يُعتقد أن مرض باركنسون — الذي يمكن أن يسبب الارتعاشات وبطء الحركة والتصلب — يصيب واحدًا من كل 336 أمريكيًا.
السبب الدقيق لاضطراب التنكس العصبي غير معروف، ولكن يُعتقد أنه ينبع من مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية.
الآن، أبلغت ثلاثة مستشفيات في كوريا أن المرضى الذين يعانون من متلازمة تململ الساقين هم أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون.
متلازمة تململ الساقين (RLS)، والمعروفة أيضًا باسم مرض ويليس إيكبوم، هي حالة عصبية تسبب رغبة حادة وغير مريحة في تحريك الساقين.
الحركة تقلل من الألم. تميل الأعراض إلى التفاقم في الليل أو عند الجلوس أو الاستلقاء. يمكن أن يتطور متلازمة تململ الساقين في أي عمر، ولكنه عادةً ما يصبح أكثر حدة وشائعًا مع تقدم العمر.
يقال إن متلازمة تململ الساقين تؤثر على ما لا يقل عن 3 ملايين أمريكي، وقد تظهر أعراضه في أماكن أخرى من الجسم، مثل الذراعين أو حتى الوجه.
يعتقد البعض أن هذه الحالة لا يتم الإبلاغ عنها بشكل كبير، حيث تقدر مؤسسة متلازمة تململ الساقين أن 7% إلى 8% من الأمريكيين يعيشون مع شكل من أشكال متلازمة تململ الساقين.
في حين أن السبب الدقيق لمتلازمة تململ الساقين لا يزال غير واضح، إلا أن العلاج بالدوبامين كان العلاج القياسي في الخط الأول.
تحاكي منبهات الدوبامين تأثيرات الدوبامين، وهو ناقل عصبي يلعب دورًا حيويًا في الحركة والتحكم في العضلات.
وبالمثل، فإن المرضى الذين يعانون من مرض باركنسون لديهم مستويات منخفضة من الدوبامين. غالبًا ما يتم استخدام منبهات الدوبامين كعلاج في الخطوط الأمامية.
ونظرًا لتداخل بروتوكولات العلاج، يستكشف الباحثون ما إذا كانت الحالتان ناجمتان عن نفس آليات الدوبامين.
في هذه الدراسة الأخيرة، التي نشرت هذا الأسبوع في JAMA Network Open، حرص الباحثون على تحديد ما إذا كان RLS هو عامل خطر لمرض باركنسون وما إذا كان مسار الدوبامين مرتبطًا بشكل وثيق بكلتا الحالتين.
استخدم الفريق بيانات من أكثر من 18000 مريض، نصفهم يعانون من متلازمة تململ الساقين ونصفهم الآخر يشكلون مجموعة مراقبة.
وكان متوسط العمر 50 عامًا، وكان 62.8% من المشاركين من النساء.
بالمقارنة مع المجموعة الضابطة، كان هناك ارتفاع بنسبة 60٪ في الإصابة بمرض باركنسون في مجموعة RLS.
وكشف المزيد من التحليل أن أولئك الذين تناولوا ناهض الدوبامين كان لديهم 0.5% فقط من الإصابة بمرض باركنسون مقارنة بـ 2.1% في المجموعة غير المعالجة.
اقترح مؤلفو الدراسة أن متلازمة تململ الساقين قد تترافق مع زيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون، وأن مرضى متلازمة تململ الساقين الذين لم يتم علاجهم بمنبهات الدوبامين أظهروا ارتفاعًا في معدل الإصابة بمرض باركنسون ووقتًا أقصر بكثير للتشخيص.
لاحظ الباحثون أن هذه النتائج لا تشير بشكل مطلق إلى أن منبهات الدوبامين تمنع أو تعيق مرض باركنسون، لكنها تلمح إلى احتمال أن يكون لها تأثير وقائي للأعصاب وتستحق أن تكون محور الأبحاث المستقبلية.
ويشير الفريق أيضًا إلى أن العلاقة بين متلازمة تململ الساقين ومرض باركنسون يمكن أن تتجاوز مسار الدوبامين، وتوضيح دور المسار سيعمق فهمنا لآلية كلا المرضين.
وقد أثبتت أبحاث حديثة أخرى وجود صلة بين فيروس بيجي البشري الذي يبدو غير ضار – وهو فيروس ينتقل عن طريق الدم من نفس عائلة التهاب الكبد الوبائي سي – وتطور مرض باركنسون.