الدوحة – اختتمت في متحف الفن الإسلامي بالدوحة النسخة الأولى من مسابقة قطر الدولية للخط العربي “الرقيم”، التي شهدت حضورًا رسميًا ودوليًا رفيع المستوى، بمشاركة مئات الخطاطين من مختلف دول العالم.
وشهد الحفل تكريم الفائزين في المسابقة من قبل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد غانم بن شاهين الغانم،، ونخبة من المسؤولين والخطاطين والمثقفين، تأكيدًا على مكانة الخط العربي كأحد الفنون الإسلامية العريقة التي تمثل جزءًا أصيلًا من التراث الثقافي والحضاري.
وأكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور خالد بن محمد بن غانم آل ثاني،، أن المسابقة تأتي في إطار اهتمام الوزارة بالفنون الإسلامية باعتبارها وعاء بصريًا لكتاب الله عز وجل، مشيرًا إلى أن الخط العربي لم يكن مجرد أداة للكتابة، بل كان عبر العصور وسيلة لنقل العلوم والآداب، مما يجعله رمزًا للهوية والحضارة الإسلامية.
وأضاف أن “الرقيم” قدمت بصمة متميزة في عالم المسابقات الدولية للخط العربي، من خلال الاستفادة من التجارب العالمية مع إضفاء طابعها الخاص، معربًا عن تقديره للجهود المبذولة من قبل وزارة الأوقاف ومتاحف قطر، ممثلة بمتحف الفن الإسلامي، وأعضاء لجنة التحكيم الذين يتمتعون بمكانة رفيعة وخبرة واسعة في مجال الخط العربي.
من جانبه، أوضح رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة الدكتور صالح بن علي الأخن المري،، أن “الرقيم” تهدف إلى الحفاظ على اللغة العربية وخدمة القرآن الكريم، إلى جانب تعزيز مكانة الخط العربي كفن وحرفة أصيلة ذات مستقبل واعد. وأكد أن المسابقة تمثل جسراً للتواصل الثقافي بين الخطاطين من مختلف أنحاء العالم، وتعكس رسالة الإسلام الحضارية القائمة على الجمال والتبادل الثقافي.
وأشار إلى أن المسابقة تأتي ضمن رؤية قطر الوطنية 2030، الهادفة إلى المحافظة على التراث الثقافي وتعزيز الهوية العربية والإسلامية، إضافة إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، مشددًا على أن “الرقيم” تؤكد دور قطر الفاعل دوليًا في دعم الفنون والثقافة.
نجاح استثنائي وإقبال عالمي
حققت مسابقة “الرقيم” في نسختها الأولى نجاحًا استثنائيًا، حيث استقطبت 635 خطاطًا وخطاطة من 47 دولة، ما يعكس مكانتها كإحدى أهم المسابقات الدولية في الخط العربي.
وقد ضمت لجنة التحكيم نخبة من كبار الخطاطين والخبراء من خمس دول مختلفة، الذين أكدوا أن المشاركات عكست مستوى فنيًا متقدمًا وتنوعًا في الأساليب الخطية، مما جعل عملية التقييم دقيقة وفق أعلى المعايير الفنية.
أكدت مديرة متحف الفن الإسلامي شيخة ناصر النصر، أن المتحف يسعد باستضافة هذا الحدث الدولي الذي يحتفي بإرث الحضارة الإسلامية ويبرز إبداعاتها الفنية عبر العصور.
وقالت النصر: “يسعدنا أن نستضيف حفل تكريم الفائزين في مسابقة قطر الدولية للخط العربي ‘الرقيم’ بنسختها الأولى، وافتتاح معرض الأعمال الفنية الفائزة. يتميز الخط العربي بمكانة رفيعة بين الفنون الإسلامية، وظل عبر العصور مصدر إلهام وإعجاب، فقد حمل آيات القرآن الكريم ليبرز معناها الرفيع بشكل أنيق. وقديمًا قيل إن الخط الحسن يزيد الحق وضوحًا.”
المصدر: فيديو من حساب المسابقة على فيسبوك
https://www.facebook.com/share/v/1AE5U3izYW/ (مواقع التواصل الاجتماعي)
وأوضحت أن الخط العربي أصبح مع الزمن عنوانًا في الهوية البصرية للأمة الإسلامية، بل بات وجوده في أي مكان دليلًا على وجود المسلمين فيه، مشيرة إلى أن الخطوط المنقوشة على جدران المساجد في الأندلس تعد مثالًا حيًا على ذلك.
وأضافت النصر أن متحف الفن الإسلامي يفتخر بمشاركته في هذه المسابقة العالمية الملهمة، التي تسعى إلى إحياء فن الخط العربي والزخرفة الإسلامية، بوصفها جزءًا أصيلًا من تراثنا الثقافي العريق الذي يستحق أن يحفظ ويروج له عالميًا.
كما شددت على أن “الرقيم” تمثل تلاقي جهود مؤسستين قطريتين تعنيان بحفظ كنوز الحضارة الإسلامية، وهما وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومتاحف قطر، مؤكدة أن هذه المبادرة تعبر عن التزام قطر بالحفاظ على هويتها العربية والإسلامية وتعزيز مكانة الفنون الإسلامية عالميًا.
تكريم الفائزين في خمسة فروع رئيسية
تضمن الحفل الإعلان عن الفائزين وتوزيع الجوائز على المراكز الثلاثة الأولى في كل من الفروع الخمسة للمسابقة، والتي شملت:
الثلث الجلي مع الثلث العادي:
- المركز الأول: مريم نوروزي (تركيا)
- المركز الثاني: أحمد علي نمازي (تركيا)
- المركز الثالث: بلال مختار صلاح عطية
خط النسخ:
- المركز الأول: منير طهراوي (الجزائر)
- المركز الثاني: نعمان رجب (سوريا)
- المركز الثالث: إيهاب إبراهيم ثابت (الأردن)
الكوفي المصحفي:
- المركز الأول: حبيب رمضان بورا (إيران)
- المركز الثاني: أحمد عبد علي أحمدي (إيران)
- المركز الثالث: عبد المحسن محمد عبد المحسن عطا نصارى (مصر)
الديواني الجلي:
- المركز الأول: عبد الرزاق محمد محمود (سوريا)
- المركز الثاني: أحمد رأفت عبد الحميد (مصر)
- المركز الثالث: أحمد البشير (سوريا) آفاق مستقبلية وتطلعات دولية
وأشار المشاركون والمنظمون أن “الرقيم” ستكون منصة سنوية دولية لدعم الخطاطين حول العالم، مشيرين إلى أن النسخة القادمة ستشهد توسعًا أكبر ومشاركة أوسع من مختلف المدارس الخطية.
وفي ختام الحفل، أعرب المشاركون عن سعادتهم بهذه المبادرة التي تسلط الضوء على الخط العربي كفن راقٍ، وتسهم في إبراز المواهب وتشجيعها على المستوى الدولي.
كما شدد القائمون على المسابقة على أن “الرقيم” ليست مجرد منافسة فنية، بل حركة ثقافية تهدف إلى الحفاظ على الخط العربي وتعزيز حضوره في المشهد العالمي، ليبقى هذا الفن العريق جسرًا للتواصل والحوار بين الحضارات.