إن العادة ذلك الشيء الذي تفعله بصورة متكررة حتى يصبح جزءاً منك، أو عبارة عن سلوك تداوم على تكراره، فإذا داومت بإصرار على اتباع سلوك جديد فإن إتيانه يصبح أمراً لاإرادياً في آخر الأمر.
الكاتب هيو هيويت يروي من واقع خبرته العملية عن العادات، وكيف لها أن تحدد حياتك ومستقبلك في كلمات بإيجاز: «نحن جميعاً أسرى للعادة، إذ تحكمنا عادات ثابتة، فمثلاً هناك تسع إشارات للمرور موجودة على طول طريق عودتي من العمل إلى المنزل بالسيارة كل يوم، وفي أغلب الأحوال عندما أصل إلى المنزل لا أتذكر مروري بأي منها، وكأنني كنت أقود غير مدرك لما حولي، فإذا طلبت مني زوجتي إحضار شيء ما، وكان هذا يقتضي أن أحيد عن طريقي المألوفة فمن المعتاد بالنسبة لي نسيان الأمر كلية، وذلك لأنني قد برمجت نفسي على أن أسلم نفس الطريق إلى المنزل كل مساء».
يمكننا أن نعيد برمجة أنفسنا في أي وقت نختاره، المهم أن نعرف كيف يمكننا أن نكافح في هذه الحياة، لنفترض أنك تريد الاستقلال المالي يمكنك أن تراجع عاداتك في كسب المال وتسأل نفسك: هل تقوم باستمرار بادخار واستثمار جزء من راتبك؟ سوف تكون إجابتك إما نعم أو لا، والكلمة الأساسية التي تحتاجها هي الاستمرارية والمداومة، كذلك الصحة فإن الإبقاء على صحتك في حالة جيدة هي أحد البنود التي يجب أن تكون على رأس قائمة أولوياتك، إن ممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعياً يمكن أن تكون الحد الأدنى المقبول الذي يساعدك على أن تكون بحال جيدة، إن هذا الأسلوب يتحول إلى عادة روتينية، وذلك لأن ممارسة الرياضة لها فوائد كبيرة على المستوى الطويل، والأشخاص الذين لا يتعاملون بشكل جدي مع فكرة التغيير سوف يتوقفون عن ممارسة التمرينات الرياضية بعد فترة قصيرة، فإذا أردت أن تداوم على هذه العادة وغيرها بعيداً عن الأعذار الراتبة يجب أن تداوم على هذه المقولة وتجعلها هدفاً لحياتك، إن عاداتك سوف تحدد مستقبلك، وتذكر دائماً أن الأشخاص الناجحين لا يبلغون القمة بوثبة واحدة، بل النجاح يقتضي منك العمل المركز والانضباط والكثير من الطاقة والنشاط اليومي، وإن العادات التي تكتسبها الآن سوف تحدد الطريقة والكيفية التي سوف تحقق بها مستقبلاً ناجحاً، لذلك اختر بكل حكمة وتعقل، واجعل شعار حياتك «إنني أتطلع إلى حياة أفضل».