على مر الزمان ظهرت شخصيات سياسية تاريخية لامعة، أحدث تأثيرًا كبيرًا في مجريات الأمور، وكان لها أثر في حياة شعوبهم، سواء كانوا قادة ثورات، أو رؤساء دول، أو زعماء سياسيين. برغم أن عالم السياسة معقد بعض الشيء، وليس من السهل أن يسجل أحد فيه بصمته، ولكن هناك بعض الشخصيات استطاعت أن تخلق تأثيرًا قويًا في مجرى التاريخ وسياسات الدول، وأن يرسخ معتقدات جديدة تحكم الأمم.
في هذا المقال سنقدم نظرة عامة على أهم الشخصيات السياسية في التاريخ وما هو التأثير الذي قاموا به.
أبرز 5 شخصيات سياسية تاريخية
مهاتما غاندي
لُقب بأبو الهند، نشأ وتربى في الهند وعمل كمحام في جنوب أفريقيا، وأعجب بفكرة العصيان المدني كوسيلة للاحتجاج السلمي، قاد حملات ضد الفقر وكان له دور كبير في حركة استقلال الهند، ودعى إلى حملات احتجاج سلمي في الهند اعتراضًا على هيمنة الاحتلال البريطاني، وبرغم أنه تم اغتياله قبل استقلال الهند، ولكن لا أحد يستطيع إنكار دوره وتأثيره في الهند والعالم كله.
الإسكندر الأكبر
صاحب أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ، فتح الكثير من البلدان، وأنشأ مدن من العدم مازالت قائمة إلى زمننا هذا مثل مدينة الأسكندرية في مصر التي كانت مركزًا عالميًا للتجارة آنذاك، وبرغم كثرة الأساطير حول الإسكندر الأكبر، إلا أنه من المؤكد أنه كان قائدًا ذكيًا وشجاعًا، وكان من الصعب أن تقف أمام أسطوله المدن، فقد هزم إمبراطوريات عظيمة مثل إمبراطورية الفرس التي كانت أكبر عدوًا الإغريقيين.
ماو تسي دونج
مؤسس جمهورية الصين الشعبية، بعد أن قاد الثورة الصينية واتخذ من الشيوعية منهجًا في إدارة البلاد، مازالت صوره معلقة في بعض ساحات الصين؛ بسبب إسهاماته في نمو وتقدم الصين وتحولها من دولة زراعية إلى قوة اقتصادية عالمية كبيرة.
نيلسون مانديلا
رمز الكفاح الشعبي ضد ظلم نظام الفصل العنصري الذي عانى منه السود لعقود طويلة، بدأ نضال نيلسون مانديلا عندما انضم إلى الكونجرس الوطني الأفريقي، وأصبح جزءًا من حركة المقاومة ضد سياسات القوميين الأفريقيين البيض، والتي كانت معتمدة نظام فصل الأعراق. حكم عليه بالسجن مدى الحياة ولكن تم الإفراج عنه بعد 27 عام من السجن، وكان أيقونة للكفاح الشعبي ثم أصبح رئيسًا لجنوب أفريقيا بعد القضاء على نظام الفصل العنصري، وحصل على نوبل للسلام عام 1993.
ابراهام لينكون
ولد في أسرة ريفية بسيطة، ولم يحصل على تعليم رسمي كغيره من الرؤساء، ولكنه تخصص في القانون وكان عضوًا في مجلس الشيوخ، وكان له دورًا في تحرير العبيد والحقوق المدنية، تولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1860، وكان وقتًا حرجًا لأمريكا، فقد زادت حينها الانقسامات وكانت على شفا حرب أهلية قد حدثت بالفعل وقُتل فيها الآلاف، ولكن استطاع لينكون أن يعبر بأمريكا تلك المرحلة الصعبة، وحافظ على وحدة البلاد، وكان له إسهامات كبيرة في سن تشريعات خاصة بتحرير العبيد، تم انتخابه لفترة ثانية للحكم، ولكن تم اغتياله قبل أن ينهي الفترة الرئاسية الثانية، وبهذا يكون أول رئيس أمريكي تم اغتياله في التاريخ.
في الحقيقة يوجد الكثير من الشخصيات السياسية التي لها أثر كبير في كتابة التاريخ ولكن من الصعب أن يسع مقالًا واحدًا لكل هذه الشخصيات التي ظهرت بقوة على الساحة مغيرة قوانين ومسارات للشعوب، ومازلنا نشهد في وقتنا الحالي صعودًا لشخصيات سياسة نعرف أن سيكون لها دورًا كبيرًا سيخلده التاريخ فيما بعد.