على عكس التوقعات، يبدو المشهد السينمائي المصري في عيد الأضحى هذا العام، أقل ازدحاماً مما اعتدناه في الأعوام السابقة، فبعد سنوات من «زحام شباك التذاكر» وتنافس عشرات الأفلام على صدارة المشهد السينمائي في العيد، تكشف المعطيات المتاحة اليوم أن عدد الأفلام التي تستعد للافتتاح أو تواصل عروضها هذا الموسم في مصر ودور السينما في الإمارات لا يتجاوز ثلاثة أعمال سينمائية رئيسة، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول أسباب هذا التراجع الكمي، الذي يراه بعضهم رهاناً على التميّز، رغم تنوع الأعمال المطروحة وتعدد الأسماء المشاركة فيها من نجوم الصفين الأول والثاني.
مغامرات تاريخية
يُعدّ فيلم «المشروع X» الذي يضم أضخم إنتاج في موسم العيد، الأكثر نجاحاً وطموحاً، من حيث البنية السردية والتقنية في سلسلة الأعمال المطروحة للمخرج بيتر ميمي، صاحب التجارب الموفقة التي جمعت بين الأكشن والدراما، والذي يعود إلى قوالب الإثارة والغموض، عبر نص يزاوج بين ألق التاريخ وسحر الخيال.
بدأ عرض الفيلم انطلاقاً من 21 مايو، عن قصة لبيتر ميمي وأحمد حسني، حول البطل يوسف الجمال، عالم المصريات الذي يؤدي دوره النجم كريم عبدالعزيز، والذي يعثر على خريطة فرعونية قديمة تحمل أسراراً غير مكتشفة عن بناء الهرم الأكبر، فيبدأ رحلة دولية بين مصر والفاتيكان وأميركا اللاتينية، مدفوعاً بشغف الاكتشاف، بينما تلاحقه جهات خفية تخشى انكشاف تلك الأسرار.
يشارك في العمل نخبة من الممثلين، منهم إياد نصار وياسمين صبري ومريم الجندي وعصام السقا، إضافة إلى ضيوف الشرف ماجد الكدواني، وكريم محمود عبدالعزيز، وهنا الزاهد.
كوميديا رومانسية
يقدم فيلم «ريستارت» لمخرجته سارة توفيق، التي تخوض أولى تجاربها السينمائية الطويلة بعد أعمال ناجحة في التلفزيون، تجربة خفيفة ومبهجة، معتمداً على سيناريو ذكي لأيمن بهجت قمر، الذي يقدم مزيجاً من الكوميديا والرومانسية والنقد الاجتماعي، فيما تدور القصة حول مهندس صيانة هواتف (تامر حسني) يحلم بالارتباط بإحدى نجمات مواقع التواصل الاجتماعي (هنا الزاهد) فتنشأ في ظله جملة من المفارقات لتخلق سيناريوهات خيالية تقرب المسافة بين واقعه المتواضع وعالمها الرقمي المترف، لكن المواقف التي يواجهها البطل تضعه أمام حقيقة مشاعره، ومعنى «الإعجاب» الحقيقي.
يضم الفيلم الذي بدأ عرضه في 29 مايو وسط رهانات على جماهيرية تامر حسني وتوقعات بتحقيق إيرادات مهمة في شباك التذاكر، كوكبة من النجوم الداعمين، مثل باسم سمرة ومحمد ثروت، إضافة إلى حضور مميز لرانيا منصور وميمي جمال.
خفة دم
أما فيلم «سيكو سيكو» لمؤلفه محمد الدباح ومخرجه عمر المهندس، فهو العمل الأكثر قرباً من نبض الشارع المصري الشاب، إذ يتناول قصة مجموعة من الأصدقاء ومواجهاتهم الضارية لتحديات الحياة اليومية الصعبة في أجواء موسومة بالهزل والواقعية الاجتماعية، فيما تتنوع شخصيات الفيلم بين الطموح والتردد والرغبة في التمرد، وصولاً إلى الخوف من الفشل. وفي الوقت الذي يضفي أداء كل من عصام عمر وطه دسوقي وعلي صبحي، عمقاً فكاهياً فريداً للسيناريو، وباسم سمرة وخالد الصاوي، مساحات إبداعية فريدة من الخبرة الفنية التي تتقن الموازنة بين الجدية والعبث، تبرز تجارب تارا عماد وديانا هشام وأحمد عبدالحميد متأرجحة بين الانفجارات المحزنة والمفاجآت الكوميدية غير المتوقعة، الأمر الذي رفع سقف اهتمام الجمهور بالفيلم وكرّس أصداء إيجابية موسعة منذ طرحه أول مرة، دافعاً دور العرض إلى تمديد عروضه حتى العيد، في مؤشر واضح وجلي على نجاحه.
تأجيل
على صعيد متصل، لم يُحدد بعد موعد عرض فيلم «أحمد وأحمد» للنجمين أحمد السقا وأحمد فهمي بدقة، لكن مصادر الإنتاج أكدت عرضه بعد موسم العيد.
العمل من إخراج أحمد نادر جلال، وتأليف أحمد درويش ومحمد عبدالله سامي، ويطرح تجربة سينمائية جديدة، ومزيجاً حيوياً من الكوميديا والمطاردات البوليسية، في إطار من التقنيات السردية التقليدية والتجديد البصري، ليعيد تقديم فكرة «القرين» بصورة خفيفة الظل.
. «ريستارت» تدور قصته حول مهندس صيانة هواتف يحلم بالارتباط بنجمة مواقع التواصل الاجتماعي، ما ينجم عنه جملة من المفارقات والمواقف.
. «المشروع X» يروي حكاية عالم مصريات يعثر على خريطة فرعونية قديمة، تحمل أسراراً غير مكتشفة عن بناء الهرم الأكبر.
. «سيكو سيكو» يتناول قصة مجموعة من الأصدقاء ومواجهاتهم الضارية لتحديات الحياة اليومية الصعبة في أجواء موسومة بالهزل.