الوالدان هما مصدر الأمن والأمان والحب والسعادة، إنهما المصدر الأول الذي يتعلم منهما الطفل كلماته ومعارفه وخبراته. إن الاهتمام بهم وتربيتهم التربية السلمية يعتبر أفضل صور للاستثمار، ولكن البعض من الأطفال من هم في مقتبل العمر، يعانون من الحساسية العالية ولا يحتملون العبارات ولا النصائح ولا يتقبلون النقد ولديهم حالة من الخوف والرفض والضيق من أي كلمة إرشاد أو نصيحة أو حتى كلمة قد تقال حتى من أقرب الناس إليهم.

وهذا الضيق يكون موجهاً ضد أقرب الناس، كما ذكرت مثل الأب أو الأم.

أسوق لكم بعض الأمثلة عن بعض الفتيات اللواتي يشتكين من والدتهن وضغطها الدائم عليهن سواء في موضوع الدراسة واختيار الصديقات وعدم السماح لهن بمغادرة المنزل في وقت متأخر والحرص على علاقاتهن مع صديقاتهن وحسن اختياراتهن وقد لا تسمح لهن بالخروج من المنزل إلا برفقتها حتى في النزهات أو التسوق أو زيارة الأهل أو حتى السفر.

وقد نسمع هذه الكلمات من فتيات مراهقات «أمي تضايقتي»، «أمي تكرهني ولا تحبني» وكلها عبارات تصدر أثناء المواقف والغضب والعصبية لهذا البعض من المراهقين يرى بأن هذه التصرفات فيها نوع من الظلم والقسوة والإجحاف، ولكن كل أم تحاول حماية أبنائها، تحرص عليهم حتى يكونوا على مستوى من الجد والاجتهاد والنجاح والتميز ومعرفة نوع الأصدقاء والرفقة، وذلك حرصاً منهن على بناتهن، لذلك فإنني أوجه نصيحة لجميع الفتيات اللاتي يجدن أن المتابعة والاهتمام والحرص عليهن من أسرهن يعتبر تضييقاً وعدم حرية وقسوة وظلماً وتلك الكلمات الفضفاضة التي لا معنى لها.

وأحب أن أوجه لهن نصيحة من القلب، الحمد لله أن لديكن من يهتم بكن ويرعاكن ويسهر على خدمتكن ويعمل على تفوقكن الدراسي وتميزكن، وتأكدن أن هذه المتابعة ليست لعدم الثقة أو تشكيكاً بتربيتكن، وإنما خوف وخشية وحب قد يكون مبالغاً فيه، لكن من المهم بحق أن نتفق على حب أمهاتنا وعلى تعظيم دورهن وتقبيل جباههن وأيديهن، لا بدّ أن نعظّم أمهاتنا وأن نكون مصغين شاعرين دوماً بدورهن في حياتنا، ورغم كل هذا فإننا لن نرد ولو جزءاً يسيراً من أفضالهن علينا.

شاركها.