وسط أجواء انفتاح ثقافي وإستراتيجي متسارع، تُراهن أوزبكستان على ثقلها الحضاري ومخزونها الإسلامي العريق، لتصبح أحد أبرز المقاصد السياحية الجديدة لزوار العالم العربي والإسلامي. فبسبعة مواقع مدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ومدن تاريخية أسطورية مثل سمرقند وبخارى وخيوة، لا تكتفي أوزبكستان بعرض آثارها، بل تقدم رواية متكاملة عن الذاكرة الإسلامية الحية.

وفي حوار خاص مع الجزيرة نت، يكشف رئيس هيئة السياحة الأوزبكستانية، أوميد شادييف، عن ملامح الرؤية الجديدة لطشقند، التي تسعى لتقديم بلادها كوجهة متعددة الأبعاد: ثقافية، بيئية، دينية، وعلاجية. من منتجعات جبال “تيم جاردن” إلى بحيرات الصيف ومزارات الإمام البخاري والبيروني، إذ لا تُقدّم أوزبكستان نفسها للعالم الإسلامي كذاكرة فقط، بل كمساحة تنوير معاصرة.

وتنشر الجزيرة نت هذا الحوار بمناسبة انعقاد منتدى السياحة الدولي “أوزبكستان-قطر”، قبل بضعة أيام في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بإشراف من لجنة السياحة في أوزبكستان، ودعم سفارة أوزبكستان في قطر.

فما الذي يجعل هذا البلد الواقع في قلب آسيا الوسطى نقطة جذب متجددة؟ وما الذي تقدمه لزوارها من العرب والمسلمين؟ وما أهمية الإرث الإسلامي في بناء هذا الجسر السياحي الجديد؟ الإجابات في هذا الحوار.

  • ما هي خطواتكم لتعزيز أوزبكستان كوجهة سياحية؟

كما تعلم، إن باكستان هي موطن لسبعة مواقع للتراث العالمي، هذه المواقع تم إدراجهم في قائمة اليونسكو. وأدرجت مدينة خيوة كأول مدينة في هذه القائمة المهمة. ومواقع أخرى مهمة مثل مدن سمرقند وبخارى وشهرسبز وممر طريق الحرير الذي يسير عبر 3 مناطق في أوزبكستان. بيد أننا لدينا أيضا مواقع طبيعية مثل “ويسترن صن شاين”، التي تم إدراجها في قائمة التراث العالمي. وهي منطقة جبلية يمكنك رؤية الطبيعة الجميلة فيها وهي قريبة من منطقة توران التاريخية.

من الأسماء فقط، يمكنك أن تدرك الكثير من الأنشطة التي تستطيع القيام بها في أوزباكستان، كالسياحة الطبيعية، السياحة البيئية، والتي تشمل الجبال والمناظر الطبيعية الجميلة.

ولدينا مواقع ثقافية مثل خيوة، وهي أهم مناطق الجذب الرئيسية في أوزبكستان. لأنه ضمن دول العالم الإسلامي، نحن لدينا الثقافة العظيمة، فضلا عن عدد من المواقع التراثية التي تم الحفاظ عليها من القرن الـ12 والقرن الـ13. أما في مناطق أخرى من العالم الإسلامي لسوء الحظ، تم إعادة بناء هذه المباني. ولكننا تمكنا من الحفاظ على تراثنا لسنوات عديدة. لذا فنحن فخورون بأن نقول إن لدينا تراثا إسلاميا كبيرا. ولا يزال هذا التراث محفوظا بطريقة مناسبة، وهذا ما يجذب السياح أكثر من غيره.

  • بماذا تشجع السياح العرب والمسلمون القادمون إلى أوزبكستان؟

نحاول تقديم أوزبكستان بطريقة مختلفة، فبالطبع التراث الثقافي من النقاط المهمة، ولكن في الوقت نفسه، لدينا السياحة الجبلية، ولدينا منتجعات شتوية مثل تيم جاردن وغيرها من المناطق. ولقد بنينا مؤخرا منتجعات جديدة، ونخطط لبناء المزيد التي أعتقد أنها ستكون جاذبة للسياح من الشرق الأوسط، فلدينا بحيرات جميلة يمكن استخدامها خلال العطلات الصيفية. ونحاول تقديم جميع جوانب العروض القائمة على الإنترنت، للمجتمع الدولي.

ونحاول دائما التحدث إلى أصدقائنا من الشرق الأوسط، وكما تعلم، جاء الإسلام إلى منطقتنا وأحدث تنويرا ونهضة كبيرة، ونحن نريد أن نعيد تقديم منطقتنا كمنطقة تنوير، فنحن فخورون بأن نقول إن بلادنا كانت موطنا لأعظم العلماء المسلمين مثل ابن سينا ​​والبيروني والخوارزمي وعلماء آخرين وضعوا أسس الجبر والطب الحالي.

ونشجع أصدقاءنا من العالم الإسلامي على زيارة مواقعنا، ونشيد بالعلماء المهمين الذين قدموا مساهمات كبيرة في تطوير الحضارة الإسلام. فالإمام البخاري مثلا رغم شهرته الكبيرة فإنه لا يزال هناك من لم يزر المكان الذي ولد فيه، أو المكان الذي دفن فيه بالقرب من سمرقند.

شاركها.
Exit mobile version