عبر مجموعة من التكليفات الفنية والأعمال التركيبية والمحاضرات وورش العمل تنطلق، اليوم، النسخة الـ11 من «أسبوع دبي للتصميم»، برعاية سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي.

ويُقام «أسبوع دبي للتصميم»، الذي يستمر حتى التاسع من نوفمبر الجاري، بالشراكة الاستراتيجية مع حي دبي للتصميم، وبدعم من هيئة الثقافة والفنون في دبي، مقدماً برنامجاً غنياً في أقسام المعرض، من بينها «داون تاون ديزاين»، و«إيديشنز»، و«أبواب»، فضلاً عن عرض مشروعات جوائز مهمة، أبرزها جائزة «أشغال مدنية».

مواصلة الإرث وتعزيز التنوع

وتحدثت مديرة أسبوع دبي للتصميم، ناتاشا كاريلا، عن النسخة الـ11 لـ«الإمارات اليوم»، قائلة: «تميّزت النسخة السابقة بالاحتفال بالسنة الـ10، وصاحبها تقديم أكبر معرض للتصميم في المنطقة، وهذا يحمل في طياته الكثير من الآمال لنسخة هذا العام، نحن نتابع ما تم البدء به، ولهذا نعمل بشكل حثيث على تقديم أصوات من العالم العربي والغربي، لأن لغة التصميم تحمل الكثير من التنوع، وهذا ما نود إبرازه».

اللغة والقصة في التصميم

وأضافت كاريلا: «التصميم مهم من ناحية الشكل والوظيفة، لكنه أيضاً يحمل أهمية كبرى لجهة اللغة والقصة التي يبرزها، فهو محمل بإرث الثقافات، ولهذا نعمل على تقديم العديد من الابتكارات التي تعبّر عن البلدان والقضايا المعاصرة، ومنها الاستدامة والبيئة والتغيّر المناخي، وكذلك ما تقدمه التكنولوجيا، وغيرها الكثير».

ولفتت كاريلا إلى أن أسبوع دبي للتصميم يُبرز ما يحدث في النظام البيئي في المنطقة، لاسيما في البلدان الصغيرة، فهو ليس مجرد معرض يُنظَّم سنوياً، بل مساحة تسلّط الضوء على كل ما تقوم به المؤسسات أو حتى الحكومات في مجال دعم التصميم.

وأشارت إلى أنها تبتعد عن وضع ثيمة واحدة للأعمال المشاركة، موضحة أنه من الصعب حصر التنوع التصميمي ضمن إطار محدد، وأضافت أن المعرض يركّز على تميّز الأعمال وجودتها وتفرّدها، وكيفية إسهام التصميم في خلق مستقبل أفضل من خلال الاستدامة والتأثير الاجتماعي الذي يتركه في المحيط.

وبيّنت أن الحدث يتناول أيضاً المشروعات الإنسانية، مثل العمل مع اللاجئين وغيرهم من الفئات التي أُتيح لها تقديم إبداعها وإيصال صوتها إلى العالم.

ورش عمل مبتكرة

وأشارت كاريلا إلى أن البرنامج الخاص بأسبوع دبي للتصميم يحمل الكثير من الفعاليات وورش العمل والمحاضرات، لافتة إلى أن عدد الأعمال التركيبية يزيد على 30 عملاً تركيبياً هذا العام.

وأوضحت أن هناك مجموعة كبيرة من المشروعات الجديدة والمميّزة، سواء لمصممين مستقلين أو لاستوديوهات متخصصة، مشيرة إلى أن بعض الأعمال التركيبية صُنعت من مواد مبتكرة، مثل التمور، بهدف الإضاءة على فكرة الاستدامة في المواد، كما لفتت إلى وجود مجموعة من المهندسين المعماريين الذين يقدمون أعمالاً تركيبية ضمن هذه النسخة، ما يُبرز التنوع الكبير في محتوى المعرض الذي لا يقتصر على الأثاث والإضاءة فحسب، بل يمتد إلى مختلف جوانب الإبداع التصميمي.

