أكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، أن معرض «السرد.. رحلة بقاء» «يعكس قوة الفن الإماراتي، الذي يستند إلى تاريخ عريق من الموروث الفكري والمعرفي والحضاري، ويسلّط الضوء على التنوع الإبداعي الذي يخلق حواراً ثقافياً غنياً يسهم في تبادل الخبرات، وتحفيز الفنانين على التفاعل والتواصل والمشاركة بأعمالهم وتجاربهم، ما يعمل على توسيع مساحات الإلهام، وتكوين رصيد فني محلي يوصل رسالة الإبداع الإنساني للعالم».
وأضافت سموها خلال افتتاحها أمس «السرد.. رحلة بقاء» أنَّ المعرض يمثّل منصّة فنية مبتكرة تعكس الهوية الإبداعية للإمارة، ودعمها للمواهب المحلية والكفاءات الاستثنائية المتميزة.
ويهدف المعرض إلى الاحتفاء بالفنانين الإماراتيين الناشئين والمحترفين وإبداعاتهم، وتمكين أصحاب المواهب في مجالات الفنون المتنوعة، وتسليط الضوء على تجاربهم الخاصة.
ويشارك في المعرض الذي ينظم في مكتبة الصفا للفنون والتصميم، ويستمر حتى 18 أكتوبر المقبل، 23 فناناً إماراتياً ساهموا عبر أعمالهم وأفكارهم المتفردة في إثراء المشهد الفني والإبداعي في المنطقة، والنهوض بالحركة الفنية الإماراتية.
وقامت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم بجولة في المعرض، اطّلعت خلالها على الأعمال الفنية المتنوعة التي شكّل كل منها مساحة تعبيرية وفنية نابضة بالإبداع، وتجاوزت المفاهيم التقليدية للفن لتجسّد الابتكار بأجمل صورة، وامتازت بتفرد الأفكار والأساليب وطريقة العرض.
والتقت سموّها عدداً من الفنانين المشاركين في المعرض، مشيدةً بتميز رؤاهم المبتكرة، وبجودة الأعمال الفنية، لافتةً إلى أن تلاقي إبداعات الفنانين الإماراتيين يثري الحراك الثقافي المحلي. وقالت سموها إن المعرض يساهم في خلق بيئة فنية مستدامة قادرة على دعم الصناعات الثقافية والإبداعية في دبي.
قصص وتقاليد
ويوفر المعرض مناخات ملهمة للفنانين تتيح لهم فرصة التعبير عن توجهاتهم الفنية ونظرتهم الخاصة إلى مفاهيم الانتماء والسرد القصصي في الفنون، والسرديات الجماعية، والتراث الثقافي واستكشاف التقاليد والقيم والهوية، ففي أروقة المعرض، تتألق أعمال الفنانة الدكتورة نجاة مكي، والفنانة والمخرجة نجوم الغانم، والفنان محمد المنصوري، والفنان الراحل حسن شريف، بينما سعت الفنانة روضة المزروعي في عملها الفني إلى حفظ الذاكرة الجماعية عبر توثيق حياة سكان منطقة سيجي بإمارة الفجيرة، ونمط حياتهم البدوية وطبيعتهم الديناميكية المتغيرة.
وتتمحور فكرة عمل الفنانة سلمى المنصوري «أستذكر بالألوان» حول استكشاف جذور مسقط رأسها غياثي، حيث التقطت مناظرها وجوهرها من خلال الرسم الذي استخدمته كوسيلة للتعبير عن ذاتها، أما الفنانة مي الرميثي فتعمّقت عبر لوحاتها في جوهر طفولتها، وحاولت من خلالها التعبير عن شعور الدفء والألفة وروح المنزل وما يحمله من ذكريات عزيزة.
وفيما تستكشف الفنانة عائشة الحمادي في عملها «صدى الذكريات» مقبرة السفن الشراعية بميناء زايد، مستحضرةً الذكريات العاطفية للتراث البحري، تبرز مريم بن بشر في عملها الفني كيف كان الفريج في الماضي يمثّل مساحة حيوية، بينما تبدو أزقته اليوم خاليةً من الحياة، في حين استلهمت الفنانة مريم الزعابي عملها من التصميم التجريدي لـ«المرتعشة»، لتصور رحلتها كامرأة في مواجهة أحكام المجتمع.
تفاصيل وتراث
وتطل الفنانة الدكتورة عفراء عتيق بقصيدة تتألف من ثلاثة أجزاء تروي تفاصيل حياة جدتها خلال مواسم الصيد والغوص على اللؤلؤ، وتقف فيها بين الذاكرة الجماعية والسرديات المستمدة من الحياة العملية والتراث.
فيما تُصوّر الشيخة اليازية آل نهيان عبر أعمالها المناظر الطبيعية كخزائن للثقافة المادية والذاكرة. وفي سلسلة «التجسيد» للفنانة علياء لوتاه تتجلى العلاقات بين الشكل وظله، والضوء والظلام، والشكل والفراغ، إذ تظهر وكأنها أوجه مختلفة لشيء واحد.
أما الفنانة إيمان الهاشمي فتتعمق من خلال أعمالها «سلسلة الانتظار: المقابس» في مفهوم حساب الوقت، وتتأمل في مرور اللحظات وقياسها. وتناقش الفنانة سارة الحداد من خلال تعبيرها الإبداعي الفريد موضوعات الفقد والانتماء.
من جانبها، تقدم الفنانة شمسة العميرة سلسلة من الأعمال المترابطة، تستكشف فيها الرمزية العميقة وأهمية نواة التمر. ويعبّر الفنان جمعة الحاج من خلال لوحته عن مشاعره الدفينة وملاحظاته وأفكاره وغيرها من المعاني. وتعرض الفنانة شيخة الكتبي عملها «الكتاب»، وهو تركيب يجسد ممارساتها الفنية التفاعلية.
لطيفة بنت محمد:
• المعرض يسلّط الضوء على التنوع الإبداعي الذي يخلق حواراً ثقافياً غنياً يسهم في تبادل الخبرات.
• «السرد» يعمل على توسيع مساحات الإلهام، وتكوين رصيد فني محلي يوصل رسالة الإبداع للعالم.
ارتباط بالبيئة
تتجلى في معرض «السرد.. رحلة بقاء» أعمال الفنان حسين شريف، ومن أبرزها «تقاطع»، الذي يبرز تعلق الفنان ببيئته ورصد تحولاتها، وتبين لوحات «النقاط» بداياته في الفن التجريبي. ويشارك الفنان فارس الشعفار بلوحته «أنشودة الزقاق المنعزل».
أما الفنان محمد العلوي فيستكشف عبر «السلسلة» الحياة اليومية والممارسات الثقافية لسكان منطقة كمزار، وطريقة تكيفهم مع بيئتهم. كما يتضمن المعرض أعمالاً للفنانة حصة المزروعي، والفنانة شما الحامد.
• الفنانون المشاركون ساهموا عبر أعمالهم في إثراء المشهد الفني في المنطقة، والنهوض بالحركة الفنية الإماراتية.
• 18 أكتوبر المقبل يختتم المعرض الذي ينظم في مكتبة الصفا للفنون والتصميم.