بعد منفى طويل بعيدًا عن معبده، يعود نادي برشلونة هذا السبت إلى كامب نو، الملعب الذي ميز تاريخ النادي منذ عام 1957. وترافق العودة ترخيصًا لاحتلال المرحلة 1B، والتي ستسمح بإعادة فتح الملعب جزئيًا والترحيب بأكثر من 45000 مشجع في إنجاز رئيسي لفريق Espai Barça.

تتزامن العودة للوطن مع يوم ينتظره المشجعون بفارغ الصبر: سيستضيف Spotify Camp Nou مرة أخرى مباراة رسمية، حيث يواجه برشلونة نادي أتلتيك في احتفال جماعي بلم الشمل مع الملعب.

أكبر مشروع معماري في تاريخ النادي

التجديد الحالي هو جزء من Espai Barça، الذي يهدف إلى تحويل الملعب إلى أكبر مكان رياضي وترفيهي وأكثرها ابتكارًا في وسط مدينة كبرى.

ومع إعادة الفتح الجزئي المصرح به، سيتمكن الجمهور الآن من رؤية العديد من التطورات الأكثر وضوحًا في المشروع. يتميز المدرج الجانبي بمناطق جديدة تعمل بكامل طاقتها، مع مداخل موسعة وسلالم مجددة وأنظمة إخلاء محدثة لتلبية معايير السلامة الجديدة.

كما تم تعزيز البنى التحتية الداخلية، بدءًا من شبكات الاتصالات ووصولاً إلى الأنظمة الكهربائية وأنظمة التحكم في الملعب، مع إمكانية الاتصال المصممة لدعم المباريات من خلال عشرات الآلاف من الأجهزة المتصلة في وقت واحد.

كما حققت المجالات الفنية قفزة نوعية إلى الأمام. تم إعادة تصميم أنفاق اللاعبين وغرف تغيير الملابس لتحسين التدفق الداخلي وزيادة احترافية تجربة اللاعبين. بالإضافة إلى ذلك، تم تركيب نظام إضاءة رياضي جديد فعال، بما يتماشى مع متطلبات البث الحالية والمستقبلية، كما تم تجديد جزء من الهيكل المحيط للملعب حتى يمكن مواصلة البناء حيث يرحب الملعب تدريجياً بالمتفرجين الجدد.

وما الذي لم يأت بعد؟

ما سيراه الزوار الآن هو مجرد البداية. وفي الأشهر المقبلة، سيتم توسيع الطبقات العليا تدريجياً، بهدف الوصول إلى السعة النهائية لأكثر من 105.000 متفرج، مما يجعل ملعب Spotify Camp Nou الجديد أكبر ملعب في أوروبا.

تم التخطيط للبناء الكامل للطبقة الثالثة الجديدة، وهي واحدة من القطع المعمارية الأكثر رمزية للتصميم النهائي، بالإضافة إلى تركيب السقف بزاوية 360 درجة الذي سيدمج الألواح الكهروضوئية وأنظمة جمع الطاقة وتكنولوجيا الإدارة المستدامة.

وسيستمر أيضًا تحقيق التقدم في حلقة الابتكار التي ستشكل تجربة المشجعين المستقبلية: شاشات عملاقة، ومناطق موسعة لتذوق الطعام، ومساحات تفاعلية، ومسارات جديدة، ومناطق لكبار الشخصيات مُعاد تصميمها، ومتحف تم تحويله بالكامل ودمجه في الاستاد نفسه. كل هذا سيشكل جزءًا من المشروع الذي قامت Nikken Sekkei وIDOM وb720 بتعديله على مدار السنوات القليلة الماضية لتكييفه مع معايير أكثر كفاءة وحداثة تحترم البنية الأصلية.

الهدف النهائي هو تحويل الملعب ليس فقط إلى ملعب مرجعي، ولكن أيضًا إلى أكبر مكان رياضي وترفيهي وأكثرها تقدمًا يقع في وسط مدينة كبيرة، وهو معلم معماري وتكنولوجي واجتماعي سيمثل العصر القادم لنادي برشلونة.

عودة محملة بالرمزية

ولكن هذا السبت، ستأخذ الجوانب الفنية مقعدًا خلفيًا. بعد ما يقرب من ثلاث سنوات في مونتجويك، يعود برشلونة إلى منزله ويفعل ذلك بحفلة تطابق تاريخه. تعود الجماهير إلى المكان الذي كتبت فيه أعظم صفحات النادي، ويفتح الكامب نو فصلاً جديدًا مليئًا بالإثارة.

سيتم فتح الدخول إلى الملعب في الساعة 14:15، قبل ساعتين من انطلاق المباراة. من تلك اللحظة فصاعدًا، سيتمكن المشجعون من الاستمتاع بجلسة موسيقية يقدمها Mon DJ، الذي سيكون مسؤولاً عن خلق جو إيقاعي قبل المباراة.

قبل حوالي 15 دقيقة من انطلاق المباراة، وبعد عمليات الإحماء، سيثير الثنائي فيجا فلاواس حماس الجماهير بضرباتهم. وعندما ينزل اللاعبون إلى أرض الملعب، ستؤدي فرقة Cor Jove del Orfeó Català أغنية “Cant del Barça” في نسخة خاصة مصحوبة بعرض للألعاب النارية متزامن مع الموسيقى.

خلال فترة ما بين الشوطين، سيأتي دور فرقة The Tyets، إحدى المجموعات الأكثر شعبية على الساحة الكاتالونية، والتي ستعود لتقديم الترفيه الموسيقي للفريق الأول. ويقول النادي إن هذه مجرد بعض المفاجآت المخطط لها لجعل هذا اليوم احتفالًا لا يُنسى.

شاركها.
Exit mobile version