الذكاء الاصطناعي حاضر

وأشارت كاريلا إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون حاضراً بقوة هذا العام من خلال مجموعة من المحاضرات التي ستسلّط الضوء على أهميته وتقاطعه مع الابتكار في التصميم، مبينة أنه ينبغي النظر إليه كأداة داعمة للإبداع الإنساني.

وقالت: «لابد من الإبقاء على مركزية الإنسان في العمل الإبداعي، فهذه الأداة تقوم على تطوير إنتاجات بشرية، وهذا يعني أن التداخل بين التقنية والبشر ضروري وحتمي، ويمكن وصفه بالضرورة من أجل التقدم».

إماراتيون في الواجهة

أما عن المصممين الإماراتيين المشاركين في المعرض، فأكدت كاريلا أن هناك العديد من الأسماء الجديدة، سواء في «داون تاون ديزاين» أو في الأعمال التركيبية، مشيرة إلى أنه في العام الماضي تم عرض 27 علامة إماراتية من أصل 85 علامة مشاركة.

وأضافت أن هؤلاء المصممين المبدعين حققوا مكانة لافتة ليس فقط في الإمارات، بل أيضاً على المستوى الدولي، مؤكدة أن التصميم الإماراتي بدأ يأخذ مكانة مرموقة في الساحة العالمية.

ولفتت إلى أن حي دبي للتصميم يشهد إقبالاً متزايداً من المصممين الراغبين في الحصول على مساحة عرض، مؤكدة أن الفرص التصنيعية في الإمارات تشهد توسعاً ونمواً ملحوظاً، وهو ما انعكس على تنفيذ التصاميم محلياً بدلاً من إنتاجها في الخارج، ما أسهم في نمو العملية الإنتاجية في قطاع التصميم بشكل متكامل.


الفناء الإماراتي في ثوب معاصر

توفر جائزة «أشغال مدنية»، وهي مسابقة التصميم الخاصة بأسبوع دبي للتصميم، منصة للمعماريين والمصممين، لتجريب أفكار مبتكرة في الفضاءات العامة.

وتركّز نسخة عام 2025 من الجائزة على الفناء (الحوش)، وهو النموذج المكاني الذي يحمل صدى ثقافات متعددة، وفاز في هذه النسخة استوديو التصميم والأبحاث الإماراتي «شكل من أشكال العمل» بمقترحه الإبداعي «متى تصبح العتبة فناء».


حكاية المكان والزمان

تحدث المهندس عمر درويش عن مشروع أشغال مدنية لـ«الإمارات اليوم» قائلاً: «كان هدف المشروع تسليط الضوء على الحوش في الإمارات، وكيف يتبدل تبعاً للمنطقة، وذلك من ناحية المواد، وقد نتج التصميم عن بحث مكاني بالتعاون مع الأرشيف الوطني في أبوظبي، إذ تمت الاستعانة بالعديد من الصور ومطابقتها مع الواقع».

وأشار درويش إلى أن المواد المستخدمة في تنفيذ المشروع، تشمل الخرسانة والخشب والعريش والحديد المتعرج، وهي عناصر تروي عصوراً وأزمنة متعددة من تاريخ الإمارات.

بدوره، أوضح المهندس المعماري الإماراتي، عبدالله عباس، أن الفريق عمل على تقديم الحوش بشكل جديد ومختلف، مستلهماً من الشكل التقليدي للحوش الإماراتي مع إعادة صياغته بروح معاصرة.

وأضاف أن التحدي الأكبر تمثّل في صعوبة الحصول على المواد الأصلية، لاسيما أن أغلبها يعود إلى فترات تاريخية سابقة، مؤكداً أن المشروع يقدّم الحوش كتجربة حسية يمكن التفاعل معها، تنقل الزائر إلى ذاكرة المكان وروح التراث ضمن رؤية تصميمية حديثة.

. «الحدث» يتناول المشروعات الإنسانية، مثل العمل مع اللاجئين وغيرهم من الفئات التي أُتيح لها تقديم إبداعها وإيصال صوتها إلى العالم.

شاركها.
Exit mobile version