بعد 10 أيام حافلة بالثقافة والإبداع، طوى معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أمس، صفحات دورته الـ34 التي نظمها مركز أبوظبي للغة العربية، تحت شعار «مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع».
وشهد المعرض هذا العام مشاركة 1400 جهة عارضة من 96 بلداً، يتحدثون أكثر من 60 لغة، منهم 120 عارضاً يشاركون للمرة الأولى، كما قدّم لجمهوره أكثر من 2000 فعالية ثقافية متنوعة، تناسب جميع الشرائح العمرية والميول والاهتمامات المعرفية والثقافية والفنية.
وبرزت مبادرة «الأجنحة الدولية المُجمّعة»، إحدى الفعاليات النوعية في هذه الدورة التي ضمت 25 جناحاً تمثّل 23 بلداً، مقارنة بتسعة أجنحة فقط العام الماضي، ما يعكس نمواً ملحوظاً بنسبة 178%، ويرسخ مكانة المعرض منصةً ثقافيةً رائدةً تتيح للناشرين من مختلف أنحاء العالم عرض إصداراتهم، والتواصل مع جمهور متنوع، وإبرام شراكات استراتيجية تدعم صناعة النشر العالمية واستدامتها.
وشهدت الأجنحة الدولية إقبالاً واسعاً من الجمهور، واهتماماً لافتاً من المهتمين بصناعة النشر والمعرفة، لما تتيحه من فرص للاطلاع على ثقافات متعددة في مكان واحد، ومناقشة اتجاهات الطباعة والنشر على المستوى الدولي.
وسجلت الصين أوسع مشاركة لها في تاريخ المعرض، من خلال جناح امتد على مساحة 400 متر مربع.
وقال رئيس فرع مجلة «الصين اليوم» في الشرق الأوسط، طه بنغ تشويون، إن «المشاركة عكست مستوى التقارب الثقافي المتنامي بين الصين ودولة الإمارات»، مشيراً إلى أن الوفد الصيني ضم 13 مؤسسة وشركة ثقافية، ركزت على التراث الصيني في مجالات، مثل الخزف، والحرير، والفنون التقليدية.
وضمن برنامج «ضيف الشرف» لهذا العام، وهي المبادرة التي تحتفي بأحد أكثر المشاهد الأدبية والفكرية والفنية تنوعاً وثراء في العالم، سلّط المعرض الضوء على ثقافة الكاريبي، بأرخبيله المكوّن من أكثر من 700 جزيرة، كونه ليس مجرد منطقة جغرافية، بل يُعدّ بوتقة ثقافات وصراعات، وصوتاً أدبياً لا يُشبه سواه، عبر جناح خاص بهذه المنطقة.
كما احتفى معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام بشارع المتنبي، أبرز معالم مدينة بغداد الثقافية، والذي ارتبط منذ تأسيسه في بغداد عام 1932، بالحراك الأدبي في العراق، وأصبح الشارع قلباً نابضاً للثقافة، فقام المعرض بتنظيم جناح خاص بشارع المتنبي يُحاكي تفاصيل الشارع الأصلية من أقواس خشبية، وأزقة ضيقة، وأسماء مكتبات شهيرة.
واحتفى المعرض أيضاً بالطبيب والفيلسوف الموسوعي ابن سينا، أحد أبرز أعلام الحضارة الإسلامية، تزامناً مع مرور 100 عام على إصدار كتابه «القانون في الطب»، الذي يُعدّ أحد أبرز الإسهامات العلمية العربية التي أثرت في تطور الطب عالمياً، واستعرض جناح ابن سينا سيرته الشخصية، مسلطاً الضوء على أعماله وإنجازاته في الطب، والفلسفة، والفلك، والكيمياء، والفيزياء، والموسيقى، وعلم النبات والأحياء، وعلم النفس، والإرث العلمي.
وتماشياً مع التطورات التقنية في صناعة النشر، شغل الذكاء الاصطناعي مساحة لافتة من الفعاليات التي شهدها المعرض عبر العديد من الفعاليات التي تطرح مختلف القضايا المتعلقة بهذه التقنية، وتأثيراتها المختلفة في الإبداع والصناعات الثقافية بشكل عام والنشر تحديداً.
الذكاء الاصطناعي في «المربع الرقمي»
خصص «أبوظبي للكتاب» هذا العام ركناً باسم «المربع الرقمي»، الذي شكل جزءاً محورياً من الحدث، فعرض أحدث ما وصلت إليه صناعة النشر من تقنيات، وشهد عروضاً متقدمة في التقنيات الحديثة والتكنولوجيا، كما جمع عدداً من المشروعات الرقمية الثقافية والوكلاء الأدبيين.
واستضاف «المربع الرقمي» عدداً من الجلسات التي تتناول قضايا مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
. 1400 جهة من 96 بلداً اجتذبها المعرض في نسخة 2025.