مرشحا الرئاسة الأمريكية يتقاذفان بالبيض الفاسد، السيد دونالد ترامب المرشح الجمهوري، والسيدة كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي، الأول كان رئيساً، والثانية مازالت نائبة للرئيس، الاثنان من الوزن الثقيل، والثقيل جداً، فأحدهما بعد 83 يوماً سيكون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
وستكون في يده أو يدها مفاتيح العالم، بكلمة منه أو ضغطة زر تفتح مخازن الأسلحة النووية وفوهات منصات الصواريخ العابرة، وتتحرك أساطيل حاملات الطائرات ومرافقاتها من البوارج والفرقاطات والمدمرات والغواصات، مثل تلك التي أمرها «أوستن»، وزير دفاع بايدن قبل يومين بالإسراع في التوجه إلى الشرق الأوسط، لنكولن وروزفلت وايزنهاور وغيرها، وتتأهب القواعد المنتشرة في أنحاء العالم، وتدار حروب، قد تكون دفاعاً عن حق، وقد تكون إسناداً للباطل، الأمر سيان عند من يعتقد أنه يحقق مصالح بلاده!
لقد وصل الاثنان إلى نقطة اللاعودة في إشعال نار الكراهية بينهما، وهي في الأصل موجودة بين حزبيهما، يلطخان سمعة الخصم بأوصاف يفترض أنها «سوقية»، أي هابطة، ليست منتظرة ممن يتنافسان على أصوات شعب كان ولا يزال هو الأكثر تحضراً كما تقول دراساتهم، إلى درجة أن هاريس بعد أن سمعت لقاء ترامب مع إيلون ماسك المباشر على منصة «إكس»، لم تتمالك أعصابها.
في ردة فعل سريعة بعد كل ما ذكره ترامب من أوصاف سيئة في حقها، ولخصت رأيها بأربع كلمات، عندما قالت «ماسك يعمل خادماً لترامب»، وهي كلمات قاسية لأنها جاءت بعد سيل من الكلمات الأقسى، وذكرنا كل ذلك بأولئك الذين يفشلون في إيصال رأيهم أو لا تكون لديهم حجج قوية، ولا يجدون غير البيض والطماطم الفاسدة ليضربوا بها خصمهم، وعادة يكون أولئك من الفوضويين، ولم نعتد على سماع النخبة تقذف بعضها البعض بهذه الدرجة من الدونية، وترامب وهاريس نخبة النخب الأمريكية، فأي نخبة هذه؟!