التراثية، وتعزيز حضور الثقافة الإماراتية على الساحة العالمية، كما يُسهم في دعم السياحة الثقافية من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي برياضة الصيد بالصقور في خطوة تعكس روح الابتكار الإماراتي الذي يحافظ على الأصالة ويواكب المستقبل.

نموذج ملهم للشباب

فيما لفتت رائدة الأعمال الإماراتية أسماء عبدالله الحمادي الأنظار بمشروعها المنزلي المبتكر «فور تيست سناكس»، الذي انطلق من مطبخها الخاص وتحول إلى علامة تجارية طموحة تسعى للتوسع عبر أفرع ومراكز تعليمية.

الحمادي، التي تؤمن بأن الطموح لا يحتاج إلا إلى فكرة وشغف، قالت: «كل شيء نجهزه في البيت، من الترتيب إلى الطبخ، ولا نعتمد على مطاعم خارجية. منتجاتنا مفحوصة ومصرّح بها». هذا الالتزام بالجودة جعل مشروعها يحظى بثقة الزوار والداعمين، خاصة مع التسهيلات التي وفرتها الجهات الحكومية ومنصة «تم» الرقمية.

لكن أسماء لا تكتفي بالنجاح التجاري، بل تسعى لتأسيس ورش تعليمية تستهدف طلاب المدارس، لتعليمهم مهارات البيع والحساب والتعامل مع العملاء. وتضيف: «أريد أن أغيّر مفهوم الوظيفة عند الشباب، لأقول لا تنتظر الوظيفة، بل أنشئها بنفسك». ورغم التحديات التي واجهتها في البداية من الفحوص إلى شروط المعارض، استطاعت الحمادي أن تتجاوزها بالإصرار والتعلم، لتصبح نموذجاً ملهماً للشباب الإماراتي في عالم ريادة الأعمال.

تصاميم وإكسسوارات

وفي زاوية أخرى من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، لفتت رائدة الأعمال روضة المنصوري الأنظار بمشروعها الفني «الحور لأدوات الصيد والتخييم»، الذي يجمع بين الأصالة الإماراتية والابتكار العصري.

المنصوري، التي تدير المشروع بالشراكة مع شقيقتها، تقدم تصاميم فريدة لإكسسوارات الحقائب والسيارات، مستوحاة من التراث الإماراتي، باستخدام مواد محلية وتصنيع يدوي دقيق. وتقول: «نحن نستخدم عناصر تراثية ونحولها إلى قطع فنية عملية، تعكس روح الهوية الإماراتية».

ولم يتوقف المشروع عند الإكسسوارات، بل توسّع ليشمل إنتاج الشموع الخاصة التي تُنقل بطريقة مبردة لضمان الجودة، في تجربة منزلية متكاملة مدعومة من الجهات الحكومية المعنية بريادة الأعمال.

. عفراء الظاهري أطلقت كاميرا ذكية تثبت على برقع الصقر، تنقل مشاهد بدقة عالية عبر نظارات الواقع الافتراضي أو الشاشات.

. روضة المنصوري تقدم تصاميم فريدة لإكسسوارات الحقائب والسيارات مستوحاة من التراث الإماراتي.

. أسماء عبدالله الحمادي أطلقت من مطبخها الخاص مشروعها المنزلي المبتكر فتحول إلى علامة تجارية.

شاركها.
Exit mobile version