مع اقتراب انطلاق حلقات الموسم الـ11 من «أمير الشعراء» في ديسمبر المقبل، تتأهب شاعرات من دول عدة للمنافسة على اللقب، ليُثبتن للجمهور قوة الحضور النسائي الذي لم ينقطع طوال المواسم السابقة، حيث أتاحت تجربة برنامج «أمير الشعراء» منذ دورته الأولى عام 2007، تجارب وفرصاً ملهمة للحضور والمنافسة النسائية.
الفرصة للجنسين
ووضعت الشاعرات بصماتهن جنباً إلى جنب مع الشعراء الرجال، ليتحقق من خلال البرنامج نموذج في التكامل النوعي بين الرجال والنساء، بإتاحة الفرصة للجنسين على قدم المساواة، من أجل المنافسة على واحدة من أرفع جوائز الشعر العربي وأكثرها ذيوعاً، ونافست المرأة في المسابقة بنسبة تصل إلى ربع المشاركين.
فمن بين 245 متأهلاً إلى مرحلة الحلقات المباشرة في «أمير الشعراء» خلال المواسم الـ10 السابقة، كانت هناك 60 شاعرة، لكن من بين 53 الذين تمكنوا من اجتياز التصفيات اللاحقة ووصلوا إلى المرحلة النهائية لينافسوا على لقب إمارة الشعر، كانت هناك تسع شاعرات فقط، وصلن إلى أحد المراكز الأولى في البرنامج.
وتفاوتت نسب المشاركة النسائية في «أمير الشعراء» من موسم إلى آخر، إذ شهد الموسم الأول تأهل ست شاعرات إلى الحلقات المباشرة، وخمس شاعرات في الموسم الثاني، وست في الموسم الثالث، وفي الموسم الرابع ثلاث شاعرات، وخمس في الموسم الخامس، ثم ثلاث في الموسم السادس.
فيما شهد الموسمان السابع والثامن أعلى عدد من المشاركات النسائية بـ10 شاعرات، ثم بـ11 شاعرة على الترتيب، قبل أن يشهد الموسم التاسع مشاركة أربع شاعرات، ثم سبع شاعرات في الموسم العاشر، وجاءت المشاركات من الإمارات ومصر والسودان، والجزائر وسورية وسلطنة عمان، وفلسطين والسعودية ولبنان، والمغرب والأردن والبحرين، وتونس والعراق وليبيا وموريتانيا، وتعد سورية أكثر الدول التي شاركت منها الشاعرات بثماني مشاركات تليها مصر بسبع مشاركات، ثم الإمارات والسودان وفلسطين بست شاعرات.
الشاعرة الوحيدة
وجاء تتويج الشاعرة العمانية عائشة السيفي بلقب «أمير الشعراء» في الموسم العاشر، ليمثل ذروة المجد بالنسبة للحضور النسائي المتصاعد في البرنامج، لاسيما أنها الشاعرة الوحيدة التي حازت هذا اللقب خلال 17 عاماً مرت منذ إطلاق المسابقة التي تنظم كل سنتين.
ومثلت نقاط إشادة لجنة تحكيم البرنامج بقصيدتها الملامح التي مهدت طريقها إلى الفوز، إذ ثمنت اللجنة الطاقة الشعرية التي تحملها قصيدتها، وصورها الغنية بالدلالات، كما نوّهت بالرؤى الحداثية في شعرها، إلى جانب تمكنها من اللغة وجمالياتها، وحسن توظيفها لها، وهي كلها صفات أصيلة في الشعراء المجيدين بطبيعة الحال.
وقبل فوز عائشة السيفي، كان أول مركز متقدم تحصل عليه الشاعرات في المرحلة النهائية للبرنامج من نصيب الشاعرة السودانية روضة الحاج، التي حازت المرتبة الرابعة في الموسم الأول بعد مشاركة متميزة جذبت انتباه المتابعين، وفي الموسم السادس حازت الشاعرة مناهل فتحي من السودان، المركز الخامس في المسابقة، وهو المركز نفسه الذي حصلت عليه الشاعرة العراقية أفياء أمين في الموسم السابع.
فيما حازت الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري المركز الثاني في الموسم الثامن، والمصرية هبة الفقي المركز السادس في الموسم نفسه، وفي الموسم التاسع جاءت الشاعرة السعودية حوراء الهميلي في المركز الثالث، والعراقية زينب جبار في المركز الرابع، فيما شهد الموسم العاشر حصول عائشة السيفي على اللقب، ثم حصول الشاعرة الإماراتية نجاة الظاهري على المركز الثاني.
الشاعرات الرائدات
تمثل تجارب الشعر النسائي جزءاً مهماً من تاريخ الأدب العربي منذ بداياته، حيث برزت الشاعرات الرائدات في مختلف الحقب التاريخية منذ الخنساء، وليلى الأخيلية، وصولاً إلى فدوى طوقان، ونازك الملائكة، وغيرهن من الشاعرات اللائي زيّنّ مشهد الشعر العربي في مختلف الأزمنة والأمكنة. ورغم أن الظروف لم تكن دائماً مشجعة لبروز الأصوات الشعرية النسائية، بسبب بعض القيود والظروف الاجتماعية سابقاً، فإنها تغيرت كثيراً مع تطور الحياة حتى عصرنا الحالي الذي وصلت فيه المرأة إلى مكانة رفيعة من الاعتراف بمقدراتها ومواهبها وتميزها.