إذا كنت تشرب، فإنك تخسر.
تشير الأبحاث الجديدة إلى أنه لا توجد كمية من الكحول مفيدة لصحتك أو آمنة للاستهلاك مع تقدمك في السن.
وقد وجدت دراسة أجريت في المملكة المتحدة على مدى 12 عاماً وتتبعت 135 ألف شخص بالغ يبلغون من العمر 60 عاماً أو أكثر أن حتى الشرب الخفيف كان مرتبطاً بزيادة في الوفيات الناجمة عن السرطان. وكان هذا الارتفاع أكثر وضوحاً بين كبار السن الذين يعيشون في مناطق منخفضة الدخل ويعانون من مشاكل صحية.
وتتناقض هذه النتائج مع الاعتقاد السائد سابقاً بأن تناول كميات صغيرة من الكحول، وخاصة النبيذ الأحمر، مفيد للقلب. ويستند هذا الاعتقاد إلى أدلة ضعيفة تشير إلى أن الفرنسيين الذين يشربون الخمر بشكل علني لديهم معدلات أقل من أمراض القلب.
نُشر البحث الجديد يوم الاثنين في مجلة JAMA Network Open, وأكد أنه لم يكن هناك انخفاض في الوفيات بأمراض القلب بين الذين يشربون كمية قليلة أو معتدلة، بغض النظر عن حالتهم الصحية أو الاجتماعية والاقتصادية.
قالت روزاريو أورتولا، مؤلفة الدراسة الرئيسية والأستاذة المساعدة في الطب الوقائي والصحة العامة في جامعة مدريد المستقلة، لصحيفة نيويورك تايمز: “لم نجد دليلاً على وجود ارتباط مفيد بين انخفاض الشرب و [overall] “الوفيات.”
وأضافت أن تناول الكحول ليس مفيدًا لصحتك، بل إنه يزيد من خطر الإصابة بالسرطان “منذ القطرة الأولى”.
وربطت الدراسة بين الإفراط في شرب الكحول، بما يزيد عن 40 جرامًا يوميًا للرجال وأكثر من 20 جرامًا يوميًا للنساء، وزيادة عدد الوفيات الناجمة عن مختلف الأسباب.
يحتوي المشروب الأمريكي القياسي على 14 جرامًا من الكحول، وهو ما يعادل 12 أونصة من البيرة العادية، أو 5 أونصات من النبيذ، أو 1.5 أونصة من الخمور.
ويُوصف الشرب المعتدل بأنه تناول ما بين 20 إلى 40 جرامًا من الكحول للرجال و10 إلى 20 جرامًا للنساء يوميًا.
وتتوافق هذه النتائج الأخيرة مع أبحاث أخرى تشير إلى أن استهلاك مشروب كحولي واحد فقط يومياً يمكن أن يقصر عمر الإنسان بنحو شهرين ونصف الشهر.
توصلت دراسة منفصلة إلى أن الامتناع عن تناول الكحول – أو تقليل الكمية المستهلكة – يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الفم أو المريء.
وقد لاحظ الباحثون في الدراسة الأخيرة أن شرب النبيذ في الغالب وشربه فقط مع الوجبات يقلل من خطر الوفاة، وخاصة الوفاة بسبب السرطان. واقترح أورتولا أن انخفاض المخاطر يمكن أن يعزى إلى تباطؤ امتصاص الكحول، أو قد يعكس خيارات نمط حياة صحية أخرى.
وتقول الإرشادات الغذائية الأميركية إن “شرب كميات أقل من الكحول أفضل للصحة من شرب كميات أكبر”، وإن النساء يجب أن يقتصرن على مشروب واحد في اليوم والرجال على مشروبين في اليوم.
ومن المتوقع أن يتم إصدار المبادئ التوجيهية الغذائية للأمريكيين لعام 2025 في الأشهر المقبلة، لذلك تقوم المجموعات العلمية بإعداد تقارير حول العلاقة بين الكحول والصحة.
في عام 2023، كشف المركز الكندي لتعاطي المواد والإدمان عن إرشادات صحية محدثة تتعلق بشرب الكحوليات. وعلى الرغم من الأسطورة التي تقول إن كأسًا من النبيذ هو مفتاح طول العمر، فقد أفاد المسؤولون الكنديون بأن “أي كمية أو نوع من الكحول ليس جيدًا لصحتك”، حتى لو كان “كمية صغيرة”.
وفي الوقت نفسه، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الكحول مادة مسرطنة معروفة، وأن استهلاك الكحول يزيد من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والكبد والرأس والرقبة والمريء والقولون والمستقيم.
وحتى عند مستويات الاستهلاك المنخفضة، زعمت منظمة الصحة العالمية أن الكحول “يمكن أن يجلب مخاطر صحية”، لكنها لاحظت أن “معظم الأضرار المرتبطة بالكحول تأتي من الاستهلاك المفرط المستمر أو العرضي للكحول”.